"المساء" ترصد انشغالات سكان أولاد الشبل

نقائص بالجملة وحلول مؤجلة

نقائص بالجملة وحلول مؤجلة
  • 874
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

لايزال سكان أولاد الشبل الواقعة بأقصى جنوب ولاية الجزائر، يتطلعون لالتفاتة تنموية، تزيل جملة النقائص المسجلة التي أثرت على إطارهم المعيشي، وتستوجب التعجيل باستدراكها لإزالة المعاناة والمتاعب المترتبة منذ سنوات، وعلى رأسها الهياكل التربوية والصحية، وخدمات النقل، والتسوق.

أكد سكان بلدية أولاد الشبل لـ "المساء"، أنهم لم يلمسوا إلى حد الآن، مشاريع تنموية في الأفق، تطمئنهم بزوال متاعبهم اليومية، لا سيما في قطاع التربية بأطواره الثلاثة، الذي يبقى الاكتظاظ فيه سيد الموقف، ومصدر متاعب للعائلات، التي ما فتئت تطالب بالالتفات إلى هذا المشكل العالق؛ فالمتوسطة الوحيدة بالبلدية، لم تعد تستوعب العدد الكبير من التلاميذ؛ إذ يصل العدد اليوم إلى قرابة 1700 متمدرس، في حين أن الطاقة الحقيقية لا تتعدى 800 متمدرس.

أما تلاميذ الطور الثانوي، فيدرسون بملحقة ثانوية تقع على مرمى حجر من مقر بلدية أولاد الشبل، وهي تابعة لثانوية الطاهر سرير ببئر توتة. ورغم أن الملحقة تقع بوسط المدينة، إلا أنها - حسب الأولياء - لا تفي بالغرض المطلوب، فإدارتها البعيدة وإمكانياتها المحدودة وأقسامها المكتظة، تبقي على المعاناة، ولاتزال بحاجة إلى اهتمام. والحل، حسب محدثينا، هو إنجاز ثانوية مستقلة بهياكلها وإمكانياتها المطلوبة. وكان رئيس بلدية أولاد الشبل عياش عامري، ينتظر الرد من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر، لتمكين البلدية من استغلال وعاء عقاري وقف، قريب من مركز الدرك الوطني؛ قصد تجسيد هذا الهيكل التربوي لفائدة أبناء المنطقة، الذي أصبح أكثر من ضروري.

خدمات الصحة والنقل دون المستوى والرياضة تنتظر الدعم

كما تبقى الخدمات الصحية هاجس مواطني هذه المنطقة شبه الحضرية، التي تفتقر إلى عيادة متعددة الخدمات، تخفف متاعب السكان، خاصة ما تعلق بالحالات الاستعجالية، التي يضطر إزاءها المواطنون للتنقل نحو البلديات المجاورة، لطلب أبسط خدمات التطبيب والتمريض. ويؤكد سكان أولاد الشبل أن حتى العيادة متعددة الخدمات الكائنة بالحي السكني الجديد بالشعايبية الذي يضم 3216 مسكن، لم تشفع لهم، ولا تفي بالغرض المطلوب؛ لكونها لا تتوفر على الاختصاصات الطبية الكافية. وكذلك الأمر بالنسبة لخدمات النقل، التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب، سواء من حيث الوسائل أو المنشآت القاعدية الخاصة بالقطاع؛ فلا توجد محطة نقل حضرية.

ولا يلتزم الناقلون بأوقات منظمة للإقلاع، حيث أكد المواطنون الذين اشتكوا من سوء الخدمات، أن مثل هذه التجاوزات تزيد من متاعبهم، وتؤخرهم عن مواعيدهم وقضاء مصالحهم اليومية. ويحدث هذا في ظل غياب المراقبة من قبل مسؤولي القطاع. إلى جانب ذلك، ينتظر شباب المنطقة انطلاق مشروع إعادة تهيئة الملعب البلدي، وتجهيزه، وتفريشه، علما أن هذا المرفق يُعد المتنفس الوحيد لشبان المنطقة، حسب أحدهم، فضلا عن المركز الثقافي، الذي يقدم خدمات، تساهم في تنمية مهارات، وصقل مواهب الشباب.

خطر المطامير يحدّق بصحة المواطنين

وفي السياق، يُعد هاجس الصرف الصحي من المشاكل العالقة بهذه المنطقة؛ حيث يشكو سكان العديد من الأحياء، من غياب قنوات صرف المياه المستعملة، كما هي الحال بحي القواسمية (الحاج قاسم)، وحوش التراب، وحي المحامدية، مما يشكل خطرا على صحة السكان. ويضطر سكان البنايات الفردية بهذه الأحياء وغيرها، منذ سنوات، للجوء إلى المطامير العشوائية للتخلص من النفايات السائلة التي تغوص في باطن الأرض، لتختلط بالمياه الباطنية، مما يشكل خطرا على المنتوجات الفلاحية؛ حيث ينتظر سكان الأحياء المعنية تحرك مصالح البلدية، لدفع السلطات العمومية نحو إيجاد حل لهذه الإشكالية، التي طال عمرها، ولم يجد السكان لها مخرجا.