إنتاج الحبوب بالبيّض
مؤشرات مشجعة لتطور واعد للشعبة
- 978
تعكس النتائج "الإيجابية" المحققة بولاية البيّض في إنتاج الحبوب خلال 2019، مؤشرات "مشجعة" لتطور واعد لهذه الشعبة في رأي المهنيين والمتابعين لهذا الشأن على حد سواء. وقد فاق إنتاج الحبوب خلال السنة الجارية، 225 ألف قنطار؛ بنسبة نمو قُدرت بنحو 71 بالمائة مقارنة بالموسم السابق، "وهي مؤشرات مشجعة، توحي بتطور واعد، ونمو هذه الشعبة مستقبلا بالولاية"، حسبما يرى القائمون على قطاع الفلاحة محليا، حيث تم بالمناسبة الإشارة إلى أن الموسم الماضي سجل إنتاج 131 ألف قنطار من الحبوب بالبيّض.
شهدت هذه الولاية السهبية المعروفة بطابعها الرعوي بالدرجة الأولى، منحى تصاعديا في إنتاج الحبوب خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بفعل عمليات استصلاح الأراضي وتقديم التسهيلات والدعم للفلاحين والمستثمرين؛ من أجل تطوير هذه الشعبة، والدفع بعجلة التنمية بهذه الولاية، حسبما استفيد من مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية.
وبالنسبة للموسم الحالي الذي سجل إنتاجا "قياسيا" للحبوب بالبيض، فإن المحصول يضم أزيد من 140 ألف قنطار من الشعير، وأكثر من 56 ألف قنطار من القمح الصلب، وقرابة 25 ألف قنطار من القمح اللين، وحوالي 3200 قنطار من الخرطال.
وحسب المصدر، فإن دائرة بوقطب سجلت أعلى نسبة في إنتاج للحبوب هذا الموسم، قُدرت بأكثر من 121 ألف قنطار، بينما حققت دائرة بريزينة إنتاجا فاق 46 ألف قنطار، ودائرة الرقاصة أزيد من 18 ألف قنطار. ويتوزع الإنتاج المتبقي على باقي دوائر الولاية، على غرار الأبيض سيدي الشيخ وبوسمغون والشلالة والبيّض، حسبما أوضح نفس المصدر.
وأرجعت مديرية الفلاحة هذا الارتفاع المحقق في الإنتاج خلال 2019، إلى زيادة المساحة المزروعة التي قاربت 18 ألف هكتار، وهو ما ساهم في حصد أكثر من 11 ألف هكتار مقارنة بالموسم الماضي، الذي عرف زرع مساحة تقدر بأكثر من 8400 هكتار، وحصد حوالي 6700 هكتار. وأشار نفس المصدر إلى أن البيّض شهدت خلال ذات الفترة، زيادة في المساحة المسقية بفارق إضافي قُدر بنحو 2800 هكتار، ليصل إجمالي المساحة المسقية بالولاية، إلى ما يقارب 5 آلاف هكتار، بينما لم تتجاوز المساحة المسقية في الموسم الماضي، 2.200 هكتار.
ولتشجيع الفلاحين على رفع المساحة المسقية بالولاية، استفاد 35 فلاحا بالبيّض، من الدعم الفلاحي الموجه لاقتناء عتاد السقي؛ من خلال برنامج شُرع في تجسيده منذ بداية سنة 2018، تواصل إلى 2019.
وتم تدعيم الفلاحين بعدد "هام" من الرشاشات المستخدمة في عملية السقي، والتي قاربت 100 رشاش؛ من أجل تطوير عملية سقي مختلف المحاصيل الزراعية، وفي مقدمتها الحبوب. كما زُوّد عدد آخر بعتاد للسقي عن طريق التقطير، وأُنجز 12 حوضا لتجميع المياه، علاوة على الدعم المالي لحفر آبار عميقة لبعض الفلاحين وبعتاد ضخ المياه.
واستفاد فلاحون آخرون خلال الموسم الفلاحي لهذه السنة، من الدعم الموجه لاقتناء عتاد البذر، وعتاد أشغال تهيئة التربة، واقتناء جرارات لفائدة عدد من فلاحي الولاية.
ولتثمين هذه النتائج تم تسطير برنامج لموسم (2019 ـ 2020) لحرث وبذر أكثر من 13 ألف هكتار؛ بزيادة تقدر بنحو ألف هكتار مقارنة بالموسم الماضي، موزعة على مختلف أنواع الحبوب، وفي مقدمتها مادة الشعير، حسبما ذكر نفس المصدر، وهي المساحة نفسها التي ستضاف إلى المساحة المسقية الإجمالية للولاية.
الإرشاد والمرافقة الفلاحية عمليتان ضروريتان
وتبرمج مديرية المصالح الفلاحية خرجات ميدانية دورية لتقنيي ومهندسي مصلحة الإرشاد الفلاحي، وفق رزنامة محددة لفائدة ممتهني شعبة الحبوب، الذين يقارب عددهم 2500 ممارس؛ من أجل إرشاد وتوجيه ومرافقة أكبر عدد من هؤلاء في مجال تحسين طرق وعمليات الحرث والسقي، وأهمية استعمال البذور المعالجة؛ لما لها من فائدة في الرفع من مردودية الإنتاج.
كما أبرمت المصالح اتفاقية مع المعهد التقني للمحاصيل الكبرى لولاية سعيدة؛ من أجل القيام بتجربة غرس عدد من أصناف الحبوب على مستوى بلديتي توسمولين والخيثر خلال الموسم القادم؛ من أجل التعرف على نوعية مردودية هذه الأصناف من الحبوب، ومدى ملاءمتها مع طبيعة المنطقة، علما أن هذه التجربة تُعد الثانية من نوعها بعد تلك التي تم إجرؤها خلال الموسم الفلاحي الماضي، وذلك ببلدية بريزينة، "التي حققت نتائج إيجابية".
ومن أجل الحد من معاناة فلاحي ومستثمري الولاية من ممتهني شعبة الحبوب بالنسبة لإشكال تخزين المحاصيل، يُنتظر أن يدخل مخزن الحبوب بعاصمة الولاية الخدمة قبل نهاية السنة القادمة، والذي تصل قدرة استيعابه إلى نحو 100 ألف قنطار؛ حيث بلغت نسبة تقدم أشغال هذا المشروع حوالي 50 بالمائة، حسبما أفاد بذلك وأج، مديرُ المصالح الفلاحية ساعد الهواري. وسيساهم هذا المخزن التابع للديوان المهني للحبوب الذي تتربع مساحته على 4 هكتارات والذي يعمل على التموين بالبذور، في حل مشكل تنقل الفلاحين نحو الولايات المجاورة؛ من أجل اقتناء البذور. كما من المنتظر أن يساعد في تشجيع الفلاحين على رفع المساحة المخصصة للحبوب عبر مختلف المناطق الفلاحية بالولاية، ومن ثمة العمل على زيادة إنتاج الحبوب بالبيّض.