سوق "شنطاطا" بعنابة

فضاء "الزوالي" والعودة إلى الزمن الجميل

فضاء "الزوالي" والعودة إلى الزمن الجميل
  • القراءات: 572
سميرة عوام سميرة عوام

يعتبر سوق "شنطاطا" الأسبوعي بعنابة، من بين الأسواق  الشعبية الأكثر استقطابا من قبل العائلات التي تحج إليه من كل مكان، حتى من الولايات المجاورة، نظرا لعراقته وأسعار سلعه التي تعرض في خانات مصطفة على طول السوق.

تُعرض في هذا السوق في كل المناسبات، سلع مختلفة من خضر وفواكه، ولحوم الخروف الجبلي، الذي يتم ذبحه من طرف المربين في الفضاء العام، هذه العادة يفضلها الزبائن، خاصة في شهر رمضان الكريم، حيث يتم اقتناء لحوم طازجة ومعروفة المصدر، مقارنة باللحوم الأخرى التي تباع في المحلات وبأسعار خيالية. تتنوع لعبة البيع والشراء بين العرض المقدم، الذي يفوق كل ما يتصور الزائر لهذا السوق بمختلف أنواعه وأحجامه، إذ لا يخلو من شيء، بما فيها الهواتف القديمة والجديدة الحاضرة بقوة، إلى جانب ألبسة العيد وسعرها البسيط الذي يسهل على "الزوالي" اقتناء ما يفضله لأبنائه، حتى ولو كان يملك المال الذي يغطي احتياجات العائلة.

المعجنات بمختلف أنواعها متوفرة في هذا الفضاء، على غرار الخبز التقليدي و"الزلابية" و"قلب اللوز" وغيرها من الحلويات، إذ يجد الصائمون في رمضان ما يحتاجون إليه في هذا السوق، حيث تلاحظ الواقفين في طوابير طويلة، والمحظوظ منهم من يظفر برطل "زلابية" واد زناتي. لبن وزبدة البقرة متوفرة بسوق "شنطاطا"، ولأن موقعه وما يباع فيه مصدره الريف العنابي، تجد المرضى والمحتاجين إلى الغذاء الطبيعي لا يتوانون في التردد عليه، ناهيك عن وفرة مختلف الأعشاب العطرية، مثل الزعترة والزعتر البري وغيرها.

سوق "شونططا" الذي يطل على مقهى شعبي، كان في وقت مضى يجتمع فيه الأصدقاء والأجداد، ومازال يحافظ على عبقه وقهوته العربية، خاصة في الإفطار، وحتى الشاي العربي يقدم مصحوبا بالمكسرات وحلوى "البراج" و"القرويش"، حسب طلب الزبون في الأيام العادية، لكن يبقى مقهى سوق "شنطاطا" بحاجة إلى ترميم، للمحافظة على إرث هذا الفضاء العريق.