بجاية

قلة الوسائل ترهن توسيع مساحات إنتاج الحبوب

قلة الوسائل ترهن توسيع مساحات إنتاج الحبوب
  • القراءات: 1098
❊الحسن حامة ❊الحسن حامة

تُعتبر ولاية بجاية من بين المناطق التي تتوفّر على مساحات هامة موجّهة لمختلف المحاصيل الزراعية، بما فيها الأشجار المثمرة، كالبرتقال وزيت الزيتون التي عرفت إنتاجا مقبولا خلال السنوات الأخيرة. كما تُعرف عاصمة الحماديين بإنتاجها مختلف المحاصيل الزراعية الأخرى على غرار القمح والشعير،ّ حيث تم تسجيل تحسّن في الإنتاج خلال السنوات الأخيرة بعد المجهودات التي قامت بها الدولة من أجل ضمان الإنتاج بالكمية اللازمة وتحقيق الاكتفاء الذاتي. كما تعمل المصالح الفلاحية منذ عدّة سنوات، على دعم الفلاحين؛ من خلال التركيز على المحاصيل الأساسية على غرار القمح والشعير ومشتقاتهما؛ من أجل ضمان إنتاج في مستوى التوقعات.

خلال حديث "المساء" مع مسؤولي القطاع الفلاحي بولاية بجاية، لمسنا منهم تفاؤلا كبيرا خلال هذه السنة من أجل الوصول إلى الأهداف المسطرة، من خلال كمية الإنتاج المتوقعة تزامنا مع فترة الحصاد والدرس التي انطلقت منذ أيام، حيث يتطلع مسؤولو القطاع الفلاحي بالولاية إلى تحقيق إنتاج لا يقل عن 134 ألف قنطار من الحبوب بمختلف أنواعها خلال هذه السنة، في ظل توفر كل العوامل اللازمة؛ أي ما يعادل 19,5 قنطارا للهكتار الواحد. وسيتمّ توجيه نسبة من هذا الإنتاج المقدّرة بـ 68 ألفا و300قنطار إلى التعاونيات الفلاحية الثلاث المتواجدة ببلديات خراطة وسيدي عيش ووادي غير.

ورغم ارتفاع كمية الإنتاج التي تتوقع المصالح الفلاحية تحقيقها، إلاّ أن ذلك أضحى غير كاف من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي محليا ووطنيا، مما يستلزم توفير وسائل إضافية أخرى، واستغلال كل الأراضي الفلاحية بالولاية من أجل ضمان إنتاج أكثر مستقبلا.

نقص الوسائل يؤرق الفلاحين

رغم توقع تحسن الإنتاج الفلاحي والزراعي بولاية بجاية هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية في ظل توفر كل العوامل المناخية اللازمة والمساعدات التي قدمتها الدولة لصالح الفلاحين، إلا أن ذلك لا يخفي المشاكل العديدة التي واجهت الفلاحين خلال السنوات الأخيرة، على غرار نقص المسالك الفلاحية بالمناطق الجبلية، والذي غالبا ما يؤثر سلبا على نسبة الإنتاج، حيث أكد العديد من الفلاحين الذين تحدثنا إليهم، أن طبيعة الأراضي تستلزم تخصيص وسائل مادية كبيرة من أجل خدمتها بكيفية جيدة، وزرع مختلف أنواع الحبوب التي تسمح بتحقيق الإنتاج المنتظر، كما أن غياب اليد العاملة يُعتبر أحد المشاكل التي تعرقل مختلف المحاصيل الزراعية خاصة الحبوب، سيما ما يتعلق بالقمح والشعير. ويأمل الفلاحون الاستفادة من وسائل أحسن مستقبلا؛ من أجل ضمان تدعيم الإنتاج وتوفيره بالكمية اللازمة.

توسيع مساحات الأراضي الفلاحية لتحسين الإنتاج

يبقى هدف المصالح الفلاحية بولاية بجاية، تقديم الدعم اللازم بكل الوسائل المادية اللازمة؛ من أجل توسيع مساحة الاستغلال بكل بلديات الولاية، خاصة أنّ نوعية الأراضي تصلح لزرع مختلف أنواع الحبوب، على غرار القمح والشعير ومشتقاتهما، فرغم الإعانات التي قدمتها الدولة لصالح الفلاحين إلاّ أن ذلك لم يكن كافيا لضمان إنتاج زراعي بالكمية اللازمة، وهو ما جعل المختصين والمهندسين على مستوى القطاع الفلاحي ببجاية، يطالبون باستغلال كل الأراضي الفلاحية الصالحة لزرع الحبوب بالكيفية اللازمة، من خلال تجنيد كل الوسائل المادية والبشرية اللازمة مستقبلا.

