رغم محدودية الجرعات بالعيادات العشر المخصصة للعملية

إقبال كبير على طلب التلقيح ضد كورونا بالعاصمة

إقبال كبير على طلب التلقيح ضد كورونا بالعاصمة
ت: ياسين. أ
  • القراءات: 1862
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

تشهد المؤسسات العمومية للصحة الجوارية بولاية الجزائر، إقبالا متزايدا من قبل المواطنين الراغبين في تلقيح أنفسهم ضد فيروس "كوفيد19"، رغم قلة الجرعات المحددة الموزعة على العيادات العشر المخصصة للتلقيح، حيث لا تكفي حتى لمتطلبات عمال الصحة، في وقت تزداد قائمة المواطنين الراغبين في الاستفادة من اللقاح من يوم إلى آخر؛ ما جعل بعض العيادات تتوقف عن استقبال الطلبات، وتترقب وصول الجرعات الكافية لمواجهة الطلب المتزايد.

أكد الدكتور بوجمعة آيت أوراس، مسؤول الوقاية بمديرية الصحة لولاية الجزائر لـ "المساء"، أنه استعدادا لحملة تلقيح مواطني العاصمة ضد فيروس "كوفيد 19"، تم اتخاذ كل التدابير اللازمة لإنجاح العملية، حيث تم اختيار المؤسسة العمومية للصحة الجوارية سيدي امحمد بوشنافة بحي الينابيع ببلدية بئر مراد رايس، كأول عيادة للانطلاق الرسمي في التلقيح نهاية جانفي المنصرم. كما شُرع منذ الأحد الماضي، في عملية التلقيح بالجرعة الثانية ضد فيروس كورونا بالنسبة للمواطنين الذين تلقوا اللقاح مع الأوائل، بهذه المؤسسة.

وحسب الدكتور آيت أوراس، فإن مديرية الصحة خصصت في البداية، 10 عيادات تتوزع على المقاطعات الإدارية 14 بولاية الجزائر، وهي عيادة ميرة متعددة الخدمات بباب الوادي، وعيادة براقي التي تشمل بلديات دائرتي براقي والحراش، وعيادة شاطوناف ببن عكنون، لتغطية بلديات مقاطعة بوزريعة، وعيادة عين البنيان لتغطية مقاطعة الشراقة، وعيادة بابا احسن لتغطية بلديات مقاطعتي الدرارية وبئر توتة، بالإضافة إلى عيادة العناصر بالقبة، لتغطية مقاطعة حسين داي، وعيادة الرويبة، وعيادة اسطاوالي، لتغطية بلديات مقاطعتي زرالدة وسيدي عبد الله، فضلا عن عيادة سيدي امحمد بوشنافة التي تغطي مقاطعتي سيدي امحمد، وبئر مراد رايس، مضيفا: "فضلا عن هذه العيادات، تتكفل المؤسسات الاستشفائية 25 بالعاصمة أيضا، بتلقيح طواقمها الصحية".

تلقيح 463 عامل من أصل 1700 بعيادة الينابيع

من جهته، كشف رضوان فتاح مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية سيدي امحمد بوشنافة، أن عملية التلقيح بدأت نهاية جانفي الماضي، ومست إلى حد الآن، حسب الجرعات المتوفرة كدفعة أولى، 463 عامل في قطاع الصحة من أصل 1700 عامل موزعين على الوحدات الصحية بالمقاطعتين الإداريتين سيدي امحمد وبئر مراد رايس. كما تم الشروع في تقديم الجرعة الثانية من اللقاح منذ 21 فيفري الجاري.

وتُعد مؤسسة الصحة الجوارية سيدي امحمد بوشنافة، أول وحدة صحية في العاصمة وأكبرها، التي تم اختيارها للشروع في عملية التلقيح ضد "كوفيد 19"، تلتها 9 عيادات بالمقاطعات الإدارية الأخرى، تغطي كل البلديات 57 بولاية الجزائر. وفي هذا السياق، أكد مدير المؤسسة لـ "المساء"، أنه تم تجهيز مكتب خاص بالتلقيح، وقاعة للفحوصات الأولى للأشخاص، وأخرى تحتوي على أسرّة لمراقبة الآثار الجانبية لمدة نصف ساعة بعد عملية التلقيح، مشيرا إلى أنه لم يتم إلى حد الآن، تسجيل أي ملاحظات سلبية حول آثار العملية. وذكر المصدر أن المؤسسة تشهد إقبالا متزايدا من يوم إلى آخر، حيث تم إلى حد الآن تسجيل أزيد من 4 آلاف طلب تلقيح من طرف المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، الذين يحظون بالأولوية، بعد الانتهاء من تلقيح مستخدمي الصحة والأسلاك النظامية.

