جمعيات ونواب في البرلمان يطالبون بالتدخل
ملف وادي الرغاية على طاولة وزيرة البيئة
- 767
دقت جمعيات المجتمع المدني للرغاية، ونواب بالبرلمان، ناقوس خطر وادي الرغاية، الذي تحول إلى هاجس حقيقي بالنسبة لسكان الأحياء القريبة منه، الذين تضرروا كثيرا من هذا الوادي، الذي يهدد بكارثة بيئية، بالنظر إلى تأخر عملية تهيئته، التي كانت مبرمجة سنة 2019، والتي لم تنطلق إلى حد الآن، باستثناء عملية التنظيف الدورية التي تتم مع اقتراب موسم الأمطار.
طالب المتضررون من وضعية وادي الرغاية، الذي يعد من أطول الوديان في العاصمة بـ 17.13 كيلومترا، والأكثر تدفقا، بضرورة التعجيل في تهيئته، والحد من الخطر الذي يحدق بهم، خاصة المقيمين بالقرب منه، الذين تضرروا كثيرا، بالنظر للأمراض المختلفة التي أصابتهم، والروائح الكريهة التي تنتشر على مسافة بعيدة، وكذا الجرذان والبعوض.
وما زاد من خطر الوادي، الذي يصب ببحيرة الرغاية؛ تحول بعض أجزائه إلى مفرغة للنفايات، وحتى مخلفات المصانع التي ترمى بالوادي، الذي تضرر منه كثيرا سكان حي 1400 مسكن "عدل" بالرغاية، وحي محمد الباي، الذين أشار بعضهم لـ"المساء"، إلى أن مياه الوادي تتسرب إلى بعض السكنات القريبة منه، عند ارتفاع منسوبه، كما يجد التلاميذ صعوبة كبيرة في المرور عبد المسالك المؤقتة، التي تم وضعها للعبور، خاصة في حالة تساقط الأمطار بغزارة.
وحسب هؤلاء، فقد وجهوا عدة مراسلات لمختلف الجهات المعنية، من أجل التدخل وإيجاد حل لهذا المشكل الذي نغص عنهم حياتهم، حيث تعذر على البعض الالتحاق بسكناتهم التي انتظروها طويلا، نتيجة لمشكل الوادي، غير أن شكاويهم لم تجد آذانا صاغية، رغم خطورة الوضع، مطالبين المسؤولين المعنيين بزيارة المنطقة والاطلاع عن قرب على حجم معاناتهم.
وذكروا أنه من غير المعقول، أن يشيد حي يضم 1400 مسكن على ضفاف الوادي، وقريب جدا من بعض العمارات التي لا تبعد عنه إلا بعشرة أمتار، دون أن تتخذ الإجراءات الضرورية لحماية السكان من مخاطره، مثلهم مثل المقيمين بحي الباي، الذين يشكون التلوث البيئي الذي يهدد حياتهم، وانتشار الروائح والبعوض بصفة غير معقولة، خاصة خلال هذه الفترة التي ترتفع فيها الرطوبة ومنسوب المياه، في حال تساقط الأمطار بغزارة.
وفي هذا الصدد، رافعت النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن ولاية الجزائر، بوقطوشة زكية، خلال مناقشة بيان السياسة العامة للحكومة، في الأيام القليلة الماضية، لصالح هؤلاء المتضررين، من خلال عرض المشكل على وزيرة البيئة، وإخطارها بخطورة الوضع، وطالبت بمقابلة ممثلة الحكومة، لاطلاعها على مشكل الوادي، والنظر في هذا الملف الذي يؤرق سكان المنطقة. وكانت الجمعيات المحلية للرغاية، قد تطرقت لهذا الملف، غير أن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا، على حد تعبير بعضهم، رغم أن هذا الوادي يشكل خطرا حقيقيا، خصوصا على الأطفال الذين يعبرون من الممر العلوي للوادي، الذي انطلقت فيه التهيئة من جهة حي "أحمد العوفي"، بينما يبقى المشكل قائما لما تبقى منه.