الجزائريون يخرجون من نفق كورونا

"ارتياح لقرارات "الفتح" والتحرر من قيود "الوباء

"ارتياح لقرارات "الفتح" والتحرر من قيود "الوباء
  • القراءات: 1435
 أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تخوّف من عواقب التراخي 

رهان على التزام التجار بكل التدابير الوقائية

اتخاذ تدابير الوقاية اللازمة ضرورة

وجدت العائلات في مختلف نواحي الوطن، متنفسا بعد صدور قرارات الفتح والتخفيف التي أقرتها السلطات. واستعادت العديد من المرافق الخدماتية نشاطها على غرار المنتزهات والحدائق والمطاعم، للتحرر من الضغوط العميقة التي عاشتها البلاد بسبب الوباء قرابة سنة كاملة، عرفت فيها تغيرات لم تعهدها أبدا، وها هي العائلات، اليوم، تستعيد نفس الحياة الطبيعية من جديد؛ من خلال الارتماء في أحضان الطبيعة الغنّاء؛ حيث فتحت المنتزهات والحدائق وشواطئ البحر أذرعها للوافدين في كامل مناطق البلاد؛ في إشارة إلى خروج الجزائريين من نفق كورونا المظلم. كما رحّب أصحاب المحلات بالقرار، وعبّروا، بدورهم، عن سعادتهم لاستعادة النشاط والعمل بعد تعطل فرضه الظرف، إلا أن قرار الفتح هذا، كما يؤكد الأخصائيون في الصحة والعارفون بالمصالح التجارية، لا بد أن يكون في ظل احترام التدابير الوقائية للمحافظة على المكتسبات، المتمثلة في "الفتح" الذي انتظره الكل بشغف كبير؛ إذ أكدوا أننا مسؤولون عن الحفاظ على النتائج المحققة بتراجع الوباء، حتى لا تذهب جهود سنة كاملة سدى، مع التنبيه 0إلى أهمية ممارسة الرياضة، والتحرر من إدمان الأنترنت الذي كان وليد المرحلة السابقة.

أحلام محي الدين

 


 

إقبال على الفضاءات الغابية خلال نهاية الأسبوع ... سكان مدينة الورود يتنفسون الصعداء

يعيش سكان مدينة الورود التي طالها الإغلاق الكامل بعد تفشي وباء كورونا، حالة من الارتياح والطمأنينة، بل وحتى السعادة، بعد أن شملتها قرارات التخفيف من تدابير الحجر الصحي، وكان من نتائجها استعادة العديد من المرافق الخدماتية نشاطها المعتاد، بما في ذلك الفضاءات المخصصة للترفيه، مع الالتزام دائما باحترام التدابير الوقائية. "المساء" جست نبض الشارع عن المناطق السياحية التي يقصدها المواطنون.

عند الحديث عن المرافق الترفيهية والسياحية الموجودة في ولاية البليدة، تقف أعالي جبال الشريعة شامخة لتلقي بوزنها على كامل الولاية؛ حيث عرفت هذه المحمية خلال الأشهر الأخيرة التي تزامنت والتراجع المسجل في عدد الحالات، تردد العائلات عليها؛ هروبا من قيود الحجر، للارتماء في أحضان الطبيعة والتخلص من الطاقة السلبية. وعلى حد قول مواطنة من سكان البليدة، فإن أول ما قامت به بعد صدور القرارات، التوجه إلى أعالي جبال الشريعة للتنزه في المحمية وإمضاء أطول وقت فيها، خاصة أنها كانت تعاني من بعض الاضطرابات النفسية التي سببها الخوف من العدوى. وأشارت إلى أنه رغم النقائص المسجلة من حيث الخدمات المقدمة، إلا أن محمية الشريعة تُعد من أكثر الأماكن السياحية التي تقصدها العائلات البليدية للترويح عن النفس".

