أقرت بوجود تحديات كبيرة لتحسين الخدمات ببومرداس

لجنة الصحة بالمجلس الولائي ترفع تقريرا مفصلا عن واقع القطاع

لجنة الصحة بالمجلس الولائي ترفع تقريرا مفصلا عن واقع القطاع
  • 431
حنان. س حنان. س

❊ المطالبة بإنجاز مؤسسة استشفائية بالناصرية ويسر لإحداث التوازن

❊ استلام مستشفى 240 سرير غير مبرمج بعد والمطالبة بتسريع الإنجاز

❊ توصيات بتحسين مستوى الخدمات بوحدات الكشف والمتابعة

رفعت لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة، بالمجلس الشعبي الولائي لبومرداس، العديد من التوصيات والمقترحات للجهات المعنية، ضمن تقرير مفصل، قالت إنه نتاج عمل ميداني طويل، من بينها المطالبة بإنجاز مستشفى بدائرتي الناصرية ويسر، لتحقيق التوازن من ناحية توزيع المستشفيات، على اعتبار أن بقية الدوائر تضم مؤسسة استشفائية. كما دعت اللجنة، بالمناسبة، إلى تسريع وتيرة أشغال إنجاز مشروع مستشفى 240 سرير ببلدية بومرداس، الذي ما زال "حلما بعيد المنال"، حسبها. فيما رفعت توصيات أخرى، بهدف ترقية وتحسين الخدمات الصحية العمومية أكثر بالولاية.

خصصت آخر دورة عادية للمجلس الشعبي الولائي لبومرداس، من أجل مناقشة ملف الصحة، حيث رفعت لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة، تقريرا مفصلا حول واقع ورهانات هذا القطاع بالولاية. وأكد رئيس اللجنة، صالحي رشيد، في تصريح لـ«المساء"، على هامش انعقاد الدورة بتاريخ 29 ديسمبر 2024، أن اللجنة وقفت على حقيقة، مفادها نقص البنية الاستشفائية في الولاية، فرغم وجود 3 مؤسسات عمومية استشفائية بكل من الثنية، دلس وبرج منايل، بقدرة استيعاب تفوق 700 سرير، إلا أنه عدد لا يكفي، مقارنة بالتعداد السكاني للولاية، الذي يفوق 1.4 مليون ساكن. ناهيك عن النقص المسجل من حيث التخصصات الطبية الجراحية، وعلى رأسها جراحة القلب، جراحة الأنف والأذن والحنجرة، وغيرها من التخصصات المنتظر أن يتم إدراجها بالمستشفى الجاري إنجازه في بلدية بومرداس.

مستشفى 240 سرير لن يُسلم في مارس 2025

في هذا السياق، تأسف السيد صالحي، عن أن مشروع 240 سرير ببلدية بومرداس، ما زال يعاني تأخرا ملحوظا من ناحية الأشغال، مما يؤجل تاريخ استلامه ووضعه في الخدمة، ويقول "بحكم الزيارات التي قامت بها لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة لهذا المشروع، خلال الفترة الأخيرة، لا أظن إطلاقا أنه سيتم استلامه في الآجال القانونية أو التعاقدية المقترحة بتاريخ 12 مارس 2025، وأنا مسؤول عن كلامي".

مضيفا في نفس الصدد، أنه مقارنة بحجم الأشغال المتبقية في هذا المشروع، فإنه من المرجح، أن يعرف تأخرا آخر، في الوقت الذي تبقى أنظار سكان الولاية مشدودة نحوه، بالنظر إلى الخدمات الصحية الكبيرة المنتظر أن يقدمها، مؤكدا أن اللجنة رفعت توصيات تخص تسريع وتيرة الأشغال، من خلال تدعيم الورشات بالعمال، وكذا الإسراع في عمليات التجهيز، التي يحتمل أن تستغرق زمنا قد لا يكون في صالح استلام المشروع، يضيف محدث "المساء".

المطالبة بإنجاز مستشفى بدائرتي الناصرية ويسر

من جهة أخرى، أوضح رشيد صالحي، أن اللجنة خلصت كذلك، إلى رفع العديد من التوصيات التي تصب عموما في مجال لفت انتباه الجهات المعنية لتحسين الخدمة الصحية العمومية، من أهمها اقتراح إنجاز مستشفى بدائرتي الناصرية ويسر، على اعتبار أن بقية الدوائر السبع، تتوفر فيها مستشفيات، ومنها دوائر بودواو (120 سرير)، خميس الخشنة (120 سرير) وبغلية (60 سريرا)، وهي من المشاريع الجديدة والمهمة في قطاع الصحة بالولاية، وقد طالبت اللجنة بضرورة تسريع وتيرة الإجراءات الإدارية الخاصة بها من أجل إطلاق أشغالها. 

