أمام تراجع عدد المتبرعين وارتفاع ضحايا حوادث المرور

نقص أكياس الدم بالمستشفى الجامعي لوهران

نقص أكياس الدم بالمستشفى الجامعي لوهران
  • 618
 رضوان. ق رضوان. ق

تسجّل المصالح الطبية الاستشفائية للمستشفى الجامعي "الدكتور بن زرجب" بولاية وهران، تراجعا كبيرا في مخزون الدم بمصلحة التبرع ومركز الدم. وأرجعت سبب ذلك إلى نقص عمليات التبرع بالدم في وقت تسعى المصلحة إلى تنظيم حملات لجمع الدم عبر مناطق مختلفة من الولاية.

تعيش بعض المصالح الاستشفائية بالمستشفى الجامعي لوهران على وقع ندرة حادة في أكياس الدم، خاصة بالنسبة للحالات الحرجة والقادمة من مناطق بعيدة، فضلا عن حالات حوادث المرور التي تتطلّب إجراء عمليات جراحية مستعجلة.

وحسب مصدر مسؤول بالمستشفى الجامعي لوهران فإنّ الندرة فرضتها الظروف الخاصة بشهر رمضان وموسم الصيف، حيث أكّد المتحدّث أنّ معظم الجزائريين يتفادون التبرع بالدم خلال شهر رمضان رغم حملات التحسيس الخاصة، بالتأكيد على عدم وجود خطورة على صحة المتبرعين خلاله، غير أنّ ذلك لم يدفع إلى ارتفاع نسب التبرع مقارنة بباقي أشهر السنة. كما أضاف المصدر أنّ موسم الصيف هو الآخر يعرف تراجعا في عمليات التبرع الدورية، خاصة أنّ نشاط بعض الجمعيات يتوقّف خلال هذه الفترة من السنة، ما أثّر على مخزون الدم بالمصالح الاستشفائية.

وأكّد المتحدث أنّ ارتفاع حوادث المرور والمصابين في مختلف الحوادث الذين تستقبلهم مصلحة الاستعجالات، رفع من نسبة الطلب على الدم، فيما يتمّ الاعتماد بباقي المصالح الاستشفائية على أقارب المرضى الذين يُطلب منهم جلب متبرعين، وهو ما ساهم في الرفع من نسبة المخزون حاليا، حيث يقوم أقرباء المرضى بجلب أكثر من متبرع لصالح المرضى من عائلتهم، والموجودون بالمستشفى من أجل عمليات جراحية، خاصة بمصلحة التوليد، الأمر الذي يمكّن المصلحة حاليا من تحقيق توازن مخزون في أكياس الدم، غير أنّ ذلك يبقى قليلا مقارنة باحتياجات المصلحة، التي تقوم يوميا بتقديم ما لا يقل عن 120 كيس دم بعد إخضاعها للتحاليل البيولوجية لصالح مختلف المصالح الاستشفائية.

بالمقابل، لايزال مرضى السرطان يعانون من هذا النقص أمام ارتفاع عدد الحالات المصابة التي تتطلّب كميات كبيرة من الصفائح الدموية، حيث يبقى نشاط بعض الجمعيات السبيل الوحيد لتوفير هذه الكميات بصفة دورية.

من جهته، كشف رئيس جمعية ناشطة بوهران أنّ عددا من الجمعيات لم تتوقّف عن تنظيم حملات للتبرع، مؤكّدا بدوره تراجع عدد المتبرّعين. وقال إنّ حملات التحسيس على مستوى المساجد ناقصة جدّا، مطالبا بمساهمة مديرية الشؤون الدينية في ذلك، خاصة أنّ الخطاب الديني هو السبيل إلى دفع المواطنين للتبرع. كما أشار المتحدث إلى ما وصفه بالمشكل، والمتعلّق بشاحنة التبرّع بالدم التابعة لمستشفى وهران الجامعي، التي أشار إلى أنّها قديمة، موضّحا أنّ مظهر هذه الشاحنة ينفّر عددا كبيرا من المتبرعين. وطلب المتحدّث ضرورة العمل على تزيين الشاحنة من الخارج بما يريح المتبرعين نفسيا، أو اقتناء شاحنة جديدة تجلب أكبر عدد من المتبرعين.