أما بالنسبة للحدائق العمومية التي أعيد فتحها مؤخرا لاستقبال الوافدين عليها من سكان الأحياء على غرار حديقة "سي يعقوب" وحديقة "بيزو"، فتعرف، هي الأخرى، إقبالا عليها من العائلات التي لا تملك الإمكانيات للتنقل إلى المناطق الجبلية والغابية، على غرار المرجة بأولاد السلامة، وبحيرة الضاية، وكذا أعالي بوعرفة، وأعالي جبال الشريعة. وتعرف غابة "بهلي" التي أخضعتها مديرية البيئة للتهيئة والتابعة لمؤسسة "متيجة نظافة"، إقبالا كبيرا خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ إذ تختار العائلات الجلوس في الفضاء الرحب، بينما يلتحق الأطفال ببعض المرافق المهيأة للعب.

رشيدة بلال


 

الكورنيش تحوَّل إلى قِبلة ... قرار فتح المنتزهات والمقاهي والمطاعم يعيد الفرحة للعائلات العنابية

أثار قرار إعادة فتح المقاهي والمطاعم الموجودة بمدينة عنابة وضواحيها، مؤخرا، ارتياحا وفرحة كبيرة وسط العائلات، التي توافدت بقوة على ساحة "الثورة" (الكور العنابي)، لارتشاف فنجان قهوة عربية، وتناول العصائر الطبيعية بمحل عمي برابح، الذي حظي، هو الآخر، بتوافد غير معهود للمواطنين. كما سُجل اكتظاظ في الشوارع، وطابورات طويلة للعائلات؛ للظفر بمقعد في المقاهي المطلة على البحر.

عبّر العنابيون عن ارتياحهم لإعادة فتح المساحات الشاطئية والمنتزهات وحتى المطاعم العصرية والتقليدية الموجودة وسط المدينة، وكذلك بأعالي مدينة سرايدي وبرحال وعين الباردة، لكسر الرتابة، والتمتع بتناول وجبتي الغداء والعشاء. وحسب بعض العائلات، فإن لمة الأصدقاء والجيران والأحباب قد عادت من جديد بعد قرار إعادة فتح المقاهي والمطاعم والفنادق، التي أُغلقت أغلبها لعدة أشهر. وخلال جولة "المساء" بشوارع بونة لاحظنا توافدا قويا لسيل بشري من كل الولايات، سيما قسنطينة، ووهران، والعاصمة، وسوق أهراس، وباتنة وبجاية، حيث جاء الكل ليحتفل بهذه اللحظات الجميلة مع عائلتهم في المطاعم، التي فرضت احترام كل الإجراءات الوقائية؛ منها تحديد العدد، وفرض الأقنعة الواقية، وتنظيم الطوابير أمام الباب وكذا الطاولات، واحترام التباعد فيما بينهم. والأمر نفسه في المقاهي الشعبية، والمساحات الشاطئية، والمنتزهات السياحية خاصة الموجودة بالقرب من شواطئ المدينة، وحتى المنتزه بأعالي سرايدي، والتي عرفت إقبالا منقطع النظير من طرف العائلات والمتزوجين حديثا، الذين أقبلوا على هذه المساحات للتمتع بزرقة البحر واخضرار الغابات، التي تزينت، هي الأخرى، بمختلف الألوان؛ احتفالا بقرب موسم الربيع.

