تحتضن كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة البليدة «2» بمعية مخبر القانون والعقار يومي 21 و22 نوفمبر المقبل، فعاليات المؤتمر الدولي حول «عمالة الأطفال بين الواقع والمأمول»، يشارك فيه مختصون وباحثون لمناقشة واقع عمالة الأطفال هذه الظاهرة المنتشرة في مختلف المجتمعات البشرية، وتتخذ أشكالا وأساليب تختلف من مجتمع إلى آخر حسب مراحل تطورها.

تعتبر مرحلة الطفولة أهم مراحل حياة الفرد وأكثرها تأثيرا على شخصيته في الكبر، فالأطفال هم الفئة العمرية الغالبة في المجتمع و الأكثر حيوية وهشاشة، فهم يمثلون عماد الحياة ورجال الغد، وإذا كانت الطفولة سليمة كان ما بعدها أسلم وأنفع وهذا يتوقف على مدى اهتمام الأمم بأطفالها ورعايتها لهم. هذا وتواجه المجتمعات العربية وبعض دول العالم ظروفا غير مستقرة بسبب الحروب والنزاعات والفوارق الشاسعة في المستويات الاقتصادية وانخفاض مستوى الدخل الفردي، الأمر الذي أثّر سلبا على الخدمات التي تقدمها تلك المجتمعات لأفرادها خاصة في مجال الصحة والتعليم مما أدى إلى ظهور مشكلات اجتماعية واقتصادية من بينها اتساع نطاق ظاهرة عمل الأطفال.

عند الحديث عن تشغيل الأطفال تتبادر إلى أذهاننا تلك الصور المرعبة لأطفال في سوق العمل، و بالتالي التعدي على حقوقهم المشروعة في اللعب والدراسة لذا نجد المشرّع الجزائري وبقية المشرعين في دول العالم قد أعاروا ظاهرة عمالة الأطفال و استغلالهم اهتماما خاصا لما للظاهرة من آثار وعواقب متعددة وخطيرة، انطلاقا من هذا ارتأت اللجنة العلمية طرح الإشكالية التالية: عمالة الأطفال ظاهرة عالمية فكيف عالجتها التشريعات الوطنية والدولية؟ وما أسباب استفحالها والصور التي تأخذها؟ وهل هناك تجارب رائدة لمحاربتها وطنيا ودوليا؟ يسعى الملتقى لتحقيق جملة من الأهداف أهمها: الوقوف على أهم أسباب انتشار ظاهرة عمالة الأطفال، والتعرّف على مدى الحماية القانونية الوطنية و الدولية لظاهرة عمالة الأطفال. وكذا تحسيس وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني للحد من الظاهرة وتكثيف الجهود و تظافرها للقضاء عليها.

سطرت جملة من المحاور لمعالجة إشكالية الملتقى أهمها: محور الإطار المفاهيمي لعمالة الأطفال ومحور: أسباب انتشار ظاهرة عمالة الأطفال واستفحالها، محور مظاهر عمالة الأطفال و أساليبها، محور تعاطي الشريعة الإسلامية والمشرّع الوطني و الاتفاقيات الدولية مع عمالة الأطفال، محور عرض نماذج و عينات عن كيفية التعامل مع الظاهرة في الجزائر وخارجها.