السياحة الجبلية بسكيكدة
مقومات استثمارية تصطدم بأزمة عقار

- 174

تعرف السياحة الجبلية بولاية سكيكدة، في السنوات الأخيرة، انتعاشا كبيرا، لاسيما على مستوى أعالي جبال أولاد أعطية وقنواع والولجة بوالبلوط، سيوان، خناق مايون، ووادي الزهور غرب سكيكدة، بما فيها منطقتي أولاد أحبابة وعزابة، لكنت واقع تطوير هذا القطاع، اصطدم بإشكالية العقار، حسب العرفين بخبايا الموضوع.
أكد مدير السياحة والصناعة التقليدية للولاية، الزبير بوكعباش، لـ«المساء"، في هذا الصدد، أن رواد السياحة الجبلية بولاية سكيكدة، يقصدون العديد من المناطق، رغبة منهم في التمتع بجمال الغابات والشلالات المتواجدة بها والوديان، كما هو الحال بسيوان في إقليم بلدية أولاد عطية وبني زيد والشرايع وعين قشرة والولجة بوالبلوط وعين الشرايع، من خلال الإقامة عند السكان، الذين يفتحون منازلهم المهيأة والمجهزة تحت تصرف الوافدين من السياح، مضيفا أن عدد السياح الذين توافدوا على المناطق الغابية والجبلية بالولاية، بلغ السنة الماضية، حوالي 300 ألف سائح وزائر قدموا من مختلف الولايات.
وعن فرص الاستثمار في تلك المناطق، أوضح نفس المسؤول، أن الكثير من المستثمرين يرغبون فعلا في الاستثمار في تلك المناطق الجبلية، إلا أن غياب العقار منعهم من تجسيد مشاريعهم، كون المنطقة أغلبها تابعة لأملاك الغابات، ماعدا مستثمر واحد من عين الشرايع، استفاد من مشروع إقامة منتجع سياحي ترفيهي، وآخر لتربية الخيول على ملكية خاصة.
وأكد نفس المسؤول بأن العديد من طلبات الاستثمار الكثيرة، تصطدم بإشكالية العقار، كونها مناطق غابية، كما أن قانون الاستثمار الجديد الذي أوعز منح العقار الاقتصادي، وكذا السياحي للوكالة الوطنية للاستثمار، يعتمد في المنح على جملة من الشروط، منها أن يكون العقار مهيئا.
من جهته، أوضح والي سكيكدة، السعيد أخروف، لـ"المساء"، على هامش الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف للسنة الجارية، بأن السياحة الجبلية بالولاية، لم تأخذ حقها، لأن كل الأماكن الجذابة ينعدم بها العقار لإنجاز نوع من المرافق السياحية، على اعتبار، كما أوضح، أن كل تلك المناطق تعتبر من أملاك الغابات وقطاع الغابات، وتتطلب عملا كبيرا لتخصيص العقار لإنجاز مثل تلك الهياكل، ومنه التمكن من اقتطاع تلك العقارات وإدخالها في الممتلكات العامة للدولة، والتي تمكن من منح البعض، منها في إطار وكالة الاستثمار السياحي، لتدعيم هذا النوع من الساحة بالولاية.
في كل هذا، تبقى شلالات ووديان وغابات المنطقة الغربية من الولاية، مقصدا للباحثين عن الراحة النفسية والمتعة سواء للعائلات أو لهواة التخييم، كما هو الحال بوديان وشلالات وادي تيزغبين بإقليم أولاد أعطية، وكذا شلالات وادي توتوش بإقليم بلدية خناق مايون، وشلالات عين السدمة وأفنسو ببلدية قنواع، فيما يبقى الأمل الذي يراود شباب وأهالي تلك المنطقة، في إمكانية إيجاد صيغ وحلول لتمكين تلك المناطق من الاستفادة من مشاريع استثمارية، تعود بالنفع على المنطقة من جهة، وعلى السياحة بالولاية من جهة أخرى، خاصة لدى مصالح الغابات، التي بإمكانها إقامة منتجعات سياحية وحدائق، كما هو الحال بالعديد من الولايات، مادام أن العقار تابع لها.
