سوق بودواو الشعبي

مقصد "الزوالي" بامتياز

مقصد "الزوالي" بامتياز
حنان سالمي حنان سالمي

تشتهر السوق الشعبية بحي الملعب في بلدية بودواو، بالنظر إلى عدة عوامل، أهمها وفرة مختلف السلع، والأسعار المطبقة بها "المعقولة جدا"، سواء بالنسبة للخضر والفواكه أو مستلزمات المنزل.. وحتى الملابس والأحذية، وغيرها من المعروضات التي تمكن الزبون من شراء مستلزماته في مكان واحد.. فحتى عصافير الزينة والطيور.. وشتلات مختلف النباتات.. وكذا الخردوات بكل أنواعها معروضة في السوق.

تتربع السوق اليومية لمدينة بودواو على مساحة 18.432 متر مربع، وتقع بمحاذاة محطة المواصلات، مما يجعل الوصول إليها سهلا، كما أن وجود حظيرة للسيارات بجانبها يسهل على أصحاب المركبات قصدها، حيث تتسع لحوالي 400 سيارة. كما أنها من الأسواق التي تسجل توافدا كبيرا للزبائن على مدار السنة، سواء من بومرداس أو الولايات المجاورة، بالنظر إلى شعبيتها، خاصة بعد أن تم تسويتها إداريا، وأضحت سوقا يومية، بعد أن كانت لسنوات، سوقا أسبوعية فقط.

كما تحصي 500 مربع موزع على مختلف الأنشطة التجارية، من بيع الخضر والفواكه، التوابل.. أنواع الزيتون..لحوم بيضاء ولحوم حمراء.. ملابس وأحذية، أثاث ومستلزمات المنزل، إلى جانب نباتات الزينة وشتلات للغرس وأشجار مثمرة، إضافة إلى السمك والطيور وعصافير الزينة، وغيرها. حسب رئيس بلدية بودواو، العربي علال، في تصريحه لـ"المساء"، فإن مصالحه أعدت مؤخرا، دفتر شروط بهدف طرح السوق للمزايدة، بالتالي تحسين ظروف التسيير، حيث قال؛ إن مصالحه تسير هذه السوق بصفة محتشمة، في انتظار طرح المزايدة، موضحا أن مصالح أملاك الدولة قيمت سعره الافتتاحي بـ7.9 ملايير  سنيتم وهو سعر معقول جدا"، يضيف "المير".

كل شيء يباع في.. سوق بودواو

تسجل السوق توافدا ملحوظا للمواطنين من مختلف الفئات، بالنظر إلى توفر كل السلع بها، فهنا يصح المثل الشعبي القائل "تلقى كل شيء في السوق غير باباك ويماك"، أي كل ما قد يخطر على بال زبون يجده في السوق سوى الوالدين، طبعا. كما أن الأسعار معقولة جدا خاصة بالنسبة للخضر، بحلول رمضان المبارك، وهي مرشحة لتنخفض في الأيام القادمة، مثلما يسجل عادة في هذه المناسبة،  الدينية. فالملاحظ خلال جولة قادت "المساء" إلى هذه السوق، عشية حلول الشهر الفضيل، فإن أسعار مختلف الخضر الموسمية تراوحت ما بين 40 دج (بصل أخضر).. وأقصاها 150 دينار (طماطم)، فيما استقر سعر البطاطا في حدود 50 دينارا، كما عرضت بطاولات أخرى بـ45 دج حسب نوعيتها. أما الفواكه الموسمية فلم يتعد سعر 1 كلغ فراولة 200 دينار، وهي من نوعية جيدة، نفس السعر مطبق على الموز، و80 دج إلى 180 دج بالنسبة للبرتقال حسب نوعيته.. بينما استقر سعر الكيلوغرام من اللحوم البيضاء في 350 دج، و280 دج بالنسبة للدجاج الحي (يذبح ويوضب لدى البائع).

