وضعت محافظة الغابات بولاية قسنطينة، جملة من الإجراءات الميدانية، قبل حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، من أجل مواجهة أي طارئ، خاصة في مجال مكافحة حرائق الغابات، التي كلفت الولاية في سنوات سابقة، خسائر بالغة في الغطاء الغابي، وأتت ألسنة اللهب على مئات الهكتارات بين غابتي جبل الوحش، ودراع الناقة وشطابة.

قسمت محافظة الغابات بقسنطينة، حسب مسؤولها بوعلام عواد، برنامج عملها، ضمن إجراءات خاصة شملت إعداد وتحيين مخطط مكافحة الحرائق لموسم 2023، الموزع إلى قسمين؛ يضم القسم الأول الجانب الوقائي، بينما القسم الثاني يتعلق بالمخطط الاستباقي والجانب التنظيمي.

كشف محافظ الغابات، أنه في الجانب الوقائي، تم فتح 15 كلم من المسالك الغابية، وتهيئة 58 كلم من المسالك الموجودة سابقا، مع فتح 34 هكتارا من خطوط النار، وتهيئة 40 هكتارا من نفس الخطوط وإعادة تهيئة برج المراقبة، كما أعيد تشجير على 20 هكتارا، مضيفا أن الولاية استفادت من بناء برج مراقبة بمنطقة الكنتور، يدخل ضمن برنامج إنجازات 2022، ليصبح العدد الإجمالي لأبراج 7 بين أبراج مراقبة وإنذار.

في الجانب التنظيمي، أوضح محافظ الغابات بقسنطينة، أنه تم وضع 46 لجنة للمراقبة والمتابعة، منها 27 لجنة عبر الأرياف، و12 لجنة عملياتية عبر البلديات، و6 لجان عملياتية عبر الدوائر، والتي تخص كل من قسنطينة، وزيغود يوسف، وحامة بوزيان، والخروب، وعين أعبيد، وابن زياد، بالإضافة إلى لجنة ولائية، مع ضمان تأمين المناوبة 24 على 24 ساعة على مستوى هيئات المحافظة، التي تضم المقاطعات والأقاليم.

ووفق لما ذكره محافظ الغابات بقسنطينة، فقد تم تجهيز 5 فرق تدخل على مستوى أقاليم زيغود يوسف، وابن زياد، وعين السمارة، وابن باديس، وجبل الوحش، مدعمة بـ13 سيارة مضادة للحرائق وشاحنة تزود بالمياه بسعة 6000 لتر، و11 سيارة ربط، مع تسخير أكثر من 100 فرد بين ضابط وعون غابات، يضاف لهم 30 عاملا مؤقتا، ينشطون خلال الفترة الصيفية التي ترتفع فيها درجة الحرارة وتزداد مخاطر نشوب الحرائق.

وفي إطار إعادة تأهيل المناطق الغابية عبر تراب الولاية، ضمن الحملة الوطنية للتشجير لموسم 2022-2023، والتي جاءت تحت شعار "شجرة لكل مواطن"، والتي تمس المناطق الحضرية وشبه الحضرية والغابات، أبرمت محافظة الغابات 11 اتفاقية مع الجمعيات المختصة وجمعيات المجتمع المدني والجمعيات المهنية، حيث تم غرس 33،75 هكتارا من أصل 53،3 هكتارا التي تم الاتفاق عليها. وحسب محافظ الغابات بقسنطينة، فإن الاتفاقيات المبرمة مع الجمعيات، تهدف إلى استعادة جزء من الأنظمة البيئية التي تمثل الغطاء النباتي الغابي، خاصة الذي تعرض مؤخرا لحرائق متكررة، حيث تم التركيز خلال هذه المبادرة التشاركية، على الجانب التوعوي الذي استهدف كل فئات المجتمع المدني ومختلف الشرائح العمرية.

للإشارة، تضم ولاية قسنطينة، غطاء غابيا بمساحة أكثر من 28 ألف هكتار، منها 35 بالمائة أو ما يمثل 9437 هكتار من الغابات الطبيعية، و30 بالمائة، أو ما يمثل 8412 هكتار من الغابات، و35 بالمائة من الأحراش، موزعة على 4 مناطق هي منطقة جبل الوحش بالشمال، ومنطقة الهرية شرقا، وهضاب زردازة شمالا، وجبال شطابة، وأولاد سلام غربا.