بهدف تفعيل الاقتصاد التدويري

مركز جديد لفرز النفايات الضخمة بقسنطينة

مركز جديد لفرز النفايات الضخمة بقسنطينة
  • القراءات: 677
زبير. ز زبير. ز

افتُتح، بولاية قسنطينة خلال الأسبوع الجاري، مركز لتثمين النفايات المنزلية بحي بودراع صالح؛ بهدف امتصاص الكميات الكبيرة من مخلفات المنازل التي كانت تُرمى في الطبيعة، وفي الأحياء، وعلى قارعة الطرقات؛ ما جعلها تشوّه المنظر العام، وتضر بالبيئة من جهة، وتساهم في ضياع موارد اقتصادية هامة من جهة أخرى.

يستقبل مركز "القاهرة" الذي تسهر على تسييره المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني ومعالجة النفايات الحضرية لولاية قسنطينة، كل النفايات الضخمة التي لا يمكن وضعها مع النفايات المنزلية اليومية على غرار المواد البلاستكية، والكارتون، والزجاج، والأبواب والنوافذ، والأفرشة، والكراسي، والطاولات والخزائن، والآلات الكهرومنزلية العاطلة، والنفايات الحديدية، وبعض النفايات القابلة للرسكلة؛ على غرار الزيوت المنزلية المستعملة، مع عدم استقبال النفايات الخاصة؛ مثل الأدوية، والمواد الكيمائية، والنفايات المنزلية العادية.

وحسب القائمين على هذا المركز، فإن المواطنين من سكان بلدية قسنطينة سيتمكنون من رمي نفاياتهم بالمجان بدون دفع أي تكاليف؛ حيث ارتأى القائمون على هذا المشروع، تقريب مراكز الفرز من المواطن، للاستفادة أكثر من تدوير النفايات في ظل بعد مركز الكيلومتر 13 الموجه للصناعيين، والذي يستقبل حوالي 400 طن من النفايات يوميا، فيما ترمي مديرية البيئة إلى إنجاز 3 مفارز على مستوى وسط مدينة قسنطينة، في انتظار إيجاد القطع الأرضية، مع توجيه نداء إلى البلديات الأخرى، بتجسيد هذه الفكرة، للوصول إلى الهدف المسطر بوجود مفرزة في كل بلدية.

وحسب القائمين على المركز الذي يعمل يوميا من الثامنة صباحا إلى غاية السابعة مساء، فإن المواد التي يتم استقبالها يتم فرزها، وتحويلها كمواد أولية، لتوجه إلى المصانع من أجل استغلالها كمواد أولية في إطار المخطط التوجيهي لتسيير النفايات المنزلية بقسنطينة؛ تماشيا مع هدف التنمية المستدامة، خاصة بعدما تم التأكد من أن 70 ٪ من النفايات المنزلية قابلة للرسكلة.

وذكر القائمون على تسيير هذا المشروع، أن طاقة استيعابه غير محدودة؛ إذ يضم عددا من الحاويات المتنقلة. وكلما امتلأت حاوية يتم استبدالها بحاوية أخرى.

وتعمل مديرية البيئة بقسنطينة بالتنسيق مع المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني ومعالجة النفايات الحضرية، من خلال هذه المشاريع، على استغلال النفايات في الاقتصاد التدويري، بعيدا عن مراكز الردم التقني، التي باتت تمتلئ بسرعة، ولا يتم استغلال المواد المرمية فيها بشكل عملي؛ لكونها توجَّه للحرق أو الدفن، وكانت محل انتقاد العديد من المختصين.

وطمأنت مديرية البيئة سكان حي بودراع صالح، بأن هذه المفرزة لا تشكل أي خطر على صحتهم؛ إذ لا تنتج أي انبعاثات ولا سوائل، ولا تشوه المنظر العام؛ فهي مسيَّجة، وتعود بالمنفعة الاقتصادية؛ حيث يتم بيع المواد التي يتم فرزها، عن طريق مزايدة، وبأثمان مدروسة، تُستعمل في تغطية تكاليف تسيير المؤسسة الولائية، التي تملك من الإمكانيات ما يمكّنها من تسيير هذا المشروع.

ويملك "سي أو تي" قسنطينة، نظرة مستقبلية لتسيير هذا المشروع؛ من خلال التفكير في توجيه فرق إلى المنازل؛ من أجل استرجاع هذه النفايات؛ حيث يتصل المواطن عن طريق رقم أخضر من أجل التخلص من هذه النفايات، مع التفكير في وضع برنامج يخص كل حي؛ من أجل استرجاع هذه النفايات، والعمل على تحسيس المواطن بعدم رميها في الطبيعة، واللجوء إلى مثل هذه المفارز، خاصة أن هذه العملية لن تنجح إلا بمساهمة المواطن.