الخطاط العراقي صلاح الدين شيرزاد لـ "المساء":

الوسائل الحديثة ألغت فكرة المشرق والمغرب العربي

الوسائل الحديثة ألغت فكرة المشرق والمغرب العربي
  • 1961
تحدّث الخطاط العراقي صلاح الدين شيرزاد، الذي يزور الجزائر للمشاركة في المهرجان الدولي للخط العربي كعضو لجنة تحكيم، تحدّث إلى "المساء" عن عدة جوانب من هذا الفن، وعن ظروف الخطاط العراقي وعن نظرته إلى فن الخط في الجزائر.

^ كلمة عن مشاركتكم في هذه التظاهرة؟
^^ هذه المرة السادسة في المهرجان أغلبها في فن الخط وأحيانا في الزخرفة والمنمنمات، ومن قبيل المقارنة، أنا أشعر أن الفضاءات تتقدم وتكون أحسن من سابقاتها، وهذا شيء طبيعي. نحن ممتنون للجزائر، وأظن أن مثل هذه التظاهرات آتت أكلها على المستوى المحلي، فرغم أن الجزائر بلد فتي في مجال الخط، فإن المستوى العددي والنوعي عند الخطاطين في الجزائر ارتقى إلى مستويات دولية، وأخذ الخطاطون الجزائريون مكانتهم في المحافل الكبيرة. ولهذا المهرجان دور كبير وفاعل في هذه التنشئة وهذه التنمية. ونشكر القائمين على هذه التظاهرة؛ فهذا حلم للكثير ممن يعملون في هذه الساحة، وقد أصبح هذا المهرجان علامة مميزة على المستوى الدولي.

^ لقد تزامن المهرجان هذه السنة مع تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، فهل شعرتم كضيوف للمدينة بهذه اللمسة الثقافية؟
^^ سبق وأن حضرت في الطبعات السابقة بالجزائر العاصمة، أظن أن المكان اختلف، لكن من حيث التنظيم أظن أنه لا يوجد فارق كبير. طبعا، هذه الطبعة تتميز بالجديد مقارنة بالطبعة السابقة، وهذه حال كل طبعة مقارنة بسابقاتها. مدينة قسنطينة تعيش عرسها الثقافي، وهي تستحق هذه التظاهرة بالنظر إلى تاريخها العريق، وأظن أن كل ما يأتي إلى المدينة سيتنفس ثقافةً.

^ بالعودة إلى الحديث عن واقع العراق والأزمة التي تعيشها البلاد، هل أثرت هذه الظروف خاصة الأمنية منها، على الفنان بشكل عام، وعلى الخطاط بشكل خاص؟
^^ طبعا هذا يحدث في أي مكان، وليس شرطا في العراق فقط، فعندما تكون الأماكن ساخنة ومليئة بالأحداث والمآسي الكبيرة كما يجري في العراق، يكون لهذا الأمر تأثير سلبي كبير على المعطى الفني والثقافي للخطاطين. ونتمنى أن تكون مرحلة فقط وتزول، وكل شيء يرجع إلى أصله.

^ هل تعانون في العراق ـ بسبب الظروف الأمنية ـ من صعوبات، كغياب المواد الأولية؟ وهل تؤثر هذه الظروف على النشاطات الثقافية وتنظيم الملتقيات؟
^^ بخصوص المواد الأولية لا توجد إشكالية، لكن الفنان لا ينطلق فقط من توفر المواد الأولية وتنظيم الملتقيات؛ فالفنان هو روح وفكر في نفس الوقت، وهو من خلال الوضع الراهن بالعراق. وفي هذه المجالات يتأثر سلبيا، خاصة في التعامل مع هذا الواقع، فالفنان العراقي يفتح عينيه يوميا على مشاهد الدمار، ويفتح أذنيه على أخبار مؤلمة، وهذا يؤثر طبعا على نفسيته وعلى عطائه الثقافي.

^ هل تشعرون كعراقيين تملكون إرثا ثقافيا كبيرا خاصة في مجال فن الخط والمدارس الكبيرة على غرار مدرسة الكوفة، بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقكم في الحفاظ على هذا الموروث وتطويره؟
^^ الحمد لله، أظن أن الاهتمام بالخط في العراق لم يقطع، وأن المستوى لم يترد بعد، ونتمنى أن يكون المستوى أحسن من هذا، ربما بسبب ضيق الوقت والظروف الأمنية المضطربة، لم نتمكن من تفعيل الملتقيات والمهرجانات التي تخدم هذا الفن، ولكن اهتمام العراقيين بالخط يبقى متواصلا، ولم تؤثر ظروف الأزمة فيه كثيرا.

^ لو نتحدث عن التقسيم الجغرافي، هل تجدون فرقا في فن الخط بين المشرق والمغرب العربي؟
^^ الآن لم يعد لهذا التقسيم دور، ربما كان الانفصال منذ عقدين سابقين، حيث كان المشرق مركز الأنشطة في مجال فن الخط، وكان المغرب أثرى من الناحية الفكرية والنوعية، لكن الآن وبسبب تقدم التقنيات والتواصل، لم يبق هناك ما يسمى مشرقا أو مغربا، فقد أصبحنا في غرفة واحدة، كما ساهمت هذه المؤتمرات والملتقيات في إذابة الحدود الجغرافية، وألغت المسافات والتكتلات.

^ لو خصصنا الحديث عن الجزائر، كيف تقيّمون التجربة الجزائرية في مجال فن الخط؟
^^ هي تجربة جيدة تسير بخطين متوازيين؛ الخط الكلاسيكي التقليدي الذي وصل إلى مراتب جيدة، والخط الثاني هو الخط المعاصر، فتجاربه جيدة، ومن زمان كانت تجارب كبيرة في العالم العربي للعديد من الأسماء، على غرار رشيد قريشي ومن معه، هذا شيء يبشر بالخير.
^ حاوره: زبير.ز