سد سيدي خليفة بميلة

وجهة للاستجمام وممارسة هواية الصيد

وجهة للاستجمام وممارسة هواية الصيد
  • القراءات: 339
آسيا عوفي آسيا عوفي

يعتبر سد سيدي خليفة، جنوب ولاية ميلة، من أهم السدود بالولاية، وهو أيضا من بين أفضل الوجهات التي تقصدها العائلات الميلية والقاطنون في الولايات المجاورة، سواء من أجل الترفيه أو ممارسة هواية الصيد، مثلما لاحظته "المساء"، التي زارت السد واستطلعت آراء مرتادي المكان.

قصدت "المساء" سد سيدي خليفة، فوجدته يعج بالزوار، الذين أكدوا أنهم يجدون متعة كبيرة في هذا المكان، وذكر بعض من التقتهم بعين المكان، أن ارتفاع درجة الحرارة لم يمنع هواة الصيد من التوجه إلى السد، وممارسة هوايتهم المفضلة، المتمثلة في الصيد بالسنارة، فهم يقبلون من كل حدب وصوب، في وقت مبكر، نحو هذا الفضاء الهادئ لقضاء يومياتهم، بعيدا عن صخب المدينة. وذكر "حاتم" أحد المتعودين على المكان، أنه يأتي إلى هذا المكان في كل الفصول، فلكل فصل ميزته الخاصة.

راحة تامة لا يعرفها إلا من يعيشها

أما "النواري" القاطن بولاية سطيف المجاورة، فصرح قائلا "راحة تامة على ضفاف السد لا يعرفها إلا من يعيشها"، مشيرا إلى أنه لا يأتي إلى هذا المكان من أجل الصيد فقط، فسواء ظفر بصيد أم لا، فإنه يأتي من أجل الفسحة والاستجمام، مضيفا أنه بعد أن يلبي جميع احتياجات أسرته صباحا، يركب سيارته ومعه عدة الصيد من سنارة، علبة الطعم والخيوط، ويتوجه صوب مدينة سيدي خليفة ليقضي يومه كاملا، في هدوء لا تكسره سوى زقزقة العصافير.
وأفاد محدثنا أن المسافة البعيدة لم تعقه عن التردد على المكان، للابتعاد عن "الأجواء المضغوطة" وروتين الحياة وسط مدينته، مؤكدا أنه يحس بالراحة بمجرد وصوله إلى السد، الذي توجد به كميات كبيرة من الأسماك الصالحة للاستهلاك، ليضيف أنه يأتي أحيانا رفقة أصدقائه لاصطياد ما لذ وطاب منها، إذ يفضل بعضهم شواءها على ضفافه.
وأضاف رفيقه "محسن"، أن هناك فرقا في الطعم بين أسماك السد وأسماك البحر، وأن جريان الماء وتوقفه لا يفقد الأسماك المذاق الجيد، ويتفنن في تحضيرها سواء بشيّها في عين المكان، أو طهيها في المنزل بتوابلها الخاصة.
أما "سمير" القاطن في ولاية باتنة، الذي وجدناه في عين المكان، فذكر أنه يأتي مساء كل نهاية الأسبوع للمبيت بالمكان، لأن الأسماك تظهر بكثرة ساعات الفجر، وهي فرصة لاصطيادها قبل أن يعج المكان بالوافدين، أما مرافقه فقال إنه يصطاد للمتعة لا غير، وأنه لا يحبذ أكل أسماك السدود.

باب مفتوح على السياحة الداخلية

أجمع أغلب المتواجدين بالسد، على أنه فتح الباب أمام السياحة الداخلية بالولاية، فبعدما كانوا يتوجهون إلى شواطئ البحر وقطع عشرات الكيلومترات، ها هو سد سيدي خليفة يجذبهم إليه للاستمتاع به، وهو ما جعلهم ينصحون أقاربهم بزيارة المكان للتمتع بالأجواء الطبيعية المحيطة به، والذي تكسوه خضرة الأعشاب وتعكسه زرقة المياه.
أما "علي" فصرح لـ«المساء"، قائلا؛ إن سد سيدي خليفة سيكون له شأن أكبر لو يجد الاهتمام من طرف الجهات المعنية، فيما أشار زائر آخر جاء من ولاية قسنطينة، إلى أنه أصبح يتردد على السد خلال جائحة "كورونا"، حيث وجد بالسد عزلة جمعت بين السكينة التي يبحث عنها المرء، وبين مبدأ التباعد الاجتماعي الذي يعد أهم سبل الوقاية من خطر الإصابة بالفيروس.
وأضاف محدثنا أنه في بادئ الأمر، كان يتردد على السد لوحده، لكن مع مرور الوقت والسنوات، أصبح يصطحب أفراد عائلته لاكتشاف المكان، كما أصبح لديه أصدقاء أيضا، يتفقون على اليوم الذي يجتمعون فيه على ضفاف السد، ورغم أنهم يقصدون السد بحثا عن الخلوة في أحضان الطبيعة الخلابة، إلا أنهم طالبوا السلطات بفتح مطاعم، خاصة مع فصل الصيف، مؤكدين أن أغلبهم يجلبون الأكل من المنزل، لكن مع ارتفاع حرارة فصل الصيف، يتعرض للتلف، ما يسبب تسممات غذائية، داعين السلطات المحلية إلى الترخيص لشباب المنطقة، بفتح مطاعم قريبة من المكان، لتنتعش السياحة أكثر فأكثر، وتكون فرصة لكسب القوت.

السباحة بالسد.. مجازفة بالأرواح

 بمجرد حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، تتحول أغلب السدود إلى وجهة من تستهويهم السباحة، خاصة بعض الأطفال والشباب، وهو الأمر الذي يجعلهم معرضين في أي لحظة لحوادث لا تحمد عقباها، بسبب خطورة هذا المكان، حسبما أكده "منير"، الذي وجدناه بسد سيدي خليفة، موضحا أن السباحة في السد مغامرة ومجازفة حقيقية بالأرواح، حيث يعتقد بعض الشباب أن مياه السد هي نفسها مياه البحر، وهذا معتقد خاطئ، إذ لا يعرفون خطر السباحة داخله، وأنه يمكن أن يؤدي إلى الوفاة بسبب التيار وعمق المكان، الذي لا يمكن أحيانا رؤيته بالعين المجردة.
وقال منير، إن دور السد هو توفير مياه الشرب، واستعمال المياه في الفلاحة، وإنتاج الطاقة وأشياء أخرى، ناهيك عن ممارسة هواية الصيد، وليس موجها للسباحة.