سكان الأودية يطالبون بحل مستعجل
مخطط مواجهة مخاطر التقلبات الجوية بالعاصمة يتواصل
- 1131
تشهد العديد من بلديات العاصمة، حملات تنظيف كبرى للمحيط ورفع القمامة وتنظيف بالوعات المياه، عبر ضخ المياه فيها لتسريح القنوات، ورفع الأتربة منها، ما يسمح بامتصاص وجريان مياه الأمطار المرتقبة فيها وتفادي تشكل البرك، وفي سياق ذي صلة، رفع ممثلو بعض الأحياء نداء استغاثة للسلطات المعنية، للقضاء على النقاط السوداء التي تتسبب كل سنة في انسداد كلي لحركة المرور، حسبما أكدوه لـ"المساء".
رفع ممثلو بعض أحياء بلديات العاصمة انشغالهم، المتمثل في القضاء على النقاط السوداء، التي تتسبب في شل حركة المرور وبعض تسربات المياه في كل سنة، مؤكدين أنه رغم الإجراءات الاستباقية، التي تشرع فيها السلطات المحلية، إلا أن نزول الأمطار الغزيرة تكشف العيوب الكبيرة.
انسداد كلي بمفترق الطرق في حي البدر كل سنة
أكد سكان بلديتي القبة وباش جراح، أن مفترق الطرق الرابط بين بن عمار وحسين داي وباش جراح (حي البدر)، يشهد شللا كليا لحركة المرور كل سنة، مع تهاطل الأمطار الخريفية الأولى، بسبب انسداد البالوعات وتسرب مياه الأمطار عبر الطرقات.
وأوضح محدثو "المساء"، أن المشكل يتكرر في كل سنة، رغم النداءات التي يرفعها مستعملو هذه الطريق في كل سنة، لكن لا جدوى، مما حتم رفعهم نداء مستعجلا إلى السلطات المختصة لتنقية البالوعات وترميم الطرقات، لتفادي الفيضانات بهذه المنطقة التي تصل بها مياه الأمطار إلى المنازل، وتتسبب في غرق بعضها.
سكان الأودية أيضا متخوفون
كما عبر بعض السكان من القاطنين بمحاذاة الأودية، على غرار وادي أوشايح وحي البدر بباش جراح وبوحجة بالسحاولة، أنهم يعيشون خطر ارتفاع منسوب مياه الأودية كل موسم، لاسيما وأنهم لم يستفيدوا من عمليات إعادة الإسكان، رغم النداءات المتكررة لترحيلهم.
وأكد المشتكون، أن التقلبات الجوية تثير مخاوفهم، بمجرد تهاطل الأمطار أو سماع النشرات الجوية بقدومها، حيث يتوجس هؤلاء من تعرضهم للفيضانات والتي ينجون من خطرها كل سنة، لذا طالبوا هذه السنة، بانتشالهم من هذه المواقع قبل حدوث مالا يحمد عقباه.
البلديات تسابق الزمن
تعمل مصالح المقاطعة الإدارية لسيدي أمحمد بالعاصمة، على تنظيف وتنقية البالوعات داخل نفق أول ماي، ونفق أديس أبابا، بالإضافة إلى إجراء عملية افتراضية تمثيلية في حالة هطول كمية معتبرة من الأمطار داخل النفقين، وهذه العملية تم إجراؤها من قبل فرق وحدة "أسروت" لسيدي أمحمد، وفرع سيدي أمحمد للأشغال العمومية.
كما أمرت المقاطعة الإدارية للرويبة، مصالحها بإطلاق عمليات صيانة وتطهير مختلف البالوعات، تجنبا لأي فيضانات قد تحدث، لاسيما مع التقلبات الجوية المرتقبة، إذ تمس العملية النقاط السوداء بعدة بلديات تابعة للمقاطعة.
وباشر أعوان النظافة والتطهير التابعين لبلدية عين طاية، حملة تنظيف واسعة للبالوعات والمجاري المائية وقنوات الصرف، وقد مست أيضا، الطرق الرئيسية، في إطار التحضير لفصل الخريف.
ومن جهتها، باشرت المقاطعة الإدارية للدار البيضاء، عمليات تنقية مجاري المياه بمختلف الطرقات السريعة والوطنية والولائية المتواجدة على مستوى إقليم المقاطعة الإدارية للدار البيضاء، تنفيذا لتعليمات والي الجزائر العاصمة.
وبدورها، أطلقت جمعيات المجتمع المدني نداءات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الاستعداد للتغيرات المناخية المرتقبة، بهدف مواجهة هذه الظاهرة، التي أصبحت تتكرر كل سنة، مؤكدة على حتمية أخذ الحذر والمساهمة في عدم رمي القمامات داخل البالوعات.
أوامر والي العاصمة في الميدان
أمر والي الجزائر العاصمة، محمد عبد النور رابحي، جميع مسؤولي الهيئات المختصة، بتكثيف الخرجات الميدانية إلى النقاط السوداء التي تشكل خطرا، وتعتبر مصدر أخطار حدوث الفيضانات، مثل الوديان التي هي بحاجة للتهيئة والتنظيف المستمر والدوري، في إطار اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، تحسبا للتقلبات الجوية المرتقبة خلال الأسابيع القادمة من هذا الفصل الممطر.ودعا المسؤول المواطنين، إلى التعاون مع السلطات، من خلال المساهمة في نظافة المحيط، كون المخلفات تعد أحد أبرز العوامل التي تضاعف خط سيول الأودية.
وتوعد رابحي، بمعاقبة المسؤولين الذين تقاعسوا عن رفع الأتربة، وتطهير شبكة الصرف الصحي، التي تتسبب في السيول، نتيجة التهاون في متابعة تجسيد المشاريع.
وقد باشرت مصالح ولاية الجزائر، تنفيذ خطة عمل لتدبير المخاطر الطبيعية، من خلال إطلاق حملة نظافة كبرى، برفع أطنان القمامة وتنقية الوديان النائمة من "مخلفات القمامة"، ووقف الولاة ميدانيا على هذه الحملات الكبرى، لتدبيرها شخصيا، والوقاية من المخاطر الطبيعية، وتقوية القدرة على المواجهة.