كما لاحظنا إقبالا كبيرا من طرف زبائن السوق، حيث بدأ منحى التوافد في التصاعد عند العاشرة صباحا، ليبلغ مداه بعد ساعة واحدة حيث اصطف العشرات أمام المدخل الشمالي للسوق بمحاذاة الملعب، في طابور، ليتمكنوا من الدخول بسبب الازدحام، خاصة أن هذا المدخل يسجل نصب العديد من الطاولات على الجانبين لعرض مختلف المنتوجات، جلها فواكه موسمية، وفواكه مجففة يزيد الإقبال عليها لتحضير الطاجين الحلو في رمضان.. وبمجرد تخطيك لهذا الرواق، تدخل مباشرة عبر باب أخرى إلى السوق المغطاة، ليظهر أمامك عدد كبير من المربعات، أغلبها تعرض الخضر، حيث اصطفت طاولات أمام كل مربع عرضت عليها الخضر الموسمية بأسعار، في الغالب متشابهة، وأحيانا يكون الفارق 5 أو 10 دنانير. وحسب حديثنا إلى بعض الزبائن، فإن الأسعار معقولة جدا، كما أن الوفرة أيضا ملحوظة، لاسيما أن السوق مثلما يدل اسمها، يومية، لذلك فإن التزود بالمنتجات يكون يوميا، حسب بائع خضر، متحدثا إلينا، مردفا أن اقتناء الخضر يكون من سوق الجملة للخضر والفواكه بخميس الخشنة.

سمك.. دوارة، بوزلوف.. ونباتات للزينة

الملاحظ بنفس السوق، أنها مقسمة عبر أروقة معينة، حيث تحتل طاولات الخضر والفواكه الموسمية حيزا كبيرا، بشكل يسمح للزبون بالتجول بين أروقتها واختيار الأنسب لجيبه بالنسبة للسعر، غير أن المتجول في ربوعها يلحظ وجود أروقة أخرى بها عدد من المحلات لبيع الملابس والأحذية، ومستلزمات المنزل على اختلافها، إضافة إلى الأثاث والأفرشة.. وخردوات لم يكن على أصحابها عرضها بمحلات، إنما افترشت أرضا واستقطبت نحوها زبائن.. أجهزة تلفاز.. أوان مستعملة.. ملابس وأحذية مستعملة.. أنابيب.. هواتف نقالة مستعملة أيضا.. وغيرها الكثير، فكل شيء قد يباع ويشترى بأثمان تحدد بين البائع والشاري، حسب القطعة.. في السوق أيضا تباع العصافير والطيور، سواء للزينة بالنسبة للهواة.. أو للاستهلاك مثل "دجاج عرب"..، وعلى ذات الجهة، طاولات لبيع السمك، ودون أن نسأل عن الأسعار، التمسنا غلاءها لأنها الطاولات الوحيدة التي لم تسجل حينها- إقبالا للزبائن، عكس محلات الجهة المقابلة، أين عرضت "الدوارة" و"البوزلوف" و"الكبدة".. والحقيقة أننا اندهشنا للإقبال عليها، حيث اصطف العشرات من النساء والرجال من كبار السن لشراء "البوزلوف"، وآخرون ينتظرون تقطيع "الدوارة".. فرمضان مناسبة لتحضير كل أنواع الأطباق.. وباستكمال نفس الرواق، تقابلك طاولات ومحلات صغيرة تعرض كل أنواع شتلات النباتات، سواء للخضر والفواكه أو أشجار مثمرة أو نباتات الزينة.. فيما سجلنا عموما، بعض الفوضى، لعلها سمة السوق الشعبية.. ربما فالسوق تسجل ـ للأسف- تراكما كبيرا للقمامة سواء بداخلها أو في محيطها، مما يستوجب تدخل الجهات المعنية لرفعها، وياحبذا لو ينظم الباعة أنفسهم في حملة تطوعية لتنظيف السوق، حتى تلقى البريق الحقيقي الذي يعكس سمعتها.