خلال لقاء بفواعل المجتمع المدني بدائرة رمضان جمال.. والي سكيكدة:

على المنتخبين إشراك المواطنين في التنمية

على المنتخبين إشراك المواطنين في التنمية
  • 203
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

استفادت بلديتا دائرة رمضان جمال، بولاية سكيكدة، من عدة مشاريع تنموية، حيث أشرف الوالي السعيد أخروف، أوّل أمس، على معاينتها، في إطار سلسلة الخرجات الميدانية التفقدية التي يقوم بها منذ تنصيبه على رأس الولاية، شدّد خلالها، على ضرورة إشراك المواطن في كل المشاريع التنموية بالمنطقة، باعتباره جوهر الديمقراطية التشاركية.   

 ففي بلدية بني بشير، عاين الوالي مشروع إنجاز مطعم مدرسي بابتدائية بداي شعبان، بإقليم البلدية يقدّم 200 وجبة، أين شدّد على ضرورة احترام آجال الإنجاز مع النوعية، إلى جانب معاينته لمشروع إنجاز خزان مائي بسعة 500 متر مكعب، سيمكن سكّان قرية "الشماس" عند انتهائه، من التزود بمياه الشرب بانتظام. وأكد على أهمية تسليم المشروع في آجاله لأهميته في حياة السكان، كما وقف على سير أشغال إنجاز ثانوية تتّسع لـ 300 طالب وطالبة، يقدّم ألف وجبة غذائية، ينتظر استلامها قبل الدخول المدرسي المقبل، زيادة على معاينة مشروع إنجاز 40 مسكنا عموميا إيجاريا، ليشرف بمنطقة العنابات بإقليم بلدية بني بشير، على وضع حيّز الخدمة الربط بالغاز الطبيعي لفائدة 61 و102 و134 عائلة، تقطن بالتجمعات السكّانية الريفية لهذه الأخيرة.

أمّا ببلدية رمضان جمال، أشرف المسؤول، على تدشين مجمّع رياضي عبارة عن 3 ملاعب جوارية خاصّة بكل من كرة السلة والطائرة وكرة اليد، إضافة إلى ملعبين بالعشب الاصطناعي لكرة القدم، وهو المشروع الذي فاقت تكلفته المالية 17 مليون ونصف المليون د.ج من ميزانية البلدية، كما عاين مشروع تهيئة العيادة متعددة الخدمات "المجاهدة المتوفية العطوي الزهرة"، الذي سيكون مكسبا كبيرا لسكان البلدية، لاسيما وأنّه مجهّز بأحدث الوسائل والتجهيزات الطبية. وبالموازاة مع ذلك، أشرف على وضع حيّز الخدمة لمشروع توسعة مقر البلدية، الذي يضمّ طابقين به 7 مكاتب وقاعة اجتماعات بمساحة إجمالية تفوق 400 متر، وذلك بغرض تحسين الخدمة العمومية المقدمة للمواطنين.

ليعقد بعدها بمدرّج ثانوية "مالك بن نبي" ببلدية رمضان جمال، لقاء مع فواعل المجتمع المدني للبلديتين، بحضور المديرين التنفيذيين لمختلف القطاعات، وذلك في إطار تكريس للديمقراطية التشاركية، أين طرح المتدخلون العديد من الانشغالات ذات الصلة بتحسين إطارهم المعيشي، من بناء ريفي، التزود بالكهرباء والغاز، الماء، التهيئة الحضرية، السكن، والطرق... وغيرها من المشاريع الإنمائية.

وأكّد الوالي، خلال اللقاء، سعيه الدائم للتكفل بكل الانشغالات المطروحة حسب الأولوية والإمكانات المتاحة، مجدّدا دعوته للمجالس الشعبية البلدية، إلى ضرورة إيلاء أهمية قصوى للمواطن من خلال إشراكه في  التنمية المحلية، الذي يكون عن طريق التجسيد الفعلي لمبدإ الديمقراطية التشاركية.


سيدي مزغيش تحيي الذكرى 69 لمعركة "الضباط"

أحيت بلدية سيدي مزغيش، غرب سكيكدة، خلال الأسبوع الجاري، الذكرى 69 لمعركة بوالرزام الشهيرة أو كما تعرف بمعركة "الضباط"، التي وقعت يوم 12 ماي 1956. ونظمت جمعية "جسور" لحفظ الذاكرة، (مكتب سيدي مزغيش)، وقفة تاريخية لإحياء هذه الذكرى، التي تعد من بين أهم المعارك الأخرى التي شهدتها الولاية التاريخية الثانية، وقادها جيش التحرير الوطني بكلّ بسالة وشجاعة، تحت إشراف المتحف الجهوي للمجاهد العقيد "علي كافي"، وبالتنسيق مع مديرية المجاهدين للولاية.

