الصيام يجدد الجهاز المناعي خلال ثلاثة أيام
- 1998
توصلت دراسة علمية إلى أن الجهاز المناعي للإنسان يمكن أن يُعاد تجديده عن طريق الصوم (التوقف عن الأكل) لمدة ثلاثة أيام، فالصوم لهذه المدة يحفز الجسم لإنتاج المزيد من كرات الدم البيضاء، مما يحسن من أداء الجهاز المناعي حتى لكبار السن. وصف بعض العلماء هذا الاكتشاف بأنه "رائع".
وعلى الرغم من انتقاد بعض خبراء التغذية للصوم باعتباره شيء غير صحي، إلا أن هذه الدراسة الجديدة اقترحت أن تجويع الجسم يحفزه على إنتاج المزيد من كرات الدم البيضاء الجديدة، والتي تحارب على العدوى.
وقال علماء بجامعة كاليفورنيا الجنوبية إن هذا الاكتشاف يمكنه أن يكون مناسبا لمن يعانون من تدمير الجهاز المناعي، كمرضى السرطان الذين يعالجون بالعلاج الكيميائي. يمكن أيضا لهذه الدراسة أن تكون مفيدة وفعالة لمساعدة كبار السن الذين يعانون من نقص في فاعلية الجهاز المناعي، مما يجعلهم عرضة للأمراض أكثر.
وأوضح الباحثون بأن الصيام يضغط على زر التجديد الذي يُطالب الخلايا الجذعية بإنتاج مجموعة جديدة من كرات الدم البيضاء، والتي تساعد على تجديد الجهاز الهضمي بالكامل. حيث قال البروفيسور "فالتر لونغو"، أستاذ علم الشيخوخة والعلوم البيولوجية في جامعة كاليفورنيا، أن زيادة كرات الدم البيضاء، "عن طريق الصيام" تعطي الإشارة للخلايا الجذعية لإعادة بناء الجهاز المناعي من جديد.
يجبر الصيام لفترات طويلة الجسم على استخدام ما يخزنه من الجلوكوز والدهون، لكنه يؤدي أيضا إلى انهيار بعض كرات الدم البيضاء. خلال كل دورة للصيام، يتم استنزاف كرات الدم البيضاء، مما يؤدي إلى حدوث تغيرات تؤدي إلى تجديد الجهاز المناعي.
في التجارب، طُلب من المشاركين بأن يصوموا بشكل مُنتظم لمدة تتراوح بين يومين وأربعة أيام خلال فترة ستة أشهر. وجد العلماء أن الصوم لفترات طويلة خفض أنزيم "بروتين كيناز ألفا" (PKA) الذي يرتبط بالشيخوخة، وأحد الهرمونات التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان ونمو الأورام. قال البروفيسور لونغو أنهم لم يتوقعوا أن يكون للصيام لفترات طويلة هذا التأثير الملحوظ في تحفيز الخلايا الجذعية على تجديد الجهاز المناعي.
أضاف بروفيسور لونغو، أنه عند الشعور بالجوع، يحاول الجسم الاحتفاظ بأكبر قدر من الطاقة، وواحدة من الأشياء التي يمكنه عملها للحفاظ على هذه الطاقة هي إعادة تجديد الخلايا المناعية التي لا يحتاج إليها الجسم، خصوصا تلك التي أصابها تلفٌ ما.
أوضح البروفيسور لونغو، أنهم لاحظوا في تجاربهم، على الإنسان والحيوان، أن عدد كرات الدم البيضاء تنخفض مع الصيام لفترات طويلة، ثم عند إعادة التغذية تبدأ خلايا الدم بإعادة تجديد نفسها، مما جعلنا نفكر من أين تأتي هذه الخلايا الجديدة؟ اكتشفوا أيضا أن الصوم لمدة 72 ساعة يحمي أيضا مرضى السرطان من تأثير الكيماويات السامة.
ومع ذلك، شكك بعض الخبراء البريطانيين في البحث، حيث قال الدكتور "جراهام روك"، أستاذ علم المناعة بجامعة كلية لندن، أن هذه الدراسة بدت غير مُرجحة. وقال "كريس ماسون"، أستاذ الطب التجديدي بجامعة كلية لندن، أن هناك بعض البيانات "مثيرة للاهتمام" هنا ترى أن الصوم يقلل من عدد وحجم الخلايا وأنها بعد إعادة التغذية تشهد انتعاشا.