وأكدت لـ"المساء" الطبيبة مسؤولة العيادة متعددة الخدمات بحي العناصر في بلدية القبة، أن عملية التلقيح بدأت منذ أيام، وتسير بوتيرة عادية، مؤكدة أنه تم في البداية إخضاع عمال الصحة للتلقيح في انتظار المرور إلى الجمهور الواسع، وفق مبدأ الأولوية، مشيرة إلى أن عدد الطلبات يزداد من يوم إلى آخر، حيث بلغ عدد المسجلين بهذه العملية، أكثر من 700 مسجل، تم تقييد أسمائهم وأعمارهم وحالتهم الصحية وأرقام هواتفهم، لاستدعائهم في الوقت المناسب؛ قصد تلقي التلقيح. كما لاحظنا في زيارتنا هذه المؤسسة، أنه تم توفير عدة أسرّة لاستقبال الأشخاص الخاضعين للتلقيح.

تلقيح 130 عامل بمقاطعة الدار البيضاء في انتظار الجرعة الثانية

ومن جهتها، تشهد العيادة متعددة الخدمات بحي الموز ببلدية باب الزوار، إقبالا من قبل المواطنين؛ حيث وجدت "المساء" بعض الذين قصدوا هذا المرفق الصحي لتسجيل أنفسهم في قائمة طالبي التلقيح، لكن أعوان الاستقبال أخبروهم أن الإدارة أمرت بتوقيف عملية التسجيل، معللة ذلك بكون الجرعات الممنوحة للعيادة نفدت، وأنه لن تُستأنف عملية التسجيل إلا عند وصول الدفعة الثانية من اللقاح. وحسب أعوان الاستقبال، فإن المواطنين يأتون يوميا لطلب إجراء التلقيح، ويتم الرد عليهم بالسلب.

ولم تكشف الطبيبة مسؤولة العيادة التي استقبلتنا ولم تعطنا أي معلومات، عن عدد المسجلين والملقحين بهذه العيادة، التي اختارتها مديرية الصحة لولاية الجزائر كي تكون أول مرفق يستقبل المواطنين المعنيين بالتلقيح، لكنها طلبت الترخيص من مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية درقانة - برج الكيفان نور الدين دويفي، التي تضم 13 عيادة متعددة الخدمات، منها 7 عيادات تعمل على مدار الساعة، مثلما أخبرنا بذلك هذا المسؤول، الذي استقدم الدكتور بوكراس الطبيب المختص في الوقاية وعلم الأوبئة، لشرح سيرورة عملية التلقيح، والذي كشف عن تلقيح 130 عامل من أصل 1200 بالمصحات التابعة للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء، التي تضم 7 بلديات إلى حد الآن.

وبرر الدكتور بوكراس توقيف عملية التسجيل بعيادة حي الموز، بكون المواطنين سيشكلون ضغطا كبيرا على المؤسسة الصحية، ولا يتفهمون الظروف. وقال إن تجربته في الإشراف على عملية التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، كشفت أن العديد من المواطنين الذين يتم تسجيلهم وتحديد مواعيد لهم، لا يلتزمون بالمواعيد، ولا يجيبون عند الاتصال بهم هاتفيا. وعندما تفوت مواعيدهم يأتون إلى العيادات ويحتجون على مستخدمي السلك الطبي، إلى درجة أنهم يطلقون العنان لألسنتهم بالشتم والتجريح. ويضيف دويفي أن بإمكان المواطنين من مختلف الأحياء، تسجيل أنفسهم بالعيادات القريبة من مقر سكناهم، مطمئنا بقرب وصول طلبيات الجرعات الكافية من لقاح "كوفيد19"؛ ما سيسمح بتحقيق المطلوب، وتخفيف الضغط، سيما في حال وصول الأنواع الأخرى من اللقاحات، التي لا تتطلب سلسلة تبريد سالبة، منها لقاح "أسترازينيكا" الذي يمكن تخزينه في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 فوق الصفر، ومثله اللقاح الصيني، علما أن ما وفرته الجزائر الآن من لقاح "سبونتيك"، يتطلب تخزينا في درجة حرارة لا تتعدى 20 درجة تحت الصفر، كما أن معظم العيادات لا تتوفر على ثلاجات تضمن ذلك.