هروبا من حرارة الطقس وزحمة مدينة قسنطينة

نافورة زواغي ومدخل المطار مقصد العائلات

نافورة زواغي ومدخل المطار مقصد العائلات
  • القراءات: 578
الزبير. ز الزبير. ز

يعرف سطح "عين الباي"، بين حي زواغي سليمان، ومطار "محمد بوضياف" الدولي بقسنطينة، إقبالا كبيرا من  العائلات، خاصة في الفترة الليلية، أين تصطف السيارات على جانبي الطريق، على حوالي 2 كلم، خاصة من محور الدوران نحو قاعة العروض "أحمد باي"، إلى محور الدوران نحو مطار "محمد بوضياف" ونافورة "زواغي سليمان"، ويعج المكان أحيانا بالزائرين، حتى تنعدم أماكن ركن السيارات.

اعتادت العائلات القسنطينية، منذ السنوات، على قصد نافورة "زواغي سلميان"، بعدما كان الأمر مقتصرا في السابق على الطريق الوطني رقم "79"، أو ما يعرف بطريق المطار، حيث كانت السيارات تصطف على جانبي الطريق، حتى تتمكن العائلات من مشاهدة هبوط وإقلاع الطائرات، لتتحول الوجهة فيما بعد إلى نافورة "زواغي"، حيث تسهر العائلات إلى ساعات متأخرة من الليل، وحتى إلى الساعات الأولى اليوم الموالي، خاصة في الأيام التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة.

توفر الخدمات زاد الأقبال على النافورة

يزداد الإقبال على نافورة "زواغي سليمان"، رغم وجود بدائل، على غرار حديقة "الصنوبر لاند" بالخروب، أو حديقة "باردو" بوسط المدينة، بعدما عرفت تهيئة شاملة، مع إصلاح مضخة الماء، التي تصنع ديكورا مميزا للألعاب المائية، مع توفر الإنارة بشكل لائق، كما ساهم فتح عدد من الأكشاك، التي أجرتها البلدية لبعض المستثمرين، في إقبال القسنطينيين إلى المكان، حيث توفر هذه الأكشاك خدمات مهمة، على غرار بيع المياه المعدنية الباردة، والعصائر والمثلجات، إلى جانب انتشار باعة الحلوى وعربات الشاي، وحتى بعض ألعاب الأطفال، على غرار البالونات المضيئة، وزاد قرب المحطة متعددة الأنماط لـ«ترامواي"، من النافورة، في تنقل العائلات التي لا تملك سيارة، سواء القادمة من المدنية الجديدة علي منجلي، أو من وسط مدينة قسنطينة.

الأطفال يستمتعون بالأرجوحات والمزالج

يغتنم الأولياء وجود مساحات خضراء ومسالك داخل الحديقة، التي توجد بها النافورة، من أجل جلب الدرجات الهوائية والسيارات الصغيرة، حتى يتمكن الأطفال الصغار من الاستمتاع بسهرتهم، بعيدا عن أحاديث الكبار، كما ساهم وجود بعض الألعاب التي وضعتها البلدية، على غرار الأرجوحات والمزالج المجانية، يضاف لها بساط القفز الذي يوفره بعض الخواص، مقابل مبلغ مالي معين، في استقطاب عدد كبير من الأسر التي لديها أولاد صغار، وتريد الترفيه عن نفسها رفقة أطفالها. 

الأمن ساهم في ارتفاع عدد زوار النافورة

عنصر آخر ساهم في الإقبال الكبير للعائلات على هذه المنطقة، وهو الأمن، من خلال الدوريات الراجلة لعناصر الدرك الوطني، الذين يمشطون المنطقة ذهابا وإيابا إلى غاية ساعة متأخرة من الليل، لطرد كل ما يعكر صفو العائلات الباحثة عن الهواء العليل والسكينة وراحة البال، حيث يتم التدخل بسلاسة، خاصة مع الشباب الذين لا يحترمون الجلسات العائلية، سواء من خلال الشجارات أو التجوال بالكلاب الشرسة والخطيرة. يضاف إلى هذا الأمر، نقطة سوداء، وهي السرعة الكبيرة التي تمر بها السيارات في محيط حديقة النافورة، ما تسبب في العديد من الأحيان، في حوادث دهس، راح ضحيتها أطفال صغار، خاصة من الذين كانوا يقبلون على النافورة في الفترات المسائية بهدف السباحة، وآخرها وفاة طفل يبلغ من العمر 12 سنة، تعرض لدهس من قبل سائق سيارة متهور، في 21 جويلية الفارط.

طريق المطار لمن يريد الابتعاد عن الأنظار

وغير بعيد عن نافروة "زواغي"، تفضل بعض العائلات التي لا تحبذ الأضواء وصخب الألعاب، الانزواء على قارعة الطريق المؤدي إلى المطار، بين محور دوران "قاعة الزنيت" ومحمور دوران "فندق الباي" والمطار القديم، حيث تحبذ بعض العائلات الجلوس في مكان خافت الضوء، لتجد راحتها، بحثا عن السكينة وبعيدا تماما عن الأنظار، خاصة أن المكان معشوشب طبيعيا، ويضم مضمارا يستغله الأطفال في اللعب بالدرجات الهوائية أو المزالج ذات العجلات.

وجبات عشاء في الطبيعة واحتفالات عائلية

تقصد العديد من العائلات هذا المكان، من أجل تناول وجبة العشاء في الطبيعة، تحت السماء وعلى ضوء النجوم، حيث يحضرون كل المستلزمات من أكل وكراس وطاولات، في حين يشهد المكان العديد من احتفالات النجاح، سواء في البكالوريا أو في شهادة التعليم المتوسط والابتدائي، أين يجتمع عدد كبير من أفراد العائلة في الهواء الطلق، من أجل تقاسم فرحة النجاح أو الاحتفال بعيد ميلاد فرد من أفراد المجموعة، كما تحول المكان إلى محج لبعض العرسان الجدد، الذين يتوقفون خلال موكب العرس، من أجل التقاط الصور داخل "حديثة 20 أوت 1955"، التي تضم النافورة.

... هناك دوما من يفسد الخصوصية العائلية

لكن الأمر السلبي في هذا المكان، الذي يعد المدخل الرئيسي لمطار "محمد بوضياف" الدولي؛ التواجد الكبير للشباب ضمن مجموعات، تسهر على إيقاع الموسيقى التي تكون أحينا عالية، مع وجود عدد كبير من عشاق الشيشة التي تلوث الهواء العليل، غير آبهين بتواجد الأطفال والعائلات، كما تشكل حلقات "الدومينو" أيضا صداعا للعائلات التي تقصد المكان، هروبا من حرارة المنازل وبحثا عن الهدوء والسكينة والاستمتاع بجمال الطبيعة، على ضوء القمر، وهو الأمر الذي يدفع برجال الدرك أحيانا إلى التدخل، قصد ترتيب الأمور وطرد من يفسد الأجواء العائلية للمكان.