لجعلها مواكبة للتطورات وبمقاييس دولية.. البروفيسور غرناوط لـ"المساء":

مراجعة شاملة لبرامج تدريس علوم الصحة

مراجعة شاملة لبرامج تدريس علوم الصحة
مدير جامعة علوم الصحة، البروفيسور مرزاق غرناوط
  • 199
أسماء منور أسماء منور

❊ الصيدلة الإشعاعية والمستلزمات الطبية.. تخصصات جديدة هذا الموسم

❊  انطلاق التدريس باللّغة الإنجليزية في كل المقاييس في الدخول الجامعي القادم

❊  قاعات محاكاة بالذكاء الاصطناعي لتدريب الطلبة على التشخيص والعلاج

❊  تبادل أكاديمي مع جامعات رائدة في العالم

❊  طب الأسنان يحتل صدارة التخصصات الطبية الأكثر طلبا

❊  153 طالب من 26 دولة اختاروا الجزائر كوجهة أكاديمية

كشف مدير جامعة علوم الصحة، البروفيسور مرزاق غرناوط، عن مراجعة شاملة لبرامج تدريس طلبة الطب بداية من الشهر المقبل، تخص بالدرجة الأولى دروس السنة الثالثة إلى السادسة في تخصص طب، مشيرا إلى أنه خلال الموسم القادم، سيتم للمرة الأولى تدريس الطلبة الجدد باللغة الإنجليزية بعد إخضاع الأساتذة إلى دورات تكوينية مكثّفة، إلى جانب تدريس الإنجليزية الطبية لطلبة السنة الأولى تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، القاضية بتعميم استخدام اللّغة الإنجليزية في مجال الطب.

قال رئيس جامعة علوم الصحة، في حوار مع "المساء" إنه يتم العمل على مواصلة تحديث المنظومة الجامعية، من خلال اعتماد الرقمنة بنسبة 100 بالمائة، إلى جانب إدماج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الطب، مع العمل على فتح آفاق التعاون الدولي لتعزيز جودة التكوين الجامعي.

 

❊المساء: هناك مساع حثيثة لتطوير الجامعة الجزائرية، خاصة في تخصص الطب الذي يشهد طلبا كبيرا من قبل النّاجحين في البكالوريا، كيف ستساهم جامعة العلوم الصحية في تعزيز التكوين العالي المتخصص؟

❊ البروفيسور غرناوط: جامعة علوم الصحة مكسب استراتيجي للمنظومة الجامعية والصحية في الجزائر، كونها لا تكتفي بتكوين أطباء وصيادلة وجراحي أسنان فحسب، بل تعد فضاء للبحث العلمي والتطوير في مجالات حيوية، وستساهم بشكل كبير في تلبية الحاجيات الوطنية من الكفاءات الصحية وتقليص الاعتماد على التكوين في الخارج، فضلا عن تعزيز مكانة الجزائر كمحور للتعليم الطبي العالي في إفريقيا بمقاييس عالمية.

هذه السنة خلافا للسنوات الماضية، احتل تخصص طب الأسنان صدارة التخصصات الأكثر طلبا، تلاه تخصص الصيدلة وبعدها تخصص الطب، حيث يعكس هذا التوجه الجديد الرغبة المتزايدة في خوض مسار مهني يجمع بين المردودية العلمية والفرص المهنية الواسعة، في ظل ارتفاع الطلب على خدمات طب الأسنان والفم في الجزائر، وهنا تتجلّى أهمية تكييف عروض التدريس مع طلبات السوق.

❊ هل هناك تخصصات جديدة تم اعتمادها بالنّسبة للدخول الجامعي 2025-2026؟

❊ بالطبع، نحن نعمل على تكييف التخصصات وفقا لاحتياجات السوق، حيث سيتم بداية من الموسم القادم، تدريس ثلاثة تخصصات جديدة في الصيدلة الصناعية تشمل الصيدلة الإشعاعية، المستلزمات الطبية والإنتاج الصيدلاني، وهي تخصصات تم اختيارها بعد عقد جلسات عمل تشاورية مع المتعاملين الصيدلانيين الذين عبّروا عن حاجاتهم الكبيرة لكفاءات جزائرية في هذه التخصصات بالنّظر إلى عدم توفرها محليا، واضطرارهم إلى استقدام كفاءات من الخارج، ومن خلال إدراجها في برامج التكوين الجامعي سيتم تعزيز الإنتاج الوطني في المجال الصيدلاني تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، بضرورة تكييف برامج التكوين وفقا لاحتياجات السوق وربط الجامعة بمحيطها الاقتصادي.

