خطوة جديدة نحو حوكمة بيئية ذكية بعنابة

نظام رقمي لتسيير النفايات بسيدي عمار

نظام رقمي لتسيير النفايات بسيدي عمار
  • 215
سميرة عوام سميرة عوام

أشرف فريق من باحثي مركز البحث في البيئة، مؤخرا، على إطلاق نظام رقمنة تسيير النفايات ببلدية سيدي عمار في ولاية عنابة، في إطار مشروع وطني طموح، يهدف إلى تحديث وعصرنة قطاع النفايات، بما يعزز فعاليته وشفافيته، ويرتقي بأدائه إلى مستوى التحديات البيئية الراهنة.

جاءت هذه الزيارة العملية، ضمن سلسلة مبادرات، يقودها المركز، من أجل تعميم استعمال التكنولوجيا الحديثة في تسيير النفايات الحضرية، حيث تم وضع حيز الخدمة، النظام الرقمي الجديد بنجاح، وسط تعاون واستقبال حار من مسؤولي وإطارات البلدية. 

يرتكز هذا النظام المبتكر، على تقنيات حديثة، لرصد وتسيير مختلف مراحل جمع ونقل ومعالجة النفايات، من خلال قاعدة بيانات متكاملة، تُمكن القائمين على القطاع من تتبع الأداء، تقييمه، واتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة وواقعية، كما يسمح النظام بمراقبة الفجوات في الأداء اليومي وتحديد النقاط السوداء بسرعة، ما يُمكن من تحسين الاستجابة وتفادي التراكمات أو التسربات التي تهدد الصحة العامة والبيئة.

وتُعتبر بلدية سيدي عمار، واحدة من البلديات النموذجية، التي أبدت استعدادا واضحا للانخراط في مشروع الرقمنة، وهو ما يفتح المجال أمام تعميم هذه التجربة لاحقًا، في بلديات أخرى على المستوى الوطني، في ظل التحول الرقمي الذي تعرفه مؤسسات الدولة ومختلف القطاعات الحيوية.

من جهته، أكد فريق الباحثين، الممثلين لمركز البحث في البيئة، أن هذه المبادرة تأتي تتويجًا لعمل ميداني وعلمي متواصل، وأن المركز يطمح من خلال هذا المشروع، إلى بناء منظومة رقمية متكاملة، تُمكن من تحقيق التسيير الذكي للنفايات، عبر ربط الجانب البيئي بالتكنولوجيات الحديثة، تماشيًا مع التزامات الجزائر في مجال التنمية المستدامة.

ويُنتظر من هذا النظام، أن يساهم أيضا في رفع مستوى الوعي البيئي لدى المواطنين، من خلال أدوات إعلام وتواصل مدمجة ضمن المنصة، تُمكن السكان من التفاعل والإبلاغ عن النقاط السوداء أو حالات التجاوز، وهو ما يُحول المواطن إلى طرف فاعل في حماية البيئة، لا مجرد متلق للخدمة.


يأخذ بعين الاعتبار التحولات الاجتماعية

نحو انتقال بيئي مسؤول ومتوازن

شارَك مركز البحث في البيئة، مؤخرا، في ندوة وطنية، نظمها المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، حيث طرح قضايا حيوية، تتعلق بالنفايات البلاستيكية والتحديات البيئية، التي تواجه النظم الإيكولوجية في الجزائر.

جاءت هذه المشاركة، لتُجدد التزام المركز بدوره العلمي والوطني، وتعكس الرؤية الجديدة للدولة الجزائرية، نحو انتقال بيئي مسؤول ومتوازن، يأخذ بعين الاعتبار التحولات المجتمعية والرهانات الجيوسياسية المعاصرة.

مثَّل المركز في هذه الفعالية، الأستاذة الدكتورة بوسلامة زهاد، مديرة المركز، حيث ألقت محاضرة محورية بعنوان: "التلوث الميكروبلاستيكي: بين الرهانات البيئية والممارسات المجتمعية"، تناولت فيها آثار الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، على البيئة وصحة الإنسان، وضرورة دمج الوعي المجتمعي في مواجهة هذا التحدي، كما شارك الدكتور طاطا الطاهر، الباحث المتخصص في الشأن البيئي، بمداخلة علمية ساهمت في إثراء النقاش.