تحدث مسؤول اللجنة، كذلك، عن اقتراحات أخرى رفعتها اللجنة، تخص برمجة إنجاز عيادات متعددة الخدمات ببعض التجمعات السكانية الجديدة، مثل حي 1414 "عدل - حلايمية" ببودواو، وكذا حي 3000 سكن "عدل" ببلدية خميس الخشنة، وبالقطب الحضري 2200 مسكن بن مرزوقة ببودواو، وبحي الشباشب. مشيرا إلى رفع اقتراحات أخرى من أجل تخصيص أغلفة مالية لإعادة تهيئة العيادات متعددة الخدمات التي تدهورت حالتها، على غرار عيادة "الشهيد سالم جوابي" بالمرجة في بودواو، و«بني كثير" ببلدية لقاطة، وفي بلديات سيدي داود، جنات وشعبة العامر، مع تخصيص أغلفة مالية لصالح البلديات الضعيفة، من أجل برمجة عمليات تهيئة لقاعات العلاج، دون إغفال الإسراع في وضع حيز الخدمة، كل المنشآت الصحية المكتمل إنجازها، لضمان راحة المرضى، في بلديات قدارة، حمادي بن والي بجنات، مصلحة الولادة ببلدية أولاد عيسى، عيادة "النشيط" ببلدية بودواو، ومصلحة الاستعجالات ببلدية الأربعطاش.

نقص التجهيزات الطبية وواقع مر بوحدات الكشف

في مقام آخر، تحدث صالحي، عن نقص بعض التجهيزات الطبية المستعلمة في التشخيص ببعض المؤسسات الصحية، مثل جهاز "الفيبروسكوبي"، جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي وجهاز "الإيكوغرافي"، مشيرا في السياق، إلى التوصية بأهمية إحصاء العتاد الطبي الناقص، المحدد من قبل المجالس الطبية للمؤسسات الصحية، عملا على رفعه للوزارة الوصية، من أجل توفيره وتحسين الخدمة العمومية.

كما تطرق لمعاناة المرضى مع توقيت عمل قاعات العلاج بالمناطق الجبلية، بسبب التسرب المسجل لدى بعض الكوادر الطبية أو شبه الطبية العاملة بها، الذين لا يحترمون مواقيت العمل القانونية، "وعليه نحن نوصي الجهة الوصية، بالتشديد على احترام مواعيد العمل المحددة قانونا، بتوجيه تعليمات صارمة، مع إرسال لجان تفتيش، للوقوف على مدى تطبيقها"، يقول المتحدث، مضيفا أن الرئيس عبد المجيد تبون، يولي عناية كبرى لأهمية تحسين الخدمة الصحية العمومية، خدمة للمواطن، وهو الأمر الذي اعتبره من التحديات الحقيقية بولاية بومرداس، التي تسعى إلى تدارك النقص التنموي الكبير الذي عانت منه مؤخرا، جراء كارثة زلزال 2003، ناهيك عن جائحة "كورونا" التي زادت الأمور تعقيدا على كل المستويات. 

عرجت لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة، بالمجلس الشعبي الولائي لبومرداس، على المحور الأخير المدرج للنقاش، ويخص الصحة المدرسية، التي قال إنها تعاني كثيرا من نقص الكوادر والتجهيزات الطبية، وكذا ضيق مساحات هذه الهياكل وانعدام أعوان النظافة والحراس على مستواها. كما وقفت اللجنة، يضيف المتحدث، على الوضعية المتدهورة للبعض منها، نظرا لقدم بناياتها وانعدام صيانتها، حتى ببعض المؤسسات التربوية، التي سجلت مؤخرا، عمليات تهيئة، على غرار وحدات الكشف ببلديات يسر، الثنية، جنات، أولاد موسى  وغيرها، إلى جانب ملاحظة نقص بعض التخصصات الطبية في عدد من وحدات الكشف، منه تخصص طب الأسنان والطب النفسي العيادي، إلى جانب أخصائيي تصحيح النطق، وغيرها من الملاحظات التي رفعتها لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة، وأعدت توصيات بشأنها، قصد رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة بوحدات الكشف والمتابعة.