تيسمسيلت
هبة تضامنية لفائدة المعوزين بمناسبة رمضان
- 916
تشهد مدينة تيسمسيلت منذ بداية شهر رمضان، عمليات تضامنية عديدة ومتنوعة بمبادرة من مواطنين وفعاليات من المجتمع المدني، لم يدخروا أي جهد لمساعدة الفئات الفقيرة والمعوزة في مثل هذه المناسبات، تزامنها مع تداعيات الوضع الصحي المنجر عن تفشي وباء "كورونا".
لقيت هذه الهبة التضامنية استحسان العديد من المواطنين، الذين ثمنوا في تصريحاتهم لـ"وأج"، هذه المبادرات، وأعربوا عن فخرهم بها واستعدادهم للمشاركة فيها، ولو بالمساهمة في أعمال التوزيع والأشغال التي تتطلبها، إذا لم تتح لهم إمكانية المساهمة المادية، وشكّل شهر رمضان هذه السنة بتيسمسيلت، فرصة للكثير من مواطني المدينة لمضاعفة عمليات التضامن ومساعدة الفئات المعوزة، لاسيما تلك القاطنة بالأحياء الشعبية والتجمعات الريفية، أو ما يسمى بمناطق الظل، حيث تم إحصاء من هم بحاجة فعلية للمساعدة في مثل هذه الظروف.
في هذا الشأن، لم يتوان الحاج أحمد، الذي يمتلك مستثمرة فلاحية خاصة، عن تموين ثلاث مطاعم تنشط بمدينة تيسمسيلت بالمواد الغذائية لتحضير وجبات ساخنة محمولة يقوم بنفسه بإيصالها إلى الفئات المعوزة، وكذا العائلات المتضررة من تدابير الوقاية من فيروس "كورونا".
ذكر صاحب المبادرة أن العمل التضامني متجذر في أعماق المجتمع الجزائري، الذي برهن في كل مرة عن تماسكه وتلاحمه، داعيا إلى تسهيل ظروف إنجاز الأعمال التضامنية ومساعدة المجتمع المدني للرفع من وتيرة نشاطها، حتى تكون بالفعل آلية تشارك الجهود العمومية في مجابهة مختلف المعضلات.
من جهته، لم يدخر السيد عبد الرحمان، الذي يملك مؤسسة لإنتاج علف الدواجن ببلدية تيسمسيلت، أي جهد منذ بداية الشهر الفضيل للتبرع بالطرود الغذائية التي يقتنيها من تجار المدينة، ونقلها رفقة عدد من عمال مؤسسته وأبنائه إلى الأسر المعوزة، والفئات المتضررة من الأزمة الصحية الراهنة، على غرار التجار والحرفيين الصغار وسائقي سيارات الأجرة والعمال اليوميين، وذكر أن العملية تسير وفق ظروف حسنة، لافتا إلى أن التعرف على ذوي الحاجة ومستحقي المساعدة متاح بشكل سهل وفي خصوصيات المجتمع المحلي التيسمسيلتي.
من جانبها، أعدت المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية برنامجا تضامنيا مكثفا بمناسبة شهر رمضان المعظم، والذي يتضمن توزيع ما لا يقل عن 400 وجبة غذائية ساخنة للأسر الفقيرة واليتامى والأشخاص بدون مأوى يوميا، فضلا على توزيع طرود غذائية لفائدة الفئات المعوزة التي تقطن بالمناطق النائية، حسبما أوضحه المحافظ الولائي للتنظيم الكشفي، محمد قابي.
كما يشمل نفس البرنامج الذي سيتواصل طيلة شهر الصيام، إطلاق مبادرة "تفقد جارك المعوز"، وتوزيع ملابس العيد لفائدة الأطفال المنتمين للعائلات الفقيرة، إلى جانب توزيع وجبة السحور على الأشخاص المرضى المعوزين بالمؤسسات الصحية، حسبما أضافه نفس المصدر الذي أشاد بالإقبال المميز للمحسنين على المبادرات الخيرية.
من جانبه، اعتبر ممثل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، محمد بياني، مثل هذه المبادرات التضامنية "بالعمل الكبير والمهم الذي ينبغي على المواطنين تثمينه وتشجيعه"، مؤكدا على أهمية العمل الخيري في تعزيز التماسك الاجتماعي وتقوية تلك اللحمة بين المواطنين.