"المساء" تزور أكبر سوق وطني للماشية بالجلفة

أسعار الأضاحي بين الزيادة والاستقرار

أسعار الأضاحي بين الزيادة والاستقرار
  • 4789
نسيمة زيداني نسيمة زيداني
مازال الجزائريون مترددين في شراء أضحية العيد الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام معدودات وذلك بسبب ارتفاع الأسعار التي تتضارب من أسبوع لآخر، وكانت لـ"المساء" زيارة ميدانية لأكبر سوق وطني أسبوعي للماشية ببلدية البيرين بالجلفة واكتشفت أن الأسعار ليست في متناول الجميع بإجماع المواطنين والموالين القادمين من مختلف الولايات، لتتضاعف الأسعار بالأسواق الموازية التي يتحكم فيها "السماسرة" بمختلف بلديات العاصمة.
مع بداية العد التنازلي لموعد عيد الأضحى المبارك، تعرف أسواق الماشية بمختلف مناطق العاصمة والولايات الأخرى، إقبالا ملحوظا من قبل المواطنين ممن يفضلون اقتناء الأضاحي قبل أن تلتهب أسعارها عشية العيد، حيث تشهد أسواق الماشية هذه الأيام حركة غير عادية، إلا أن بلوغ أسعارها السقف جعل الكثير من المواطنين من ذوي الدخل الضعيف يعزفون عن شرائها.

حركة دؤوبة بسوق البيرين بالجلفة من مختلف الولايات

عرفت السوق الأسبوعية الثلاثاء الماضي ببلدية البيرين شمال شرق ولاية الجلفة على بعد 195 كلم من العاصمة، والتي تعد من أكبر الأسواق على المستوى الوطني، إلى جانب سوقي الجلفة وحاسي بحبح حركة كثيفة وإقبالا واسعا خصوصا من الولايات الشمالية والشرقية، حسبما لاحظناه على ألواح ترقيم المركبات منها الأغواط، بسكرة، ورقلة، الجلفة، المدية، البليدة، الجزائر، تيبازة، بومرداس، تيزي وزو، البويرة، بجاية، المسيلة، تيارت، تيسمسيلت، عين الدفلى، الشلف، برج بوعريريج، سطيف، باتنة، تبسة وسوق أهراس، حيث أكد لنا المواطنون والموالون أنهم يقصدون السوق في كل سنة لشراء الماشية وإعادة بيعها في الولايات الأخرى.

الأسعار بين الاستقرار والارتفاع

أكد العارفون بأحوال السوق لـ"المساء" أن الأسعار استقرت ونزلت في بعض الأحيان مقارنة بالسنة الماضية، فيما يخص جميع الأصناف ما عدا الكبش الكبير ذي "القرون" الذي شهد سعره ارتفاعا مقارنة بالسنة الفارطة، حيث انخفضت هذا الأسبوع بـ3000 دج مقارنة بالأسبوع الماضي الذي عرف عزوفا كبيرا ـ يقول أحد الموالين للمشترين - و يرجع هذا الانخفاض الطفيف لتخوف الموالين من عدم بيع الأضاحي خلال آخر أسبوع قبل عيد الأضحى وعدم المجازفة بالتجوال بين الأسواق وما يترتب عنها من أعباء إضافية، لكن تبقى الأسعار المعروضة خارج متناول المواطن المحدود الدخل وأغلبيتهم عاد خاو الوفاض حسبما لوحظ. وأشار بعض الموالين إلى أن العدد الإجمالي لرؤوس الأغنام بسوق البيرين هذا الأسبوع بلغ 55 ألف رأس، إضافة إلى 120 رأس بقر و500 رأس ماعز، موضحين أن عملية البيع تكون حسب سن وحجم الماشية، بالإضافة إلى المظهر المتمثل في القرون العادية أوالملتوية أوبدون قرون، وحسب السلالات منها سلالة أولاد جلال، السلالة الحمراء المعروفة بـ"الرانبي" والسلالات الهجينة.

