الزرادشتية والإيزيدية
- 2841
كانت الزرادشتية منتشرة في بلاد فارس وما حولها منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. أما في الوقت الراهن، فيتوزع معتنقو هذه الديانة في العراق وسوريا وتركيا وإيران والهند وأفغانستان وأذربيجان ومناطق متفرقة أخرى.
تنُسب الزرادشتية إلى زرادشت الذي بقيت أفكاره لفترة طويلة مرجعا دينياً خلال تلك الحقبة، قبل أن تتراجع مع ظهور ديانات أخرى.
كان الصوم لدى الزرادشتيين محرما، لأنه كان يقلل من طاقة الإنسان على العمل، وخوفا من إصابته بالمرض، بالتالي ترك آثار سلبية على المجتمع. ويصوم الزرادشتيون بتقليد مختلف عن غيرهم من الطوائف. يوضح زعيم الزرادشتية بير لقمان لموقع (ارفع صوتك) أن طائفته تصوم أربعة أيام في الشهر، يمنع فيها تناول اللحوم. وتغلق أيضا محلات بيع اللحم وتتوقف عمليات الصيد وذبح الحيوان.
ولأيام الصوم الأربعة المحددة، حسب تقويم الزرادشتيين (ميدي) أسماء معينة وهي: وهمن، مانك، كوش، رام.
أما أتباع الديانة الإيزيدية، فيؤمنون بتعذيب النفس من أجل الله، ورغبة في الوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى، والصوم عندهم واحد من مظاهر هذا التعذيب، حيث يمتنع الإيزيدي عن تناول الطعام والشراب والتدخين، بل وعدم ممارسة الجنس، بالإضافة إلى الابتعاد عن التفوه بكلمات بذيئة وغير مرغوب فيها في أثناء تأدية فريضة الصوم.
تؤكد النصوص الأيزيدية هذا الجانب، أن من يصون لسانه ويحترم نفسه وكأنه صام الـ40 يوما، حيثيمارس الأيزيديون أعمالهم في أثناء تأدية فريضة الصوم، ولكن يتحتم عليهم التقليل من الثرثرة حتى لا يقع الإنسان في الخطأ.
ينقسم الصوم لديهم إلى صوم الخاصة، وهو 80 يوما (40 يوما من الصيف و40 من فصل الشتاء)، وصوم العامة (صوم أيزيد) وهي ثلاثة أيام في السنة: الثلاثاء، الأربعاء، والخميس في الأسبوع الثاني من الشهر الثاني عشر من كل عام، بعد ذلك يأتي العيد لمدة يوم واحد ويعرف باسم (عيد أيزي).
يقدس الأيزيديون الصوم في ديانتهم، حيث يصومون في السنة أكثر من مرة، ويفضلون صيام الأيام التي تكتمل في لياليها البدر، حسب التقويم القمري (صيام الأيام البيضاء)، وهذا الصيام يكون خاصا ويرتبط برغبة الشخص، وهناك صوم عام لمدة ثلاثة أيام ويسمى (صيام الله)، يكون في منتصف شهر ديسمبر، وتمتد فترة الصوم من شروق الشمس حتى الغروب، يمتنعون فيها عن تناول الطعام والشراب والتدخين والعلاقة الجنسية، ويحرص الصائم أيضا على عدم التفوه بكلام بذيء أو مسيء للغير.
يمارس الأيزيديون أعمالهم في أثناء تأدية فريضة الصوم، ولكن يتحتم عليهم التقليل من الثرثرة حتى لا يقع الإنسان في الخطأ، وعندما يسدل المساء ستاره، وتبدأ الشمس بالغروب، وتظهر أول علامة من علامات المساء، يهم الأيزيدي بالذهاب إلى بيته لتناول الفطور، وقبل أن يفطر يقوم بتقبيل "البرات" (التراب المقدس لدى الأيزيدية)، ويتجمع أفراد الأسرة جميعا دون استثناء حول مائدة الطعام الزاهرة بكل ما لذ وطاب.
لدى الأيزيدية صوم آخر، لكنه ليس فرضا عليهم، إنما من يصومه يصومه لوجه الله، وهو عيد "خدر إلياس" ويقع في شهر فبراير، ويجب صيامه على كل أيزيدي يحمل اسم "خدر/ إلياس"، تكريما للنبي خدر إلياس، كما يصوم الأيزيدي يوما كل سنة يسمى صوم صاحب البيت.