محافظ الجزائر في معرض "إكسبو 2025" بأوساكا في حوار لـ"المساء":
الجزائر تقدّم نفسها كدولة فاعلة برؤية مستقبلية

- 165

❊ مشاركة ناجحة للجزائر في التظاهرة العالمية في "إكسبو 2025"
❊ 10 آلاف زائر يوميا لجناح الجزائر أعجبوا بالجهود التنموية
❊ المعرض منصّة اقتصادية بامتياز تؤسّس لشراكات مستدامة
أكد محافظ الجزائر في المعرض الدولي "إكسبو 2025" المنظم بمدينة أوساكا اليابانية، عبد الله بوقندورة، أن مشاركة الجزائر في هذا المعرض "ناجحة على كل المستويات"، حيث يشهد جناح الجزائر الممتد على مساحة 440 متر مربع، توافدا كبيرا للزوار بمعدل 10 آلاف شخص يوميا من مختلف الجنسيات.
أوضح بوقندورة في حوار أدلى به لـ«المساء" قيم فيه المشاركة الجزائرية في هذه التظاهرة العالمية الممتدة إلى أكتوبر المقبل، أن الحياة الاجتماعية والجهود التنموية للجزائر، أثارت إعجاب الزوار لاسيما اليابانيون الذين سجّلوا تفاعلا إيجابيا مع مختلف النشاطات والعروض المقدمة.
❊ المساء: بداية، كيف تُقيّمون مشاركة الجزائر في معرض أوساكا 2025 لحدّ الآن؟
❊ بوقندورة: يمكن القول بكل ثقة إن مشاركة الجزائر في المعرض ناجحة على جميع المستويات. نودّ أن نؤكد أن الجزائر اليوم تقدّم نفسها كدولة فاعلة، حاملة لرؤية مستقبلية متجذرة في موروثها الثقافي ومرتكزة على قيم التنمية المستدامة. ومن خلال مشاركتنا ندعو جميع زوار المعرض، وخاصة اليابانيين، إلى اكتشاف عمقنا الحضاري وتنوّعنا الثقافي، كما ندعو المستثمرين إلى النظر نحو الجزائر كوجهة ذات إمكانيات هائلة. أما لمواطنينا فنقول إنّ هذا الجناح يعكس صورتكم، ويمثل بلدكم بكل فخر في واحدة من أهم التظاهرات العالمية.
❊ ما الذي يميّز مشاركة الجزائر في هذه الطبعة من المعرض الدولي.. مقارنة بالطبعات السابقة؟
❊ هناك عدة أوجه اختلاف بين الطبعات. أولاً، معرض أوساكا يتميز بخصوصية موضوعه، الذي يتمحور حول "تصميم مجتمع المستقبل"، ما استدعى منّا التركيز على قضايا محورية مثل الابتكار، الصحة، التحوّل الطاقوي، والتنوع البيولوجي. ثانيًا، يتمتع اليابانيون بفضول ثقافي كبير واهتمام بالغ بالتكنولوجيا والبيئة، ما شكّل دافعًا لنا لتقديم محتوى متكامل يوازن بين الموروث الحضاري الجزائري والطموحات المستقبلية. كما أن الجناح اعتمد تقنيات رقمية حديثة، منها شخصية الطفلة "نور" المبنية بتقنية الذكاء الاصطناعي، التي رافقت الزوار في اكتشاف ثراء الجزائر.
❊ كيف كان إقبال الزوار على جناح الجزائر؟ وهل هناك أرقام بخصوص عددهم وماهي أهم المجالات التي أثارت إعجابهم؟
❊ سجّلنا تفاعلا كبيرا مع الجناح الجزائري، خاصة من طرف الزوار اليابانيين الذين عبّروا عن إعجابهم بالحياة الاجتماعية الجزائرية، وبالجهود التنموية الجارية في البلاد، وما أثار اهتمام الزوار بشكل خاص هو مجانية التعليم والصحة، إلى جانب مبادرات الجزائر في مجال الطاقات النظيفة، كالهيدروجين الأخضر، ومقاربتها في الحفاظ على البيئة. فالجناح، بمساحته البالغة 440 متر مربع، يقدم مسارًا غنيًا يتضمن محطات تفاعلية وشاشات عرض رقمية، ما سهّل على الزوار التعرف على مختلف القطاعات. كما تُتاح لهم فرصة التصويت على أكثر ما أثار إعجابهم، في مجالات مثل الصناعة، والفلاحة، والبيئة، والدبلوماسية.
أما من حيث الإقبال، يشهد جناح الجزائر توافدًا كبيرًا بمعدل يقارب 10 آلاف زائر يوميًا من مختلف الجنسيات، وهذا رقم يعكس مدى الاهتمام المتزايد بما تقدمه الجزائر في هذا المحفل العالمي. أما من حيث الرواج الإعلامي، فقد حظيت مشاركتنا بتغطية واسعة، سواء من وسائل الإعلام اليابانية أو الدولية، كما أن الفعاليات التي نظمناها، سواء الثقافية أو الاقتصادية أو العلمية، سجّلت حضورًا لافتًا وتفاعلاً إيجابيًا.
❊ كيف يمكن استثمار هذه التظاهرة اقتصاديًا، خاصة فيما يتعلق بجلب الاستثمارات وتطوير الشراكات الدولية؟
❊ "إكسبو 2025" منصّة اقتصادية بامتياز، حيث يتم تنظيم لقاءات ثنائية "بي تو بي" بين رجال الأعمال والمستثمرين من الجزائر واليابان أو دول آسيوية قريبة. هذه اللقاءات تمثل فرصة حقيقية لعرض فرص الاستثمار في قطاعات واعدة كالصناعة الصيدلانية، الطاقات المتجدّدة، السياحة البيئية، والتكنولوجيا الرقمية. كما أنّ التظاهرات الموضوعاتية، مثل أسبوع "الابتكار المشترك" وأسبوع "الصحة والإنتاج الصيدلاني"، تتيح لنا تقديم المشاريع الجزائرية كنماذج للشراكة المستقبلية، حيث نهدف من خلال هذه المشاركة إلى تجاوز الجانب الترويجي، نحو تأسيس علاقات اقتصادية مستدامة قائمة على الثقة والتكامل.