وتميّزت هذه الفعالية بتنظيم وقفة استذكار بالمعلم التذكاري المخلد للذكرى، شاركت فيها السلطات المحلية والعسكرية والأسرة الثورية، وفواعل المجتمع المدني ومواطنون، تمّ من خلالها رفع العلم الوطني على وقع نشيد "قسما"، وكذا وضع إكليل من الزهور على المعلم التذكاري، لتقرأ فاتحة الكتاب ترحما على شهداء الثورة التحريرية المباركة، فيما احتضنت المكتبة الحضرية للمطالعة ببلدية سيدي مزغيش، معرضا للذاكرة نظّمه المتحف الجهوي لسكيكدة، تضمّن صورا عن معركة بورزام التاريخية، بالإضافة إلى صور المجاهدين المشاركين فيها، وكذا تنظيم لقاء تاريخي، نشّطته مديرة المتحف الجهوي لسكيكدة، تحدّثت من خلاله عن حيثيات المعركة، مدعّمة بالشهادات الحية لبعض ممن عاشوها وأبعادها، والنتائج التي حقّقتها المعركة، ليتم بعدها وعلى هامش هذا اللقاء، توزيع مطوية تاريخية خاصة بالحدث. للإشارة وقعت معركة "الضباط" في قرية "بورزام" القريبة من قرية الحمري غرب سيدي مزغيش المحيطة بها قرى أولاد مساعد، وقرية بوخلوف بإقليم بني ولبان، وقرية أولاد سعيد المحاذية لمنطقة "بورزام"، أو كما تُعرف بعرب سطيحة، وذلك صبيحة يوم 12 ماي 1956.

وحسب ما جاء في الندوة، فإن سبب المعركة هو رد الثورة، على عمليات التمشيط الواسعة التي قام بها العدو الفرنسي مطلع عام 1956، التي استهدفت بالخصوص عددا كبيرا من مشاتي المنطقة، وذلك من أجل ردع تحرّك الثوار من جهة سيدي مزغيش، باعتبارها منطقة حساسة، تمرّ بها قوافل تسليح المجاهدين، للولايات التاريخية الثانية، والثالثة، والرابعة. وشاركت في هذه المعركة، قوة كبيرة من ضباط جيش التحرير الوطني بقيادة البطل الرمز الشهيد زيغود يوسف، وصالح بوبنيدر(صوت العرب)، وسي رابح الأمّة، وعلي كافي، والدراجي العايب، والحواس بوعصيدة، وعلي منجلي، ومحمد صالح ميهوبي، ومعزوزي المعروف بالديمقراطي، إلى جانب محمود بوحبيلة، وبوزيد شايب، ومزدي بوقرة، وسعد مرصدة المدعو سعد بوعنان؛ ولذلك سميت بمعركة الضباط، زيادة على مجموعة من المجاهدين الذين شاركوا في ذلك الكمين، الذي تحوّل إلى معركة، بعد أن تمّ تفويج الثوار إلى خمسة أفواج، وكان كل فوج يتكون من 30 إلى 35 مجاهدا، بمجموع  150 مجاهد كلّهم شاركوا في هذه المعركة التي لم يكن بحوزتهم سوى 4 قطع رشاشة جماعية، وقطعتان من نوع 24/29، وقطعة من نوع "بران"، والرابعة من نوع "فام بار"، والباقي أسلحة فردية آلية ونصف آلية، بالإضافة إلى عدد قليل من بنادق الصيد، وبعض القنابل اليدوية.

وبدأت المعركة في حدود الساعة الرابعة منذ صباح اليوم الرابع من ماي من بدء نصب الكمين، لكن تصادم محمد الصالح بلميهوب بعسكري فرنسي وأطلق عليه النار وقتله، أشعل فتيل المعركة التي استمرّت حتى السابعة من صباح يوم 12 ماي 1956.

ومنذ البداية، كانت السيطرة لجيش التحرير، الذي ألحق خسائر كبيرة في صفوف العدو، إذ حُددت خسائر الجيش الفرنسي بـ 71 قتيلا وعدد آخـر من الجرحى، وأُسر مجند كاميروني واحد، أفرج عنه البطل الرمز الشهيد زيغود يوسف فيما بعد، وأهداه القبعة التي أصبح زيغود يظهر بها في كل صوره. أما في صفوف جيش التحرير الوطني، فسقط في ساحة الشرف شهيدان، وهما عمار رماش وآخر، وجرح 4 مجاهدين، وهم عبد المجيد رزاقي، وإبراهيم بن عياش، واسمان غير معروفين من وهران، ناهيك عن استحواذهم على كمية معتبرة من الأسلحة، تمثلت في21 بندقية، فيها قطعة رشاش من نوع "فام بار"، ومسدس، وجهاز إرسال واستقبال، وبعض الألبسة، ونظارات ميدان.