عين الدفلى
قطاع الفلاحة يعاني نقصا فادحا في اليد العاملة
- 1218
تعاني ولاية عين الدفلى، رغم طابعها الفلاحي بامتياز، باعتلائها المرتبة الثانية على المستوى الوطني من حيث الإنتاج الفلاحي، تعاني صعوبة كبيرة في إيجاد اليد العاملة، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبا، على المدى المتوسط أو البعيد، على مستقبل القطاع، حسب المهنيين. فمن مجموع 100 851 ساكن تحصيهم الولاية، هناك 000 86 شخص، أي أكثر من 10 بالمائة بقليل من هؤلاء السكان يشتغلون في الفلاحة. لكن رغم ذلك، فإن مشكل نقص اليد العاملة الفلاحية لايزال مطروحا بشدة، حيث أن الاحتياجات المعبّر عنها تبقى بعيدة المنال.
وإذا كان المزارعون القدامى لا يستطيعون ضمان المهمة كما ينبغي الحال، بسبب ثقل سنواتهم من النشاط وسنهم المتقدم، فإن شباب الولاية يعزفون عنها ويعتبرونها قاسية، وهو ما يفسر بشكل كبير العجز المسجل في اليد العاملة. وحسب رئيس الإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين لولاية عين الدفلى، السيد خالد بن جدة، فإن مشكل نقص اليد العاملة في القطاع الفلاحي يمكن ملاحظته بشكل خاص أثناء عملية جمع البطاطا.
وأكد بالمناسبة، أن نجاح عملية جمع المحصول كان دائما يحصل بفضل مساهمة المتمدرسين والجامعيين خلال عطلتهم الصيفية، معربا عن أسفه من جهة أخرى، للصعوبات الكبيرة في جمع هذه المادة في مرحلتها المتأخرة، بسبب العجز الكبير في اليد العاملة. وأضاف أنه حتى بـ000 2 دينار في اليوم ولمدة عمل لا تزيد عن 4 ساعات في اليوم (من 7 إلى 11) فإن الشاب يرفض جني البطاطا، متحججا بظروف العمل القاسية.
التكوين كحل رئيسي
وبهدف التقليص من النقص الفادح في اليد العاملة في القطاع الفلاحي، وقّعت منذ شهر نوفمبر من عام 2014 اتفاقيات بين مديرية التشغيل من جهة والفلاحة والتكوين المهني من جهة أخرى، بغرض تكوين شباب في تخصصات لها صلة بالفلاحة. وكشف مدير التشغيل للولاية، السيد عبد القادر مكي في هذا الاطار، أنه بفضل هذه الاتفاقيات فإن حوالي 580 شابا تم تكوينهم، وأن عددا كبيرا منهم قام بإنشاء مؤسسات في إطار أجهزة دعم التشغيل، خاصة الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة التي وضعتها السلطات العمومية.
وحسب المدير المحلي لقطاع التكوين المهني، السيد نور الدين دومة، فإن المركز المستقبلي للتكوين بسيدي لخضر الخاص بالفلاحة سيساهم بشكل محسوس في التقليص من مشكل النقص في اليد العاملة في القطاع الفلاحي، وسيفتح هذا المركز الذي تقدر طاقة استيعابه بـ 300 مقعد بيداغوجي أبوابه خلال السنة المقبلة 2016.
«سوف نقوم من الآن فصاعدا بتوظيف أساتذة وجلب تجهيزات بيداغوجية"، يؤكد السيد دومة، مبرزا دور هذه المنشأة المستقبلية في تكوين عمال متخصصين في شتى الميادين المتعلقة بالفلاحة. وحسب المسؤول، من أهم التخصصات التي سيتم تدريسها على مستوى هذا المركز؛ تصليح الآلات الفلاحية ومحاصيل الخضر والأشجار المثمرة وإنتاج زيت الزيتون وتسيير المشاتل والبيوت البلاستيكية. وأبرز تضافر جهود المجتمع برمته لتغيير النظرة اتجاه المهن المتصلة بالفلاحة.
البحث عن اعتراف اجتماعي
واعتبر عدد من الأشخاص الذين استجوبوا حول الموضوع، بأن عزوف الشباب عن خدمة الأرض يفسر نظرة المجتمع تجاه هذا القطاع المعروف بالعمل الشاق والعمل البالي المخصص للقرويّين، بينما يعتبر آخرون أن هذا الوضع هو نتاج الكسل من بعض الشباب الذين يريدون كسب المال من دون عمل.
وأجمع هؤلاء على أن العودة إلى خدمة الأرض وتربية المواشي، خاصة في المرحلة الاقتصادية الحالية المتميزة بانخفاض سعر البترول، ستسمح بمحاربة الفقر واستحداث الثروة وتوفير مناصب عمل. وأكد هؤلاء أن اعترافا اجتماعيا أكبر بالنشاطات الفلاحية يشكل عنصرا أساسيا قادرا على استعادة الهيبة لهذا الميدان وجعله أكثر جاذبية للشباب.