من أجمل وأهدأ الأماكن السياحية بقسنطينة

غابة البعراوية ملجأ العائلات وممارسي الرياضة

غابة البعراوية ملجأ العائلات وممارسي الرياضة
  • القراءات: 970
الزبير. ز الزبير. ز

تتربع غابة البعراوية ببلدية الخروب في قسنطينة، على مساحة في حدود 50 هكتارا، منها حوالي 10 هكتارات سهلة الولوج ومليئة بالأشجار، على حدود الطريق الولائي رقم 101، الرابط بين بلدية الخروب والمدينة الجديدة علي منجلي وصالح دراجي، يستغلها الزوار في قضاء أوقات الراحة أو الاستجمام، بعيدا عن ضوضاء المدينة، وتضم الغابة العديد من الأنواع النباتية، التي تمثل الغطاء النباتي وتتزين بأشجار الصنوبر الحلبي، والبلوط والصرول، كما تعطي منظرا رائعا لأحد أجمل المناطق الطبيعية بعاصمة الشرق، وتضم الغابة عددا من الأصناف الحيوانية كالضبع، وابن أوى، والثعلب، وطيور السمان والحجل.

تعتبر غابة البعراوية، التابعة إداريا لبلدية الخروب، من أهم المناطق التي يقصدها الباحثون عن الاستجمام والهدوء، خاصة أنها بقيت عذراء على حالها، بعيدا عن ضوضاء الألعاب التي اقتحمت محيط الفضاءات الخضراء، حيث تلجأ العائلات، خاصة في وقت المساء وبعد العصر، إلى هذا الفضاء البيئي بحثا عن الهواء العليل الذي توفره مئات الأشجار وعن المناظر الطبيعية الخلابة، إذ يقوم زوار هذه الغابة بركن سياراتهم في الجهة السفلية، ويواصلون طريقهم مشيا على الأقدام، لمسافة غير طويلة من أجل ولوج الغابة، التي كانت تستقطب الزوار، حتى في ذروة وباء "كوفيد 19"، عندما ضاق الأمر بالناس ذرعا، وأصبحوا يبحثون عن متنفس بعيدا عن المدينة.

مقصد الرياضيين والباحثين عن تقوية أجسادهم

زيادة على الأشخاص الذين يقصدون الغابة، من أجل هوائها العليل وجمال مناظرها، تعد غابة البعراوية، منذ سنوات، من أهم المناطق التي يقصدها الرياضيون، لممارسة التمارين الرياضية أو رياضة المشي، حيث باتت من أهم الوجهات للاعبي أندية كرة القدم، في شكل النادي الرياضي القسنطيني، ومولودية قسنطينة وجمعية الخروب، سواء خلال حصص استئناف التدريبات أو حصص الاسترجاع بعد المباريات أو في رياضات أخرى، على غرار الملاكمة والفنون القتالية، خاصة أن الغابة تضم مضمارا طبيعيا لممارسة رياضة الجري، وتوجد بها مساحات واسعة لإجراء التمارين الرياضية، هذا الأمر شجع أيضا عشاق الرياضة من القسنطينيين، على حجز أماكن لهم، سواء جماعات أو فرادى، لتقوية أجسادهم والمحافظة على صحتهم.

فضاء يستقطب محبي المغامرة والاستكشاف

نظرا لشساعة مساحتها الغابية وقربها من المحيط العمراني، سواء لبلدية الخروب عبر تجمعاتها السكانية الجديدة بـ«ماسينيسا"، وعين نحاس وكذا علي منجلي أو قسنطينة من جهة حيي سيساوي وزواغي سليمان، باتت غابة البعراوية من أهم المناطق التي يقصدها عشاق الاستكشاف والمغامرة، ومقصدا للجمعيات السياحية والمنتسبين إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية، الذين يرتمون في أحضان الطبيعة بحثا عن الراحة النفسية وتغيير الأجواء، كما أصبحت هذه الغابة، مكانا جيدا لإجراء مختلف التدريبات التي يشرف عليها عادة مختصون مؤهلون، على غرار تدريبات الإسعافات الأولية، والعيش داخل الغابة، وتعلم طهي الطعام بشكل آمن يحافظ على سلامة الغابة، وتعلم الكثير من الألعاب الكشفية والألعاب التربوية التي تحتاج إلى فضاء واسع.

نشاطات ترفيهية وولائم في الطبيعة

تستقطب غابة البعراوية، غير البعيدة عن المعهد التقني للزراعات الواسعة والمزرعة التجريبية النموذجية، العديد من الجمعيات الناشطة في مجال الترفيه والاهتمام بالطفولة، حيث باتت هذه الغابة من أهم المناطق التي يتم فيها تنظيم حفلات خاصة بالأطفال، تمارس فيها مختلف النشاطات الترفيهية بحضور مهرجين ومؤطرين، يقدمون فيها ألعاب خفة ونشاطات مسلية، مع تقديم نصائح في الجانب البيئي، على المباشر في قلب الغابة، من أجل الحفاظ على الغطاء النباتي والتعريف بأهمية الغابة، كما عرفت غابة البعراوية في العديد من المرات، وآخرها كان في تاريخ منتصف شهر جويلية الفارط، تنظيم ولائم على شرف القائمين على حماية الأشجار، وعلى رأسهم رجال محافظة الغابات أو رجال وأعوان الحماية المدنية الذين يتدخلون في كل مرة، تشهد فيها الغابة خطرا، وعلى رأسها الحرائق.

فضاء سياحي بامتياز في حاجة إلى عناية أكبر

رغم العدد الكبير من الزوار الذين تستقطبه غابة البعرواية، سواء من داخل الولاية أو من خارجها، يبقى هذا الفضاء السياحي، المحاذي للطريق الولائي رقم 101، في حاجة ماسة إلى الرعاية والاهتمام، سواء من ناحية توفير الأمن في محيط الغابة، أو من ناحية النظافة والاهتمام بالمسالك داخل هذا الفضاء الأخضر، حيث تفتقر الغابة لأماكن جلوس العائلات، على غرار ما يوجد بغابة المريج، حيث تم وضع عدد من الكراسي والطاولات الخشبية، حتى يتسنى للزوار الجلوس عليها بشكل لائق، كما تحتاج الغابة عددا كبيرا من صناديق أو سلات رمي النفايات، خاصة أن عددا كبيرا من الزائرين يستعمل المياه بشكل كبير، وبذلك تكون النفايات من القارورات البلاستكية بكيمات كبيرة، ويمكن استغلالها في مجال الرسكلة، وتحتاج الغابة أيضا لبعض المرافق، على غرار المراحيض العمومية، وحظيرة لركن السيارات بهدف تنظيم الحظيرة العشوائية التي يستغلها من هب ودب، كما تحتاج الغابة إلى بعض الأكشاك لتوفير أساسيات الجولات السياحية في شكل العصائر، والمياه المعدنية والأكل السريع، مع ضرورة تدعيمها بشبكة إنارة، تسمح بقضاء أوقات أطول، خاصة مع حلول فترة الظلام.