وحسب أحد المسؤولين في الغرفة الفلاحية بولاية بجاية، فإن المساحة المزروعة خلال هذه السنة، بلغت 6800 هكتار. وقُدرت نسبة استغلال الخواص بـ 70 بالمائة، منها 5652 هكتارا من القمح الصلب، و70 هكتارا من القمح اللين، و96,5 هكتارا من الشعير، إلى جانب 139 هكتارا من  الخرطال.

من جهة أخرى، تم تقديم الدعم اللازم من الوسائل المادية لصالح الفلاحين، المتمثل في اقتناء آلات وتجهيزات جديدة، على غرار استفادة الفلاحين من 5 آلات حصاد خلال هذا الموسم، بالإضافة إلى 40 جرارا من أجل تقديم إنتاج في مستوى التطلعات ورفع مردوده السنوي.

شميني ... 3,4 ملايير سنتيم لتوفير مياه الشرب

استفادت بلدية شميني بولاية بجاية، مؤخرا، من مشروع هام تمثل في تزويد مختلف القرى بالماء الصالح للشرب في إطار استراتيجية الدولة للقضاء على العطش، وضمان توفير هذه المادة الحيوية بالكيفية اللازمة، ووضع حد لمعاناة السكان خاصة القاطنين بالمناطق الريفية.

وتمّ في هذا الشأن، تخصيص مبلغ مالي قدّر بـ 3,4 ملايير سنتيم؛ من أجل تجسيد هذا المشروع الذي ينتظره المواطنون منذ عدة سنوات، حيث تشهد بلدية شميني على غرار العديد من البلديات الغربية والجنوبية لولاية بجاية، نقصا فادحا في المياه الصالحة للشرب، وهو من بين المشاكل العويصة التي تواجه السلطات المحلية رغم استفادة ولاية بجاية من مشروع هام يتمثل في سد تيشي حاف، الذي يضمن توفير هذه المادة الحيوية لأكثر من 20 بلدية، مما جعل السلطات المحلية لبلدية شميني تراسل السلطات الولائية من أجل ربط بعض القرى بشبكة توزيع الماء الصالح للشرب وإنهاء معاناة السكان، حيث خُصص هذا المبلغ من طرف المجلس الشعبي البلدي استجابة لمطالب السكان، للتكفّل بهذه الانشغالات التي تُعتبر من بين أولويات المصالح البلدية.

وتعرف العديد من قرى بلدية شميني نقصا كبيرا في الماء الصالح للشرب خاصة خلال فصل الصيف، وهو ما يؤثر سلبا على يوميات المواطنين، الذين عبّروا عن استيائهم من هذه الوضعية رغم أن المسؤولين المحليين على مستوى الولاية، كانوا وعدوا في وقت سابق، بالتكفل بهذا المشكل.

 

تيفرة ... نقص في المشاريع التنموية

تعاني بلدية تيفرة بولاية بجاية من نقائص عديدة جراء غياب المشاريع التنموية التي من شأنها أن تسمح بالنهوض بالمنطقة، حيث يطالب السكان القاطنون بمختلف القرى، المصالح المعنية بالتكفل بالمشاريع الاستعجالية، التي من شأنها أن تسمح لهم بتحسين إطارهم المعيشي.

ويبدو أنّ غياب المداخيل المالية ونقص الوسائل المادية، جعل المنتخبين المحليين يكتفون بإنجاز المشاريع الضرورية؛ إذ إن إعانات المصالح الولائية تُعتبر المصدر والممول الوحيد لمختلف مصاريف البلدية، خاصة في ما يتعلق برواتب العمال وغيرها، وهو ما حال دون التكفّل بكل المشاريع التي برمجها المجلس الشعبي البلدي، في الوقت الذي يطالب المواطنون بأخذ مطالبهم العديدة بعين الاعتبار، على غرار إنجاز عيادة متعددة الخدمات تسمح بالاستجابة لاحتياجات السكان في المجال الصحي، وغيرها من النقائص التي تسجل بالمنطقة، بما فيها القرى النائية، حيث أضحت البلدية، حسب مصدر مسؤول فيها، لا تستطيع الاستجابة لكل مطالب السكان بسبب ضعف ميزانيتها. كما أنّ غياب المشاريع السياحية رغم الطابع الجغرافي لهذه البلدية، أصبح من بين المشاكل التي تواجه السلطات المحلية في انتظار الانتهاء من مشروع إنجاز حمام سلال، الذي يسمح للبلدية بضمان مداخيل إضافية، وإعطاء دفع إضافي للسياحة الجبلية ببلدية تيفرة.