غلاء سعر الأعلاف وراء ارتفاع أسعار الماشية

أجمع الموالون الذين تحدثنا إليهم على أن ارتفاع أسعار الماشية يعود إلى غلاء سعر الأعلاف وعدم توفيرها بكميات كافية من طرف الديوان الوطني للحبوب، حيث بلغ سعر الشعير 3200 دج، المجابر المعالج و ما يسمى بـ "الفينيسيو" 4500 دج والنخالة 3000 دج. كما يعتمد الموالون على التغذية الجاهزة في ظل نقص الكلأ، و هي الأسباب التي زادت في سعر المواشي السنة الجارية. بالمقابل أعرب بعض المواطنين الذين تقربنا إليهم عن تأسفهم من العروض المقترحة في السوق، مؤكدين أن كبش العيد أصبح مشروعا يخطط له لمدة طويلة خصوصا من طرف أصحاب الدخل المتوسط والضعيف، فيما تحدث آخر عن الإقبال الكبير على النعجة و"الرخلة" كبديل كونها تباع بأسعار أقل.أما عن أسعار الماشية بالتدقيق، فاستلمت "المساء" بيان يثبت أن سعر الخروف البالغ من العمر 6 أشهر يقدر بـ 2 مليون سنتيم، الخروف "العلوش" (ما بين 6 أشهر إلى سنة) ما بين 3 ملايين إلى 4.5 مليون سنتيم، خروف أثني (6 أشهر) ما بين 1 إلى 1.7 مليون سنتيم، خروفة رخلة (6 إلى 18 شهرا) ما بين 2 إلى 3.5 مليون سنتيم، نعجة أكثر من سنتين بين 3 إلى 4 ملايين سنتيم، الكبش ثني من عام إلى عامين بين4.2 إلى 6.3 مليون سنتيم، الكبش الكبير أكثر من عامين فاق 7.5 مليون سنتيم حسب الشكل، الماعز من مليون إلى مليون سنتيم وأكبر كبش 10 ملايين سنتيم.

"السماسرة" يضاعفون الأسعار ببلديات العاصمة

وكانت لـ "المساء" زيارة أخرى لبعض نقاط بيع الماشية بالعاصمة لمقارنة الأسعار بينها و بين السوق الوطني، حيث اكتشفنا أن الأسعار تكاد تتضاعف من مكان إلى آخر، لاسيما في الأسواق الموازية غير المرخصة في غياب الرقابة، حيث لاحظنا في بلدية باش جراح أن سعر "العلوش" يصل إلى 5 ملايين سنتيم مقارنة بالسوق الوطني الذي بيع فيه بمبلغ 3 إلى4 ملايين سنتيم، أما بالطريق السريع بـ"باباعلي" بلدية بئر توتة، ففاق سعر الخروف 6 ملايين سنتيم، وهي الأسعار التي تفاجأ لها المواطن والأغلبية يقفون طويلا ويرجعون إلى بيوتهم بدون أضحية، بينما برر لنا بعض الموالين زيادة الأسعار باحتساب كلفة النقل من الولايات الأخرى وكراء فضاءات العرض، بالإضافة إلى غلاء العلف والتبن والنخالة والشعير.

نقاط البيع العشوائية تضرب بتعليمة الولاية عرض الحائط

من خلال جولتنا بمختلف بلديات العاصمة، تبين لنا أن تعليمة الولاية بتحديد نقاط بيع الماشية والترخيص لها ضرب بها عرض الحائط وتحولت أغلبية الأحياء لفضاءات لعرض الماشية، ما شوه المنظر ببلديات كل باش جراح، بئر توتة، بوروبة والحراش من جهة، وسمح للسماسرة باستغلال غياب الرقابة لعرض سلعهم بأسعار مختلفة وباهضة، علما أن الولاية حددت 119 موقعا لبيع الأضاحي لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. بالمقابل، وعدت مديرية التجارة بوضع إجراءات صارمة لمعاقبة مخالفي القوانين فمتى يكون ذلك؟
أسعار خيالية لشحذ السكاكين والسواطير
تعرض المحلات والأسواق حسبما لاحظناه مختلف المستلزمات التي تحتاجها العائلات لنحر الأضاحي من سكاكين ومشاوي وحتى الفحم، والتي عرفت خلال الفترة الأخيرة رواجا كبيرا وإقبالا منقطع النظير من قبل المواطنين الذين يستعدون لأداء شعيرة عيد الأضحى المبارك. فقد انتشر المختصون في شحذ السكاكين والسواطير والذين يقدمون خدماتهم بأسعار تعتبر مبالغا فيها، حيث أن شحذ سكين وصل إلى 150 دينارا والساطور بـ250 دينارا.