مظاهر باتت تشوّه أحياء عاصمة الشرق
مؤسسات النظافة تشتكي الرمي العشوائي للنفايات

- 413

باتت ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات الهامدة أو المنزلية، تشوّه المنظر الجمالي لعدد كبير من أحياء ولاية قسنطينة رغم المجهودات التي يبذلها عمال النظافة عبر مختلف المؤسسات البلدية أو الولائية، التي أوكلت لها مهمة جمع القمامة. وقد تفاقم الأمر خلال شهر رمضان الفضيل، بسبب تضاعف حجم النفايات المنزلية التي يتم رميها في أوقات مختلفة، في ظل غياب الوعي البيئي عن بعض السكان.
تشتكي مختلف المؤسسات البلدية المكلفة بالنظافة بقسنطينة، من وجود حلقة مفقودة، وهي ردة الفعل الإيجابية للمواطن، للتصدي للرمي العشوائي للنفايات، حيث سجلت هذه المؤسسات، خلال شهر رمضان، تزايدا في حجم النفايات، يضاف إليها الرمي العشوائي في أوقات مختلفة دون مراعاة توقيت مرور الشاحنات المكلفة بالجمع.
وسجلت قسنطينة، أيضا، ظاهرة جديدة، وهي تصرفات بعض التجار وأصحاب الفضاءات التجارية الكبرى، الذين يرمون نفاياتهم بشكل كبير وغير منظم، بالنقاط المخصصة للسكان في ظل غياب سياسة تثمين النفايات ورسكلتها عبر أغلب البلديات؛ حيث باتت مديرية التجارة مطالَبة بالتدخل لدى هؤلاء التجار، من أجل وضع حد لهذه الممارسات غير المقبولة.
وتبقى مجهودات المؤسسات المكلفة بالنظافة غير كافية بالنظر إلى العشوائية في الرمي، وعدم التقيد بالأوقات المحددة لذلك، حيث تعاني هذه المؤسسات، حسب القائمين عليها، من مشكل إخراج النفايات المنزلية مباشرة بعد مرور الشاحنات رغم نشر توقيت مرور شاحنات جمع القمامة، لكن بعض المواطنين لا يلتزمون بهذا التوقيت، ما يجعل النفايات تبقى لوقت طويل في العراء؛ عرضة للنبش من قبل الحيوانات الضالة، وفي مقدمتها الكلاب المتشردة.
نقطة سوداء أخرى تم تسجيلها من قبل مؤسسات جمع القمامة، وهي المركبات المتجولة لأصحاب جمع البلاستيك والمعادن، الذين يقومون بإفراغ أكياس القمامة في الأرض من أجل البحث عن القارورات البلاستكية أو العلب المعدنية، تاركين وراءهم فوضى عارمة، ليقوم عامل النظافة، بعدها، بمجهود مضاعف، عندما يضطر لجمع القمامة المنتشرة في الأرض بدلا من إفراغ الحاوية مباشرة في الشاحنة.
ومن بين المشاكل التي تعاني منها المؤسسات المكلفة برفع النفايات المنزلية، اختلاط النفايات الهامدة بالنفايات المنزلية في نفس نقطة الجمع، وهو ما يصعّب، حسب عمال النظافة، مهمة الجمع في ظل غياب الفرز. يضاف إليها بُعد بعض المفرغات العمومية عن المناطق السكنية، وشساعة الأقطاب السكانية، ومحدودية إمكانيات المؤسسات المكلفة بجمع القمامة، على غرار ما يسجَّل ببلدية ديدوش مراد، حيث بات تعطُّل شاحنات الجمع يشكل انشغالا كبيرا للمؤسسات المكلفة بالنظافة، من أجل تعويضها، والحفاظ على البرنامج المسطر.
وبلغة الأرقام، تشهد بعض البلديات جمع كميات كبيرة من النفايات، خاصة بلدية قسنطينة، التي تُعد أول تجمّع سكاني من حيث الكثافة السكانية، إذ باتت تحصي جمع حوالي 84 طنا من النفايات المنزلية في اليوم، عبر قطاعاتها الحضرية العشرة. تضاف إليها نفس الكمية أو أكبر من النفايات الهامدة، ما يرفع الكمية الإجمالية إلى ما بين 170 و180 ألف طن يوميا.
أما بلدية الخروب التي تُعد ثاني تجمّع سكاني بعاصمة الشرق، فقد أحصت، خلال الأيام الفارطة من شهر رمضان، جمع حوالي 400 طن يوميا من النفايات المنزلية بين التجمعات السكانية الموجودة بالخروب أو تلك المترامية بالمدينة الجديدة علي منجلي، التي تضم لوحدها أكثر من 450 ألف نسمة.
وأما بلدية حامة بوزيان التي تأتي في المركز الثالث من حيث الكثافة السكانية والتي تضم مؤسستين خاصتين بالنظافة، وهما "حامة خضراء" والمؤسسة العمومية للصحة والنظافة العمومية "بروبراك"، فهذه الأخيرة تتكلف بمنطقة بكيرة، حيث أحصت جمع أكثر من 1800 طن من النفايات خلال الأيام الفارطة من شهر رمضان، من بينها 437 طن بحي بكيرة الذي يضم تعدادا سكانيا في حدود 50 ألف نسمة، موزعين على 3 تجمعات كبرى، وهي المحطة، وبكيرة السفلى، وبكيرة العليا.