بلدية أولاد رابح بجيجل

مشتة العناب خارج مجال التنمية

مشتة العناب خارج  مجال التنمية
  • 669
نضال بن الشريف نضال بن الشريف

وجه قاطنو مشتة العناب ببلدية أولاد رابح، ولاية جيجل، الواقعة على حدود ولاية ميلة، نداء استغاثة إلى السلطات المحلية، لانتشالهم من الوضعية المزرية التي يعيشونها في قريتهم منذ سنوات، جراء انعدام أبسط ضروريات الحياة، خاصة ما تعلق منها بمشكل غياب مياه الشرب واهتراء الطرقات وغياب المسالك الداخلية، والخدمات الصحية، وغيرها من المشاكل التي نغصت حياتهم اليومية.

أكد سكان هذه القرية المصنفة كمنطقة ظل، في تصريح لـ«المساء"، أنهم رغم النداءات المتكررة التي وجهوها للجهات المسؤولة قصد التكفل بظروفهم المعيشية، وحل مختلف انشغالاتهم، إلا أن نفس الوعود تتكرر في كل مرة، دون أن تجسد على أرض الواقع، مما أبقى على معاناة السكان إلى يومنا هذا، دون أن تستفيد القرية من مشاريع تنموية لفك العزلة عنهم، وتشكل أزمة المياه الصالحة للشرب أولى اهتمامات السكان، فالقرية تفتقر للربط بشبكة المياه، حيث يلجأ القاطنون إلى الاعتماد على الطرق التقليدية لجلب المياه من الينابيع في الجبال والغابات، وعلى مسافات طويلة، سيرا على الأقدام، محملين بالدلاء، وقد أرهق هذا الوضع السكان كثيرا، وجعلهم يطالبون السلطات المحلية المسؤولة بضرورة تخصيص مشروع لربط قريتهم بشبكة مياه الشرب.

إلى جانب ذلك، يشكو سكان قرية العناب حالة العزلة، جراء اهتراء الطرقات المؤدية إلى القرية، وهي عبارة عن مسالك ترابية تتحول بمجرد سقوط الأمطار إلى برك مائية وأوحال، يصعب السير عبرها، خاصة الطريق الاجتنابي الرابط بين الطريق الولائي رقم 41، المنجز مؤخرا، وصولا إلى مشتة الريشية، إذ يعرف تدهورا كبيرا، يضاف إلى ذلك، فيضان الوادي وهيجانه خلال سقوط الأمطار، مما يشكل خطرا على المواطنين عند مرورهم عبر معبر قديم مهدد بالانهيار، مطالبين في هذا الصدد، السلطات المحلية بإعادة النظر في المعبر، أو بناء جسر آخر للتخفيف من معاناتهم خلال تنقلاتهم اليومية لقضاء حاجياتهم.

كما يشتكي سكان قرية العناب، من غياب التغطية الصحية في منطقتهم وبمشاتي وقرى بلدية أولاد رابح الجبلية ككل، حيث أكدوا أنهم يضطرون للانتقال إلى البلديات المجاورة أو إلى ولاية ميلة الحدودية، لتلقي العلاج في ظروف جد صعبة، في ظل غياب وسائل النقل.

أشار القاطنون، في هذا السياق، إلى أن الوحدة الصحية الوحيدة المتواجدة بوسط البلدية، تعرف عدة نقائص، فهي لا تتوفر على المداومة الطبية، ولا قاعة استعجالات ولا طاقم شبه طبي، ناهيك عن غياب أطباء أخصائيين، كما أن النساء الحوامل يعانين الأمرين في التنقل إلى مستشفى الميلية أو  الولاية، وحتى إلى ولاية ميلة، لوضع مواليدهن، والعديد منهن يفقدن مواليدهن على قارعة الطريق في فصل الشتاء، أمام وعورة تضاريس المنطقة ومناخها القاسي، حيث تعرف سقوطا كثيفا للثلوج والأمطار، التي تعزلهم عن العالم الخارجي لأسابيع. أضاف هؤلاء في حديثهم لـ«المساء"، أن قريتهم تفتقر لقنوات الصرف الصحي، مما جعلهم يعتمدون على الطرق التقليدية في صرف المياه الملوثة عن طريق الحفر، رغم خطورة ذلك على صحتهم، جراء انبعاث الروائح الكريهة وانتشار البعوض والحشرات الضارة.

هذه النقائص وأخرى، كغياب المرافق الترفيهية والرياضية، وانتشار البطالة، وكذا انعدام الغاز الطبيعي وغياب الإنارة العمومية، رفعها السكان إلى السلطات المحلية لإيجاد حل لمعاناتهم، وبرمجة مشاريع تنموية في قريتهم، في إطار تنمية مناطق الظل بالمنطقة.