بسبب ارتفاع تكلفة الزراعة بالبيوت البلاستيكية
نحو الاعتماد على القماش غير المنسوج بجيجل
- 561
ذكر الأمين العام للغرفة الفلاحية بولاية جيجل ياسين زدام، أن قطاع الفلاحة بالولاية يشتهر بالزراعة داخل البيوت البلاستيكية، حيث تقدر المساحة الصالحة للزراعة بــ 98287 هكتار، منها 45260 هكتار مساحة إجمالية مستغلة. كما تتوفر الولاية على 764 مستثمرة فلاحية، لكن ميزة هذه المستثمرات الموزعة على إقليم الولاية، أن مساحتها تتراوح ما بين هكتارين و3 هكتارات، ما دفع القائمين على القطاع إلى تشجيع الزراعة المكثفة للخضروات والفواكه داخل البيوت البلاستيكية، التي تحتضن حاليا 622 هكتار من الزراعات، لا سيما الفراولة، والطماطم، والفلفل، والفاصولياء وغيرها. يعرف سوق البلاستيك الموجه لقطاع الفلاحة والمخصص لتغطية البيوت البلاستيكية والأنفاق الصغيرة خلال السنوات الأخيرة، ارتفاعا في الأسعار؛ مما خلّف للفلاحين صعوبات كبيرة من ناحية التكاليف الباهظة التي أرهقت كاهلهم، وجعلت القائمين على المجال الفلاحي يسابقون الزمن لإيجاد البدائل.
وأوضح نفس المسؤول في حديثه إلــى "المساء"، أن الزراعة داخل البيوت البلاستيكية بولاية جيجل، تستهلك 1697 طن من البلاستيك سنويا، حيث تعرف أسعار المواد البلاستيكية في الآونة الأخيرة، ارتفاعا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية. كما ارتفع سعر المواد البلاستيكية من 260 دج إلى 440 دج للكلغ الواحد، الأمر الذي جعل الغرفة الفلاحية لولاية جيجل، تفكر في إمكانية استبدال مادة البلاستيك بمواد أخرى أقل تكلفة بالتنسيق مع إحدى الشركات المنتجة لهذه المادة، والمتواجدة بولاية سطيف، وهي الشركة الجزائرية لإنتاج الأقمشة غير المنسوجة "تونتيكس"، حول استعمالات القماش غير المنسوج في المجال الفلاحي. وفي السياق، كشف الأمين العام للغرفة الفلاحية بجيجل، أن العملية انطلقت بعد تجربة تم إجراؤها على إحدى المستثمرات الفلاحية بمنطقة "تاسوست" ببلدية الأمير عبد القادر، والتي أعطت نتائج إيجابية على مستوى المزرعة النموذجية ببلدية سيدي عبد العزيز في زراعة الفراولة، مع تعميمها، مستقبلا، على مستوى المستثمرات الفلاحية الموزعة عبر إقليم الولاية، خاصة أن الفلاحين حضروا، مؤخرا، اليوم التقني الذي احتضنت فعالياته قاعة المحاضرات للمركز الثقافي الإسلامي "أحمد حماني" وسط مدينة جيجل، وكانت أشغاله حول التقنيات الحديثة في تطوير الزراعات المحمية، والذي أشرفت على تنظيمه الغرفة الفلاحية بولاية جيجل، في إطار نشاطات الإرشاد الفلاحي بالتنسيق مع الشركة الجزائرية لإنتاج الأقمشة غير المنسوجة.
ومن جهتهم، أبدى الفلاحون والمستثمرون في مجال الزراعات بالبيوت البلاستيكية، اهتماما كبيرا بالمنتوج، واستعدادهم الكامل لتجربته في المستقبل على زراعتهم، خاصة أن شعبة الزراعة تحت البيوت البلاستيكية، أثرت سلبا على مردودية المنتوج بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج. كما إن الاعتماد على القماش أو"النسيج غير المنسوج" في الزراعات المحمية، يُعد بديلا لمادة البلاستيك الفلاحي، الذي سيؤدي إلى انخفاض أسعار الخضروات والفواكه في الزراعات المحمية من جهة، والحفاظ على البيئة من جهة أخرى. وتبقى هذه المادة غير ملوثة، عكس مادة البلاستيك التي تتحلل مع مرور الوقت في التربة، وتبقى آثارها سلبية على المزروعات.