وتمتد ساعات السهر مع العائلة والأصدقاء إلى منتصف الليل. والأجواء نفسها بالكورنيش العنابي، الذي زُين بالفوانيس والرايات الوطنية؛ حيث ينزل نصف سكان عنابة عند نهاية الأسبوع، للتمتع بالنسمات اللطيفة بعيدا عن ضوضاء المدينة. وفي هذا الشأن، وفرت مديرية السياحة بعنابة، هذه الأيام، خدمات ذات نوعية جيدة لزبائنها وحتى القادمين من المناطق المجاورة بمختلف الفنادق، التي تحضّرت على غير عاداتها لاستقبال ضيوفها، بالإضافة إلى إقدام مصالح بلدية عنابة، على تنظيف الحدائق المجاورة للشواطئ وتهيئتها، حيث يتم في كل عطلة أو نهاية الأسبوع، استقبال تلاميذ المدارس الذين يقطنون في مناطق الظل، للتعرف على المقومات الطبيعية والشواطئ التي تتوفر عليها عنابة. مطاعم الشواء الموجودة بمنطقتي برحال زعيم والباردة، عرفت، هي الأخرى، توافدا كبيرا من عشاق لحم الخروف الجبلي والتمتع بالشواء على الفحم، الذي يليه إبريق الشاي المعبّق بالنعناع. وكل هذه اللوحات الجمالية نقلتها العائلات العنابية، التي وجدت أن المنتزهات السياحية وكذلك الشواطئ والمطاعم والمقاهي، هي بمثابة مساحات جميلة للخروج من المنازل وقضاء وقت جميل رفقة الأهل، ناهيك عن تسلق جبال سرايدي لجمع بعض الفواكه الموسمية.

سميرة عوام

 


 

أفواج العائلات تؤمّ فضاءات الاسترخاء ... العاصمة تبتهج

استقبلت العاصمة على غرار ولايات الوطن، قرار فتح الحدائق والمنتزهات والمطاعم بفرحة عارمة، وهو الموعد الذي انتظره الكل بشوق كبير بعد سنة ثقيلة، ألقت بظلالها على النفوس والأجساد، فأرهقتها نفسيا وعضويا بعد صراع مع الوباء، الذي لايزال الاحتراز منه ضرورة.

وخلق قرار الفتح فرحة، ترجمتها الأفواج الكبيرة للعائلات، التي اختارت قضاء عطلة نهاية الأسبوع في المنتزهات والحدائق وحتى شواطئ البحر، مثلما هي الحال مع منتزه الصابلات، الذي يشهد إقبالا كثيفا من العائلات التي تقصده فور افتتاح أبوابه، لتبقى فيه إلى غاية ساعات متأخرة من اليوم، تقارب وقت الحجر الصحي ليلا. ويشد انتباه زائر المكان امتلاء موقف السيارات بالمركبات. كما وجد الصغار ضالتهم في اللعب، سيما بعد تعزز المنتزه بألعاب مختلفة، مع الاستمتاع باللعب بالكرة، والركض في المساحات الكبيرة، في الوقت الذي وجد عشاق الرياضة في الفضاء المفتوح ملاذهم، خاصة أن المنتزه كان لسنوات طوال، صديق الرياضيين ومستقبلهم في كامل أيام الأسبوع؛ إذ أشار مواطنون في تصريح لـ "المساء"، إلى أن هذا الفضاء يؤمّن الراحة والسكينة لرواده في الليل أو النهار. كما اختارت عائلات أخرى الاستمتاع بزرقة البحر؛ من خلال قصدها العديد من الشواطئ الممتدة على غرار شاطئ "لابيروز" المحاذي لقلعة تامنفوست الشامخة ومينائه الصغير المميز، الذي استقبل عشاق البحر والزرقة؛ حيث وجد محبو الأسماك ضالتهم في المطاعم، التي فتحت أبوابها لاستقبالهم.

والأمر نفسه مع عشاق القهوة والشاي والمثلجات، الذين اختاروا الاستمتاع بالزرقة والهدوء من شرفات المحلات المطلة على البحر. وعرف شاطئ سيدي فرج، هو الآخر، إقبالا واسعا من العائلات والشباب، الذين اختاروا الجلوس أمام البحر لساعات طوال، مفترشين رماله؛ بحثا عن الراحة والهدوء. واختارت الكثير من العائلات تناول الغداء هناك، سيما أن الأجواء كانت مشمسة وجميلة.

