تقطن بناية مهترئة بحسين داي
هاجس الانهيار يلاحق 18 عائلة بشارع طرابلس
- 591
ناشد سكان البناية رقم 72 الواقعة بشارع طرابلس بحسين داي، والي ولاية الجزائر محمد عبد النور رابحي، للتدخل من أجل ترحيلهم بصفة مستعجلة، وإيجاد حل للوضعية الحرجة التي يعيشونها في بنايات هشة، وإنقاذهم من الموت تحت الأنقاض؛ لكونهم يقيمون في عمارة مصنفة في الخانة الحمراء؛ بسبب تآكل أجزاء منها، ولم تعد تصلح للسكن قبل أن يحدث ما لا يُحمد عقباه.
وقال بعض سكان العمارة التي تضم 18 عائلة، في تصريح لـ "المساء"، إن ترحيلهم إلى سكنات لائقة أصبح أكثر من ضروري بالنظر إلى الوضعية الكارثية التي توجد عليها البناية، قبل أن تباغتهم ردوم الأسطح والجدران الهشة التي لم تعد قادرة على التحمل أكثر؛ لكونها من النسيج العمراني القديم للعاصمة؛ حيث شُيدت سنة 1928، وتأثرت، أيضا، بالعوامل الطبيعية، خاصة زلزال 2003، الذي ألحق بها أضرارا جسيمة.
وحسب هؤلاء فإن العمارة التي تأويهم إلى حد الآن، مؤشر عليها بالأحمر منذ 2012؛ ما يجعلهم يواجهون خطر الانهيار المفاجئ بالنظر إلى التشققات العميقة التي تشهدها؛ سواء داخل الشقق أو خارجها؛ حيث تشهد، يوميا، انهيارات جزئية من شرفات العمارة التي تهدد السكان وحتى المارة عبر شارع طرابلس الرئيس.
وفي هذا الصدد، ذكروا أن العديد من البنايات الهشة ببلدية حسين داي، تم تهديمها، وترحيل أصحابها إلى سكنات جديدة، بينما لايزال حلم الحصول على شقة لائقة بالنسبة لهم، مؤجلا رغم أن كل الإجراءات تمت بخصوص هذا الملف، مشيرين إلى أن السلطات المحلية المتمثلة في المقاطعة الإدارية لحسين داي وبلدية حسين داي، على علم بوضعية هذه العائلات، التي رفعت، أيضا، شكواها إلى المندوب المحلي لوسيط الجمهورية؛ لإيصال صوتها إلى السلطات لإدراجها ضمن المرحلين في أقرب وقت ممكن.
وجدد المتضررون من هذه الوضعية، نداءهم إلى الوالي رابحي، لإنقاذهم قبل فوات الأوان، وتجسيد وعود الترحيل المطروحة منذ وقوع زلزال 2003، متسائلين عن سبب تأجيل إعادة إسكانهم في شقق لائقة تحفظ كرامتهم، بعدما أصبحت سكناتهم الحالية لا تقي لا من البرد، ولا من الحر بالنظر إلى التشققات والتصدعات العميقة في الجدران، وحتى الشرفات التي تتهاوى منها يوميا أجزاء كبيرة، وكذلك الأمر بالنسبة للأسقف التي تتسرب منها مياه الأمطار التي تتساقط في فصل الشتاء؛ الأمر الذي زاد من خطر انهيارها على قاطنيها في أيّ لحظة، وهو الهاجس الذي يعيشه هؤلاء الذين أصبحوا يترددون في النزول والصعود عبر سلالم العمارة التي قد تؤدي بهم إلى الموت فجأة.
ومن جهته، وفي تعليقه على تأخر ترحيل سكان هذه العمارة، أوضح رئيس بلدية حسين داي عادل بن يحي لـ "المساء"، أن مصالحه تنتظر الضوء الأخضر من سلطات ولاية الجزائر، لترحيل عائلات هذه البناية الهشة، مشيرا إلى أن تأخر إعادة إسكانهم راجع إلى كون العمارة ليست ملكا للدولة بل تابعة لأحد الورثة الخواص، ومذكرا بجميع الإجراءات التي تمت في هذا الصدد؛ حيث صُنفت في الخانة الحمراء المنطقة 5، وهي مهددة بالانهيار، بناء على تصنيف الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء؛ حيث قامت مصالح البلدية رفقة مصالح الشؤون الاجتماعية للدائرة الإدارية لحسين داي، بتحقيق ميداني للعائلات القاطنة فعليا بهذه البناية، من قبل محققين محلّفين. وتمت دراسة جميع الملفات المودعة على مستوى الدائرة، وتحويلها إلى ولاية الجزائر مصلحة السكن؛ من أجل برمجة إعادة ترحيلهم، إلا أن الإشكال الذي يحول دون انطلاق العملية، يضيف المتحدث، هو أن البناية ملكية خاصة لأحد الورثة، وليست ملكا للدولة.