تندرج هذه الندوة ضمن جهود وطنية، لتعزيز الحوار العلمي حول القضايا البيئية، وفتح آفاق جديدة لبناء سياسات بيئية مستدامة، تراعي متطلبات التنمية وتحديات حماية النظم البيئية. يُجدد مركز البحث في البيئة، من خلال هذه المشاركة، التزامه بمرافقة كل المبادرات العلمية والاستراتيجية، محليا ووطنيا، عبر مساهمات فعالة، تهدف إلى بيئة نظيفة ومجتمع واع، وجزائر أكثر استدامة.


فيما أطلق ورشات لتهيئة مكاتب البريد

والي عنابة يحذر المنتخبين من القرارات العشوائية

وجه والي عنابة، عبد القادر جلاوي، رسائل حاسمة، خلال انعقاد الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي، أول أمس، حيث دعا رؤساء البلديات والدوائر، إلى الكف عن اتخاذ قرارات ارتجالية وعشوائية تُنشر على صفحات "الفايسبوك"، بهدف نيل الإعجابات، معتبراً هذا السلوك غير مسؤول ولا يخدم المصلحة العامة، مؤكداً أنه ممنوع بقرار وتعليمة رئاسية.

طالب جلاوي جهازه التنفيذي، بتكثيف العمل الميداني والانكباب على تنفيذ المشاريع المؤجلة، والتوجه نحو التنمية المحلية الحقيقية، بدل الانشغال بـ«منشورات تافهة"، وصفها بأنها تسيء لصورة المرفق العام. وشدد على ضرورة الإصغاء لانشغالات المواطن، لا التفرغ للظهور على مواقع التواصل الاجتماعي.

واقع هش وبداية إصلاح

في محور الدورة، خُصص ملف البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية للتشخيص والنقاش، حيث عرض مدير القطاع وضعية هذا الملف الحيوي، لاسيما في ظل اهتراء المكاتب البريدية ونقصها في المناطق النائية. وقدمت لجنة الاتصال وتكنولوجيات الإعلام بالمجلس، تقريرًا دقيقًا حول واقع القطاع، حظي بتثمين خاص من الوالي، الذي وصفه بأنه مرآة صادقة لوضعية الهياكل والخدمات.

بناء على ذلك، أمر جلاوي بـإعداد بطاقات تقنية مفصلة من طرف رؤساء البلديات، لتحديد احتياجات مكاتب البريد المهترئة، من تصدعات وصيانة وإعادة دهن. واستغلال محلات الرئيس (السكنات التجارية) في فتح مكاتب بريد جديدة، خاصة بالمقاطعة الإدارية ذراع الريش، وحي أول ماي. وكذا التنسيق بين البلديات وديوان الترقية والتسيير العقاري، لتوسيع أو إنشاء مرافق بريدية تخدم التجمعات السكانية الكثيفة.

أكد المسؤول التنفيذي الأول لولاية عنابة، أنه يرافق شخصيًا هذا الملف، لضمان تحسين الخدمة البريدية وتقريبها من المواطن، كما وجه تعليمات إلى البلديات لمعاينة المقرات الموجودة، والشروع في تهيئة شاملة لها.

تغطية الشبكات ومشكل السيولة

تطرق الوالي إلى نقص تغطية شبكات الهاتف النقال، خصوصًا بمناطق سرايدي، تريعات وشطايبي، داعيًا المتعاملين الثلاثة (موبيليس، أوريدو، وجيزي) إلى تكثيف الجهود وتوسيع التغطية، تجنبًا لعزلة بعض المناطق.

في سياق متصل، أثار غضب جلاوي مشكل نقص السيولة في نهاية الأسبوع، ببعض الموزعات البريدية، مطالبًا باتخاذ إجراءات استعجالية لوضع حد لهذا الإشكال المتكرر، ومعالجة مشكل التموين بالكهرباء داخل المراكز البريدية، خاصة الموجودة ببلدية عين الباردة وما جاورها.

عنابة مستعدة للتحدي

في سياق التحضيرات الجارية، لاستضافة الطبعة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية، المقررة بين 25 جويلية و5 أوت 2025، أعلن والي عنابة، خلال تدخله في دورة المجلس الشعبي الولائي، عن الاستعداد التام للولاية من أجل احتضان هذا العرس الرياضي، مؤكداً أن عنابة تسير بخطى ثابتة نحو تطوير خدماتها، وتحسين جاهزيتها الرقمية والمؤسساتية، تماشياً مع جهود الدولة في سبيل مواكبة التحول الرقمي.