❊ كيف تواكب جامعة علوم الصحة التطورات العلمية والتكنولوجية، خاصة في مجال استخدامات الذكاء الاصطناعي والطب عن بعد؟

❊ مجال الطب متطور جدا، ويعرف مستجدات من يوم إلى آخر، يجب علينا مواكبتها خاصة في ما يخص التشخيص لتوفير العلاج المناسب للمرضى. من هذا المنطلق قامت جامعة علوم الصحة، باستحداث قاعات محاكاة تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي الذي أصبح أداة حتمية كونه يساهم بشكل فعّال في تسريع الخدمات الصحية، وقد شرعنا في إدماج هذه التقنيات ضمن المناهج البيداغوجية والمشاريع البحثية، بما يتيح لطلبة الطب التمكّن من استخدام برمجيات تحليل الصور الطبية، وأنظمة دعم التشخيص الإكلينيكي، فضلا عن التدرّب على كيفية القيام بالاستشارات عن بعد، وهو الأمر الذي من شأنه تقريب الخدمات الصحية للسكان مع ضمان جودة التكفّل بالمرضى.

حاليا كل العتاد الطبي الجديد الذي يتم اقتناؤه في المؤسسات الاستشفائية يعمل بالذكاء الاصطناعي، ما يعني أن طالب الطب الذي سيكون طبيب الغد، سيتحكّم في استخداماته، وعلى هذا الأساس سنعمل على توفير تكوينات متخصصة لطلبة الطب، مع العمل على تكوين فرق متعددة التخصصات لتسهيل عمل الطواقم الطبية.

❊ اللّغة الإنجليزية هي اللّغة السائدة في الأوساط العلمية، ومن توجيهات رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، ضرورة اعتمادها كلغة تدريس في تخصص الطب، كيف ستعمل جامعة علوم الصحة على تجسيدها؟

❊ التحكّم في اللّغة الإنجليزية أصبح ضرورة ملحة في مجال علوم الصحة، كونها وسيلة تواصل مع الخبراء والهيئات الصحية في العالم، وعلى هذا الأساس قامت الجامعة بتوفير دورات تكوينية مكثّفة للأساتذة لتلقينهم كيفية استخدام المصطلحات العلمية وإلقاء الدروس، كما سيكون التدريس بداية من الموسم الجامعي القادم، باللّغة الإنجليزية في كل المقاييس بدون استثناء، بالإضافة إلى توفير دروس متخصصة باللغة الإنجليزية عبر منصّات خاصة تم استحداثها من قبل أساتذة الطب لهذا الغرض.

وبخصوص الإنجليزية الطبية ستقوم جامعة التكوين المتواصل، بتكوين طلبة الطب الراغبين في الحصول على ماستر في هذا التخصص، موازاة مع دراستهم الجامعية التي ستكون بنفس اللّغة الأمر الذي من شأنه تعزيز التحكّم في استخدامها.

❊ هل سيتم إبرام اتفاقيات ثنائية بين جامعة علوم الصحة وجامعات أخرى في الخارج؟

❊ بالتأكيد تسعى جامعة علوم الصحة، إلى تعزيز الانفتاح على محيطها الدولي من خلال إبرام اتفاقيات تعاون لتعزيز التبادل الثنائي، ونحن بصدد التحضير لاتفاقيات جديدة مع دول شقيقة سيتم الإعلان عنها بعد موافقة السلطات المختصة، وفي إطار استراتيجيتها أبرمت الجامعة اتفاقيات تعاون ثنائي مع مؤسسات وجامعات مرموقة في روسيا والصين وبلجيكا، تشمل تبادل الخبرات العلمية والبيداغوجية وتكوين الطلبة والأساتذة والإداريين، إضافة إلى تنظيم دورات تكوينية قصيرة وطويلة المدى داخل وخارج الوطن، حتى تتيح للطلبة الاستفادة من برامج تدريبية متطورة سواء في التخصصات الطبية أو الصيدلانية أو التكنولوجيات الحديثة، مع إمكانية الحصول على منح للتكوين في الخارج حسب الحاجة.

❊ كم بلغ عدد الطلبة الدوليين الذي سجلوا لمزاولة دراستهم على مستوى الجامعة؟ 

❊ حاليا لم يتم ضبط العدد النّهائي للطلبة الدوليين الجدد الذين سجلوا على مستوى الجامعة، إلا أن 153 طالب من 26 دولة اختاروا الجزائر كوجهة أكاديمية في إطار التعاون الثنائي لمزاولة دراستهم، حيث يوجد 111 طالب مسجل في تخصص الطب، 25 تخصص طب الأسنان، و17 في الصيدلة، وذلك في سياق رؤية شاملة لتعزيز التبادل الأكاديمي الدولي، وترسيخ مكانة الجزائر الجديدة كقطب إقليمي للتعليم العالي في إفريقيا.