أحلام. م


 

بعد إقرار الحكومة السماح بوضع الكراسي وعودة النشاط ... ارتياح وسط مسيّري المطاعم والمقاهي بوهران

عادت الحياة خلال الأسبوع الجاري للمطاعم والمقاهي والفضاءات الخضراء ومساحات اللعب بولاية وهران، بعد أشهر من الإغلاق، بسبب الإجراءات الوقائية لمحاربة انتشار وباء كورونا. وقد استبشر مسيّرو المحلات والمقاهي وأصحاب محلات لعب الأطفال، بالقرار الذي فتح المجال مجددا للنشاط.

عبّر العديد من التجار من مسيّري المطاعم والمقاهي بولاية هران لـ "المساء"، عن ارتياحهم لقرارات الحكومة الأخيرة، التي تم بموجبها إعادة فتح وتفعيل نشاطاتهم التي كانت مقتصرة على البيع المحمول بدون وضع الطاولات؛ إذ كشف مسيّر مطعم بشارع "محمد خميستي"، أن إعادة النشاط للمطاعم والسماح بوضع الطاولات، أعاد الحياة للنشاط الذي تأثر كثيرا وتراجع بنسبة تجاوزت 60 في المائة بفعل الجائحة. ومن جانبه، أكد مسيّر مطعم بحي "العقيد لطفي" تحوّل، خلال السنوات الأخيرة، إلى أهم موقع لمحلات الأكل السريع والمطاعم، أكد أن القرار جاء في وقته، أمام توجه معظم التجار للإفلاس بسبب غلاء الإيجار وانعدام المداخيل، مضيفا أن الحكومة من خلال القرارات الأخيرة، ستسمح بانتعاش النشاط، وعودة العمال إلى مناصبهم، خاصة أن كل محل يشغّل ما بين شخصين إلى 5 أشخاص. وجالت "المساء"، ليلة الجمعة، ببعض المحلات التي كانت ممتلئة عن آخرها بالمواطنين، وخاصة العائلات بالتزامن وارتفاع درجات الحرارة. وعبّر بعضهم عن السعادة بالقرار الذي ساهم في كسر الروتين والحجر المنزلي.

كما شهدت المقاهي، هي الأخرى، عودة وضع الطاولات، ورجوع مرتاديها للجلوس وقضاء الوقت في ارتشاف القهوة والشاي، مع التزام عدد من المقاهي التي زارتها "المساء" بالإجراءات الخاصة بتقديم القهوة والشاي في كؤوس ذات الاستعمال الواحد، واستخدام ملاعق بلاستيكية؛ إذ أوضح مسيّر مقهى أن القرار سيساهم في استرجاع المقاهي دورها ونشاطها المعهود بمدينة وهران، أمام الطلب والإقبال الكبير الزبائن. وكشف معاذ عابد رئيس المكتب الولائي للاتحاد العام التجار والحرفيين بوهران، لـ المساء، أن القرار هام، وكان من بين أهم مطالب الاتحاد خلال الأسابيع الماضية، أمام تضرر أصحاب محلات المقاهي والمطاعم، وتأخر صب المساعدات المالية لصالحهم، خاصة بولاية وهران. ونوّه المتحدث بإجراءات الحكومة التي جاءت بالتدرج لتعيد الحياة لكامل النشاطات التجارية التي رفعت عنها قرارات الإغلاق بالتوقيت والرفع من توقيت السماح بفتح المحلات. وعن إغلاق بعض المسيرين محلاتهم نهائيا وتغيير النشاط، كشف المتحدث عن أن عددهم محدود، وجلّهم انتهت فترة تأجيرهم المحلات خلال أزمة كورونا؛ لذلك لم يجدّدوا الكراء بسبب مخاوفهم من استمرار إغلاق النشاطات، داعيا إلى تسريع عملية المساعدات المقدمة لصالح التجار.

رضوان .ق