نسبة الحصاد بلغت 60 ٪ بقسنطينة
مساع حثيثة لتطوير الزراعات الزيتية وتجربة أولى لإنتاج "الصوجا"

- 95

تسعى المصالح الفلاحية بولاية قسنطينة، إلى تطوير شعبة الزراعات النباتية الزيتية، في إطار الاستراتيجية الجديدة التي تبنها الدولة الجزائرية، والتوجه الجديد وورقة الطريق التي سطرتها الوزارة الوصية الممتدة بين 2020 و2025، من خلال المرافقة التقنية للفلاحين المهتمين بولوج هذه الشعبة، في خطوة لتقليص فاتورة الاستيراد الخاصة بالشعب الفلاحية.
كانت ولاية قسنطينة سباقة في إطلاق زراعة المحاصيل الزيتية، وبالتحديد في شهر نوفمبر من سنة 2020، حيث أوكلت لها مهمة زراعة هذه المحاصيل، من خلال مساحات مزروعة بلغت وقتها 100 هكتار، كما بلغ عدد الفلاحين المشاركين في مخطط السلجم الزيتي أكثر من 73 فلاحا بالولاية، تمكنوا من التحكم الجيد في المسار التقني، ما سمح بتطور هذه الشعبة في المواسم اللاحقة.
وحسب مصادر من مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، فقد بلغت حملة الحصاد في السلجم الزيتي، حوالي 60 ٪، ضمن مساحة بلغت حوالي 1800 هكتار، مع تسجيل مساحة إجمالية في حدود ألفي هكتار، تضم زراعات السلجم، دوار الشمس والصوجا، التي دخلت كزراعة جديدة هذا الموسم بعاصمة الشرق بـ10 هكتارات كتجربة أولية.
مديرية المصالح الفلاحية، تؤكد على الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة من أجل تطوير هذه الشعبة، التي كانت منتشرة بالجزائر في سنوات الثمانينات، حيث كشفت عن رفع قيمة المنحة الخاصة بهذه المحاصيل من 1500 دينار للقنطار، كمنحة إنتاج للفلاح إلى 3 آلاف دينار، ما شجع على زيادة المساحة التي وصلت إلى ما يقارب ألفي هكتار، في إطار تطوير الشعبة، كما تم رفع المنحة المخصصة لوحدات الإنتاج من 200 دينار إلى 900 دينار في القنطار.
ساهم في تطور هذه الشعبة، سياسية إعادة هيكلة المزارع النموذجية إلى وحدات إنتاجية متخصصة، حيث باتت الولاية تحصي 3 وحدات إنتاجية متخصصة في زراعة النبتات الزيتية، مع مشاركة 8 وحدات فلاحية أخرى في زراعة النباتات الزيتية، خاصة في السلجم الزيتي الذي يشكل 90 ٪ من النباتات الزيتية المزروعة.
كما دعمت الدولة، وفق مديرية المصالح الفلاحية، الفلاحين الذين باشروا هذا النوع من الزراعة، من خلال برنامج لتوفير العتاد الفلاحي، خاصة في مجال الحصادات وتجديد الحاصدات القديمة، في إطار تطوير المكننة لتطوير الشعبة، تضاف لها التسهيلات المقدمة من طرف السلطات المحلية، خاصة في تقديم رخص حفر الآبار، في ظل تسجيل نقص كبير في أحواض السقي، بالنظر إلى أن هذه النباتات تعد من المحاصيل المسقية وليست المطرية.
وحسب المختصين في الفلاحة، فإن شعبة النباتات الزيتية، تعد من الزراعات الهامة للقضاء على الأراضي البور، بل وأصبحت من الزراعات الاستراتيجية بالجزائر، في ظل فوائدها الكبيرة، خاصة في تدوير الزراعات، وهي مفيدة كثيرا لولاية قسنطينة التي تعتبر رائدة في شعبة الحبوب، وأن هذه الزراعات تسمح بالقضاء على الأعشاب الضارة والحشرات، وتعد تسميدا طبيعيا للتربة وتسمح بزيادة انتاج أعلاف الحيوانات.
كما ترافق المصالح الفلاحية بقسنطينة، المنتجين في تطوير شعبة الزراعات الزيتية، من خلال التحسيس والتوعية، و تم هذا الموسم الفلاحي، وضع منصة برهنة بأحد المزارع، والقيام بتحسيس الفلاحين وتقديم معلومات من أجل إنجاح هذه الشعبة، في ظل نقص المعلومات التقنية لدى الفلاحين، خاصة المعلومات المتعلقة بالأمراض التي تصيب هذه النباتات الزيتية.
وحسب المختصين في الزراعات الزيتية، فإن هذه الشعبة، خاصة بالنسبة للسلجم الزيتي، لها نفس المسار التقني مقارنة بالحبوب، مع تسجيل اختلاف في المكننة وفي عمق البذر، في حين أن التعشيب يشبه بنسبة كبير زراعة البقول الجافة، معتبرين أن الفلاح بولاية قسنطينة، طور كثيرا في طريقة زراعة النباتات الزيتية، بفضل المتابعة المستمرة والدائمة لكل جديد في المجال.