على المسلم صلة رحمه حتى وإن كان قاطعه
- 2341
تتميز الأسر الجزائرية بأصالة عاداتها وتقاليدها المستمدة من الدين الإسلامي، التي تظهر خلال الأعياد الدينية، في زيارة الأقارب ومعايدتهم خلال عيدي الفطر والأضحى المباركين، وهي العادة التي لا زالت الكثير من الأسر تقدّسها، إلا أنها بدأت تختفي في بعض المناطق لتغيب معها صلة الرحم، وبما أننا على عتبة العيد، لابد أن نعطيها حقها.
عن هذا الموضوع، حدثنا رئيس نقابة الأئمة جلول حجيمي قائلا إن المعايدة في هذا النوع من المناسبات وسيلة لتوطيد صلة الأرحام، وكثيرة هي العائلات التي تخلت عنها رغم وصية الله ورسوله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فللأقارب حق علينا في البر والإحسان إليهم، وينهانا ديننا عن مقاطعتهم أو الإساءة إليهم. وقد وعد صلى الله عليه وسلم قاطعي الأرحام بعدم دخول الجنة مع أول الداخلين، وللمسيئين لأرحامهم بنار الجحيم.
وأوضح المتحدث أنّ المناسبات الدينية أو غيرها هي الفرص التي لابد أن نستغلها للتواصل مع أقاربنا، وأشار الإمام إلى الخمول والكسل الذي يميز بعض سكان المدن الكبرى بسبب العمل وكثرة الحركة خلال اليوم وخلال فترات العمل، ما يجعلهم يعجزون نوعا ما عن التنقل من منطقة إلى أخرى لزيارة الأقارب أو معايدتهم خلال الأعياد وتفضيل القيام بذلك عبر التكنولوجيات الحديثة كالرسائل النصية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويقول في هذا الصدد «لا بأس بتلك الطريقة للمعايدة لكن على أن تكون للتواصل مع الأقارب الذين يقطنون في مناطق بعيدة أو دول أخرى يصعب زيارتهم»، لكنه لا يفضل تلك الوسيلة لمعايدة بعض الأقارب كالوالدين الذين ينتظرون عادة تلك الفرصة لملاقاة أبنائهم وأحفادهم، وكذا كبار السن العاجزين أو المرضى الذين لديهم حق على البقية في زيارتهم للاطمئنان عليهم، وإدخال البهجة والسرور عليهم، خصوصا بعد أشهر العبادة، فعيد الفطر يسبقه شهر الرحمة، رمضان المبارك، وعيد الأضحى يسبقه شهر الحج المعظم ومن المستحب مواصلة الرحمة بعد هذين الشهرين بفعل الخير في زيارة الأقارب وتوطيد صلة الرحم.
وقال حجيمي إن صلة الرحم مرتبطة بعرش الرحمان، فمن واصلها وصل العرش ومن قاطعها قاطع عرش الرحمان، فصلة الرحم من الحقوق العشرة التي أمر الله بها أن توصل في قوله تعالى في سورة البقرة
«وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى».
وذكر الإمام أن من بادر إلى الخير له جزاؤه عند الله، حيث أكد أنه من الضروري صلة الأرحام حتى وإن كان البعض من هؤلاء الأقارب الذين نود مواصلتهم قاطعونا أو أساءوا إلينا بطريقة أو بأخرى، ونحتسب ذلك عند الله لأن مقاطعتنا لهم بدورنا محرم، حيث يجعل ذلك الحقد والبغضاء والشحناء تحل محل الألفة والمحبة والرحمة بين أقرب الأقربين وبين الإخوة في الدين على حد سواء، فالإنسان إذا وصل أرحامه وحرص على إعزازهم أكرمه أرحامه وأعزوه وكانوا عونا له، هذا فضلا عن الأجر الذي يؤجر به عند ربه.
نور الهدى بوطيبة