مصنع القفازات الطبية بعين تموشنت

مؤسسة وضعت كل طاقاتها لمواجهة "كورونا

مؤسسة وضعت كل طاقاتها لمواجهة "كورونا
  • القراءات: 865
محمد عبيد محمد عبيد

المصنع يغطي نسبة 60 بالمائة من احتياجات الوطن في صنع القفازات الوطنية، ويعتبر مصنع القفازات الطبية الكائن بالمنطقة الصناعية لمدينة عين تموشنت، الأول من نوعه في القطر الوطني، باعتباره يوفر 60 بالمائة من متطلباته، حسب ما كشف عنه السيد محمد ملاط، مدير الموارد البشرية، في تصريح حصري لـ"المساء".

أوضح المسؤول أنه يوجد مصنع آخر في نفس الاختصاص بمدينة أم البواقي، يوفر هو الآخر 40 بالمائة من الاحتياجات، وبخصوص المصنع المحلي ومع الوضع الوبائي الذي يجتاح العالم والجزائر، والمتمثل في فيروس "كوفيد 19"، فإن المصنع بات يعمل بنظام الدوام المتواصل، حرصا منه على توفير ما يمكن توفيره من مستلزمات طبية. في هذا السياق، تم منذ بداية هذه الجائحة، منح مواد متكونة من قفازات وكمامات وألبسة واقية وأحذية، كأول دفعة، علما أن المصنع يقتصر على صناعة القفازات الطبية فقط، أما ما تبقى، فقد تم شراؤه لمنحه كهبة للمصالح الولائية.

المؤسسات الاستشفائية تم تدعيمها أيضا بحصة مماثلة، منها ألفا قناع واق و700 قناع من نوع آخر (ف.ف.ب2) و700 لباس واق، بما فيه الأحذية، و50 معقما من نوع جال بسعة 500 ملل، وهي الكمية التي تم اقتناؤها وسلمت كهبة للقطاع الصحي، إلى جانب حصة مماثلة وضعت بمخزن المصالح الولائية كاحتياط، فيما أكد أنه ومهما بلغت احتياجات قطاع الصحة، فالمصنع بحوزته كمية تستجيب لمتطلبات الأطقم الطبية في خضم هذه الأزمة، وهي كمية غير محدودة، مشيرا إلى أن المؤسسة تمنح منها هبات لمختلف القطاعات من أمن وحماية مدنية ودرك، زيادة على ذلك، فالمصنع يساهم في دعم مختلف الشرائح من خارج الولاية، لاسيما الإدارات التي لها احتكاك مباشر مع المواطنين، على غرار البنوك وأجهزة الدعم المعتمدة ووكالات الضمان الاجتماعي، داخل وخارج الولاية.

في سياق ذي صلة، أعلن المسؤول عن أن إنتاج المصنع من القفازات يغطي 60 بالمائة من احتياجات الوطن في الظرف العادي، أما في الظروف الاستثنائية، فقد زاد الطلب كثيرا، كون هذه المواد يتم استبدالها ولها مدة صلاحية معينة، وأشار المصدر إلى توجيه مراسلة لوزارة الصحة وكذا المصالح الولائية، لتدعيم الأطقم الطبية بحافظات يكتب فيها اسم مستعملها، ليعاد جمعها وتعقيمها بالمصنع، كونه يتوفر على جميع الإمكانات وتعاد لصاحبها مرة أخرى. وفي مبادرة أخرى بالتعاون مع مركز التكوين المهني "بوديسة" قويدر لبلدية المالح، أطلق المصنع حملة لصنع الكمامات بكمية كبيرة، حيث وفر للمركز القماش والمادة الأولية، ليتم توزيعها في إطار العملية التضامنية.

فيما كشف المسؤول عن مبادرة الأخرى، تزامنا مع الحجر الصحي الذي حرم العديد من العائلات من دخلهم اليومي، حيث أطلقت المؤسسة مبادرة توزيع 3 آلاف قفة، بقيمة مالية قوامها 4 آلاف دينار، ستوزع على البلديات النائية ومناطق الظل، ويتكفل بتوزيعها أعيان المجتمع المدني.

عن العمل بالنظام الجزئي في ظل صعوبات تنقل بعض العمال، فقد رخصت إدارة المصنع لـ30 بالمائة للعمال، رغم حاجة المجتمع لخدمات المؤسسة في الوقت الراهن، معتبرا أن الإبقاء على 50 بالمائة من العمال يعادل تراجعا في الإنتاج، وهذا لا يخدم الأزمة الحالية، حسب تصريحه، مشيرا إلى أن المؤسسة تشغل 580 عاملا دائما، بما فيهم الطاقم الإداري، ويعملون بنظام الدوام وبعقود غير محدودة، وإطارات في غالبيتهم من خريجي جامعة "بلحاج بوشعيب" بعين تموشنت، تم توظيفهم، كما تقوم المؤسسة بمدهم بتكوينات إضافية، في الوقت الذي يسعى المصنع إلى إبرام اتفاقية في البحث العلمي، خاصة بالمواد الكيمياوية.

في مجمل القول، يقول السيد ملاط مدير، إن المصنع يفتح ذراعيه من أجل مد يد العون إلى غاية تجاوز هذه المحنة، ولن تتخلى مصالحه عن الأعمال الخيرية، علما أن المؤسسة تتلقى عدة طلبات من دول إفريقية، إلا أنه من غير الممكن في الوقت الحالي، تلبية هذه الطلبات بالنظر إلى الظروف العصيبة التي تمر بها الجزائر.