الدرك يضع مخططين لتأمين موسم الاصطياف
فعلت مصالح الدرك الوطني لولاية سكيكدة، مخططها الخاص بالموسم الصيفي الحالي، حيث أكد رئيس مصلحة أمن الطرقات بالدرك الوطني بسكيكدة، الرائد بكوش السعيد، لـ«المساء"، أن المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالولاية، سطرت بمناسبة موسم الاصطياف 2025، مخططين أمنيين خاصين، الأول يشمل تأمين شبكة ومحاور الطرق عبر إقليم الاختصاص، بنشر دوريات ونقاط مراقبة عبر مختلف الأماكن التي تعرف كثافة مرورية كبيرة، من أجل السهر على سكينة وأمن وطمأنينة المواطنين طيلة الموسم الصيفي، فيما يشمل المخطط الثاني، تأمين شواطئ الولاية، من خلال تأمين 27 شاطئا مسموح للسباحة، عبر نشر 16 مركز حراسة، يعمل بالدوام الكامل 24 على 24 ساعة، و7 على 7 أيام، تم من خلال ذاك المخطط، إقحام مختلف وحدات الفرق الإقليمية، وفرق الأمن والتحري وثنائيات سينوتقنية، إلى جانب شرطة الدرك التقنية، ناهيك عن نشر دوريات راجلة على امتداد تلك الشواطئ، لتحسيس المواطنين بالأمن والسلامة، إلى جانب التصدي لمختلف الاعتداءات التي يمكن أن تحدث.
أمن سكيكدة يفعل مخططه الأزرق
من جهته، سطرت مصالح أمن ولاية سكيكدة، تزامنا مع حلول موسم الاصطياف، وما يتميز به من توافد كبير للمصطافين على الشواطئ، ناهيك عن التدفق المروري الكثيف، مخططها الأمني الهادف إلى تأمين الشواطئ المفتوحة أمام المواطنين، بوضع تشكيل أمني متكامل من أجل ضمان كافة الظروف الأمنية الملائمة لراحة المواطنين، وتقديم لهم التسهيلات الملائمة والفعالة، لإنجاح الموسم الصيفي، من خلال إنشاء خمس مراكز شرطة للمراقبة وحماية الشواطئ، مجهزة بكافة الضروريات والوسائل المادية، تعمل على حماية وتأمين المصطافين ليلا نهار، منها ثلاث مراكز شرطة لمراقبة وحماية الشواطئ بكورنيش سطورة، ومركز شرطة لمراقبة وحماية الشواطئ على مستوى شاطئ عين الدولة بالقل، ومركز شرطة لمراقبة وحماية الشواطئ على مستوى شاطئ وادي ريغة بإقليم بلدية فلفلة، إلى جانب تشكيل دوريات راجلة بالزى المدني والرسمي، على طول تلك الشواطئ، تعمل على مراقبة هويات الأشخاص المشتبه بهم، وكذلك ردع الجريمة بأشكالها، كالسرقات وحيازة واستهلاك المخدرات والمشاجرة في الطريق العام... وغيرها من الجرائم.
كما قررت مصالح أمن سكيكدة، من أجل ضمان سيولة حركة المرور وتوفير الأمن لكافة مستعملي الطريق، مضاعفة نشاط فرق المرور التابعة لأمن الولاية، من خلال محاربة الإجرام المروري بوضع حواجز أمنية ثابتة، بالإضافة إلى دوريات راكبة وأخرى للدراجات النارية والسكوتر، تعمل على تسهيل حركة المرور، وكذا منع التوقفات العشوائية للسيارات، بالإضافة إلى تفعيل أنشطة فرقة حماية البيئة والعمران التي ستضاعف أيضا من نشاطها في مجال مراقبة الأنشطة غير الشرعية، التي تمارس بالطريق العام والأماكن العمومية، وكذا الرمي العشوائي للنفايات، بما فيها نصب المخيمات والكراسي والشمسيات بطرق عشوائية على مستوى الشواطئ.