فيما انخفضت حرائق الغطاء النباتي بقالمة
غابة بني صالح تستعيد توازنها البيئي
- 3313
بلغ إجمالي الخسائر في الغطاء النباتي الغابي بولاية قالمة جراء الحرائق المسجلة في صيف 2018 إلى غاية 16 سبتمبر الحالي، 21 هكتارا، منها 4 هكتارات من البلوط الفليني المتدهور، 5 هكتارات من الأدغال، 8 هكتارات من الأحراش و4 هكتارات من الصنوبر الحلبي، بما يمثل تراجعا كبيرا مقارنة بالخسائر التي سُجلت في العام الماضي على مساحة قدّرت بـ 5 آلاف هكتار، حسبما أفاد بذلك ”المساء” رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات لولاية قالمة عبد الغني قربوعة.
أفاد المسؤول بأنه تم تسجيل 11 حريقا في الفترة المذكورة، في حين بلغت مساحة بقايا تدخلات محافظة الغابات في إطار حملة الحصاد، 367 هكتارا، حيث نشبت الحرائق في كل من دوائر وادي الزناتي، عين مخلوف، بوشقوف، هواري بومدين وحمام الدباغ.
وأرجع المتحدث أسباب انخفاض الحرائق والخسائر المترتبة عنها خلال الصائفة المنقضية، إلى عدة عوامل، أهمها الإجراءات والتدابير التي اتخذتها محافظة الغابات، منها المتابعة الجادة في ترصد نشوب الحرائق، إذ تم تسخير وسائل مادية وبشرية، بأكثر من 15 مركبة رباعية الدفع و07 أبراج مراقبة وحوالي 60 عونا موسميا، بالإضافة إلى ورشة جني الفلين وورشات أخرى على مساحة 100 هكتار، لفتح خطوط النار على مسافة 29كلممنالمسالك،فضلاعنسقوطالأمطارمؤخرا.
وأوضح السيد قربوعة أن البيئة في غابة بني صالح ببوشقوف استعادت توازنها البيئي، والمطلوب فقط تجنّب الحرائق والسيطرة عليها. كما ساعدت الأمطار الفصلية التي شهدتها قالمة على غرار ولايات الوطن، في نمو النباتات الثانوية بالغابة، التي شهدت حرائق كبيرة السنة الماضية، بينما يكمن المشكل في الأصناف المهمة التي تحتاجها محافظة الغابات كالفلين والزان.
وأشار المصدر إلى أنه، إلى حد الآن، لازالت الأشجار تواجه مشكل النمو. ولإعادة إعمار مناطق الفلين تستعمل محافظة الغابات عدة طرق تقنية، من بينها الطريقة العادية المعروفة في إطار قانون 84/12، الذي يوضح أن أي منطقة تحترق يتم حمايتها مباشرة. كما تم تسجيل عملية تطهير على مساحة 300 هكتار. وتعمل المصالح على إعادة التشجير وتهيئة الأماكن الخاصة بالبلوط الفليني الذي لم يتم معرفة نسبته الضائعة إلى حد الآن.
الأيّل البربري ينقرض في المحمية
أكد رئيس مصلحة حماية الحيوانات والنباتات أن عملية تعداد الأيّل البربري بمحمية بني صالح ببلدية بوشقوف، انطلقت في 12 سبتمبر الحالي واستمرت إلى غاية 17 منه من الرابعة والنصف زوالا إلى غاية العاشرة ليلا، وتوصلت النتائج المسجلة، حسبه، إلى 5 رؤوس من الأيل البربري.
وقال السيد قربوعة لـ ”المساء” إن الأيل البربري يوجد بأعداد قليلة في غابة بني صالح، حيث تدفعه عدة عوامل نحو الانقراض خاصة الصيد العشوائي، الذي يتجند له صيادون يطاردون هذا الحيوان في الغابة. كما تهدّد هذا الحيوان حرائق الغابات التي تأتي على هكتارات من الثروة الغابية، حيث نشبت في العام الماضي وأتت على الأخضر واليابس على مساحة 05 آلاف هكتار، وتسببت في إتلاف 992 ألف هكتار مما تبقّى من الغابة الحية داخل حظيرة الأيل البربري، مما اضطر هذا الحيوان للهروب.
وأكد المتحدث أنه جراء هذه الوضعية غير المرضية، تم اتخاذ تدابير للحيلولة ضد الصيادين والصيد الجائر، وهذا ابتداء من فترة التزاوج من 20 أوت إلى 2 سبتمبر، وهي مرحلة تزاوج هذا الحيوان، مما يسمح لمحافظة الغابات باستغلال هذه الفترة من خلال صوت ذكر الأيل لتعداد القطيع على مستوى ولاية قالمة. وفي هذا الصدد، تم ضبط رزنامة خرجات ليلية للقيام بدورات في منطقة بني صالح رغم نقص الوسائل.
وأفاد المسؤول بأن هذا الحيوان الذي يدخل في إطار التراث الحيواني في الجزائر، يشهد انقراضا بالمحمية. وقد تم تسجيل بعد رمضان المنصرم من هذه السنة، حالة لأيل بربري مقتول، ومخالفة وإخطار وكيل الجمهورية لدى محكمة قالمة، وقتل 8 من رؤوس بالغابة المذكورة.
أما بالنسبة لحمايته فأشار المسؤول إلى نقص الوسائل والعتاد بالمحافظة، بينما تم استدعاء فيدرالية الصيادين بقالمة، من أجل القيام بحملة تحسيسية توعوية للإعفاء من عملية صيد جائر للأيل البربري، والحفاظ على هذا الحيوان؛ باعتباره واحدا من السلالات النادرة في العالم.