حسب تقارير فرق التفتيش ببومرداس
نقائص بعدة مدارس و"الأميار" في قفص الاتهام

- 868

رفعت فرق التفتيش الخاصة بمعاينة المدارس الابتدائية على مستوى 86 مدرسة عبر 25 بلدية بولاية بومرداس، العديد من النقائص التي تتطلب تدخلا فوريا لتجاوزها، لا سيما في مجال الإطعام والنقل والتدفئة والصيانة، فيما يُنتظر مقابل ذلك، استكمال تفتيش المدارس على مستوى البلديات المتبقية في غضون الأسبوع الجاري، حيث أبدى والي بومرداس يحيى يحياتن، امتعاضه الشديد من تقاعس بعض "الأميار" عن أداء مهامهم رغم وفرة الأغلفة المالية، وأمهلهم، في هذا الشأن، أسبوعا واحدا قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم.
شملت الزيارات الميدانية لفرق التفتيش الخاصة بمعاينة المدارس الابتدائية على مستوى ولاية بومرداس مؤخرا، 86 مدرسة على مستوى 25 بلدية بكل من دوائر بودواو، والثنية، وبومرداس، ويسّر، وبرج منايل، وبغلية، ودائرة الناصرية، حيث تهدف - حسب العرض المقدم من قبل المفتش العام خلال المجلس التنفيذي الذي انعقد نهاية الأسبوع المنصرم - إلى الوقوف على وضعية الابتدائيات بشكل خاص، وظروف تمدرس التلاميذ، خاصة ما تعلق بالإطعام والتدفئة والنقل المدرسي، إلى جانب توفر المياه، وتهيئة وصيانة المدارس. ومن مجمل الملاحظات المتعلقة بالنقل المدرسي، وجود 19 حافلة خارج الخدمة على مستوى عدة بلديات، ناهيك عن تسجيل عجز في السواق. كما سُجل سريان الاتفاقيات الخاصة بكراء الحافلات ببعض البلديات إلى 31 ديسمبر 2022، وهي قابلة للتجديد. أما بالنسبة لباقي البلديات، فالإجراءات جارية لكراء حافلات من أجل تغطية العجز في النقل المدرسي.
وفي هذا الصدد، شدد الوالي يحيى يحياتن على رؤساء البلديات، الشروع في إجراءات استئجار الحافلات لدى الخواص قبيل انتهاء الآجال التعاقدية، مطالبا الجهات المعنية بإجراء دراسة دقيقة حول عدد التلاميذ الذين هم بحاجة إلى النقل المدرسي؛ "لمعرفة نسبة التغطية الحقيقية بالولاية، وبالتالي تغطية العجز بشكل جيد". وحسب المعطيات المتوفرة، تصل نسبة التغطية بالنقل المدرسي في الطور الابتدائي؛ على اعتبار أن النقل موجه بالدرجة الأولى إلى تلاميذ هذا الطور، إلى 40.53 ٪، بينما بلغت نسبة العجز 54.60 ٪، حيث يستفيد 9131 تلميذ من خدمة النقل من مجموع 18310 تلميذ معني بهذه الخدمة في نفس الطور. ونفس الشيء ينطبق على تحيين المعلومات بخصوص التلاميذ المعنيين بالطعام المدرسي.
وفي سياق متصل بالموضوع، ارتفع عدد المطاعم المدرسية بالولاية، إلى 158 مطعم، حيث سُجل فتح 139 مطعم، بالإضافة إلى وجود سكن وظيفي يتم استغلاله كمطعم ببلدية أعفير تزامنا مع العودة إلى المدارس. وفي المقابل، وصل عدد المطاعم المغلقة إلى 19 مطعما بكل من بلديات يسر، وبودواو البحري، وأولاد هداج، وقدارة، ولقاطة، وبغلية، وأولاد عيسى، وخميس الخشنة، وأولاد موسى، لأسباب متفاوتة، أهمها عدم التجهيز، ونقص العمال، وعدم ربط بعض المطاعم بشبكة المياه، وعدم توفر صهاريج بالمطاعم، وهو ما جعل الوالي، في المقابل، يوجه انتقادات لاذعة لرؤساء البلديات، متهما إياهم بالتقاعس بالرغم من تعليمات مسبقة أسديت لهم من قبله في هذا الإطار، ممهلا إياهم أسبوعا واحدا لتدارك النقائص، قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم.
وقال الوالي في هذا الصدد: "عيب! بعد أكثر أسبوع من الدخول المدرسي، تبقى نقائص، وتبقى معاناة التلاميذ والمعلمين... هناك أموال متوفرة منذ سنوات، ولكن يبقى العجز في التسيير!"، مبديا استياءه من وضعية التدفئة بالمدارس وعدم صيانتها، إلى جانب تدهور زجاج بعض المدفآت، الأمر الذي ينذر بتسرب الغاز، ناهيك عن ضعف التيار الكهربائي. كما توجد 9 مدارس ببلدية برج منايل مزودة بشبكة الغاز الطبيعي في انتظار تركيب عداد الغاز. ولوحظ ببعض المدارس تسرب للمياه من أسقف الأقسام، ومن السكنات الوظيفية الواقعة فوق بعض الأقسام وعلى مستوى الإدارة، وتسجيل تسرب لمياه الأمطار ببعض المدارس الجاهزة، ما يدعو إلى رد الاعتبار للكتامة بمعظم المدارس، مع وجود نوافذ وأبواب قديمة ببعض المدارس، تتطلب استبدالها وإصلاح أقفالها، بينما تتطلب دورات المياه إعادة تهيئة وصيانة ببعض المدارس..