عبد الكريم بركي، مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف بتيزي وزو لـ«المساء":

برنامج التكوين أعطى الحرفيين أفكارا إبداعية جديدة

برنامج التكوين أعطى الحرفيين أفكارا إبداعية جديدة
  • 14115

 أكد مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية تيزي وزو، السيد عبد الكريم بركي، لـ«المساء"، أن الحلي التقليدية تعد الحرفة الأكثر إقبالا ونشاطا بالولاية، حيث تسجل الغرفة توافد عدد كبير من الشباب للتسجيل بها، بغية الحصول على بطاقة حرفي تمكنه من مزاولة حرفته بطرق قانونية، مؤكدا على أنه لا يمر شهر إلا ويتم تسجيل حرفيين جدد.

وبلغة الأرقام، قال المتحدث بأن الغرفة أحصت ومنذ افتتاحها لأبوابها سنة 1998 إلى غاية اليوم 589 حرفيا يمارسون صناعة الحلي الفضية، مؤكدا أن العدد تزايد بشكل ملفت للانتباه خلال السنوات الأخيرة، فبعدما كان عددهم سنة 1998 يقدر بـ5 حرفيين، أخذ النشاط يستقطب الشباب بقوة، بدءا من عام 2005، حيث كانت الغرفة تستقبل منهم أعدادا شهريا، أبدوا رغبتهم في ممارسة هذا النشاط وتطويره.

وقد ارتفعت الأرقام بشكل ملفت، بداية من 2010، لاسيما بعد دعم الدولة الحرف التقليدية بغية تطويرها ومساهمتها في تطوير الاقتصاد، حيث حظي العديد من الحرفيين بدعم مالي تحصلوا عليه على شكل عتاد ومختلف الأجهزة والآلات التي يعتمدون عليها في صناعة الحرف التقليدية.

كما تشير الأرقام إلى أنه من مجموع 1200 حرفي في صناعة الحلي الفضية على المستوى الوطني، 50 بالمائة منهم يمثلون حرفي ولاية تيزي وزو، حيث تحتل الولاية الصدارة من حيث تعداد الحرفيين من ممارسي صناعة الحلي الفضية، تليها ولاية باتنة، ثم الطوارق من ولايات الجنوب.

وأضاف المتحدث في سياق متصل، أن النصوص التشريعية التي تأطر نشاط الحرفيين فيما يخص الضرائب حفزهم كثيرا، إضافة إلى تنظيم عدة نشاطات وتظاهرات ساهمت في إبراز إبداعاتهم من أجل ترقية وتطوير النشاط من جهة، وكذا تسويق منتجاتهم، غير أن الشيء الأكثر أهمية والذي شجع الشباب، هو وضع غرفة الصناعات التقليدية والحرف برنامجا تكوينيا لفائدة الحرفيين، مؤكدا على أن الصناعة التقليدية عمود ووديعة لتطوير الاقتصاد، غير أن ذلك يتطلب إدخال تقنيات جديدة في الصناعة، خاصة التصميم الذي أصبح أساسيا وضروريا لتطوير هذه الحرفة، حتى تتمكن من منافسة المجوهرات المنتجة في بلدان أخرى وتحقيق الإقبال والطلب.

نوه المتحدث إلى أن نشاط صناعة الحلي الفضية يعرف انتشارا في مناطق أخرى بعدما كان يقتصر على منطقة آث يني، إذ أظهر فيه الحرفيون والحرفيات قدراتهم على الإبداع في الأشكال الجديدة والجميلة، مثل ما هو الحال على مستوى منطقة فريحة، حيث عمد حرفي إلى إنشاء مدرسة خاصة لتكوين الحرفيات في صناعة الحلي الفضية، كذلك على مستوى منطقة بوغني، حيث بدأ بعض الحرفيين في الاهتمام بهذه الحرفة وتجلى ذلك في فتح محلات وورشات لصناعة الحلي الفضية بالمنطقة.

أكد المتحدث أن تسجيل إنتاج جيد بمناطق مختلفة من شأنه خلق التنافس الإيجابي الذي يعود بالفائدة على الحرفة، حيث سيحرص كل حرفي على الإبداع أكثر من غيره، مما يسمح بتطور الحلي لتصل إلى الدرجة التي تجعلها مطلوبة ليس فقط في السوق المحلية والوطنية، وإنما أيضا في السوق الأجنبية، حيث تشير الأرقام إلى إحصاء 111 حرفيا صانعا للحلي الفضية بآث يني، مقابل 98 حرفيا ببلدية تيزي وزو و35 حرفيا ينشطون على مستوى بلدية بوغني، في حين أن منطقة فريحة أحصت 56 حرفيا يساهمون في تلبية الطلب على الحلي الفضية بفضل إنتاج نساء المدرسة التكوينية من جهة،  وبعض الحرفيين الذين اختاروا هذه الصنعة بعد أن نالت إعجابهم.

 منهم دفعة أشرف عليها مكونون من البرازيل

نحو 40 بالمائة من الحرفيين استفادوا من برامج التكوين

 سمح برنامج التكوين المسطر من طرف غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية تيزي وزو، لنحو 40 بالمائة من الحرفيين من ممارسي مختلف الحرف التقليدية، بالاستفادة من التكوينات المختلفة التي تم تنظيمها مؤخرا، حسبما أكده مدير غرفة الصناعات التقليدية لتيزي وزو، السيد عبد الكريم بركي، حيث كانت البداية مع التكوين حول كيفية تسيير المؤسسة عامة، والذي مس كل الحرف، ثم التكوين الخاص بكل حرفة.

وقال السيد بركي بأن 20 حرفيا من ممارسي صناعة الحلي الفضية استفادوا من التكوين في التصميم (ديزاين)، الذي أصبح هاما وضروريا لتطوير وترقية هذه الحرفة بغية إخراجها والمشاركة بها في تظاهرات خارج الوطن، مؤكدا أنه يمكن استغلالها لتطوير الاقتصاد، في حال تمكن الحرفيون من الجمع بين الأصالة والمعاصرة في المنتوج حتى تجد مكانتها التي تؤهلها لدخول الأسواق الخارجية كي تحظى بإعجاب الزبائن.

كما استفاد الحرفيون من تكوين على مستوى ولاية تمنراست، حيث أن العملية الأولى من نوعها على المستوى الوطني انطلقت في عام 2013 تحت إشراف طاقم من البرازيل، حسبما أوضحه السيد بركي، مضيفا أن التكوين يمتد بين 40 يوما إلى غاية 3 أشهر، مما سمح بتكوين مجموعة من الحرفيين على شكل دفعات، حيث كانت الدفعة الأخيرة المستفيدة قد أنهت تكوينها قبل شهر رمضان، موضحا بلغة الأرقام أنه من مجموع المشاركين من عدة ولايات الوطن، هناك 8 حرفيين صانعي الحلي الفضية من ولاية تيزي وزو، منهم 3 حرفيات.

أشار المتحدث إلى أن برنامج التكوين نال إعجاب الحرفيين، حيث مكنتهم مختلف التكوينات، خاصة في مجال التصميم، من تشكيل أفكار جديدة حول كيفية تصميم أشكال جديدة مختلفة جميلة تحافظ على نمطها التقليدي الأصيل الذي يعتبر أساسيا في الحلي التقليدية التي تعرف بها منطقة القبائل.

 «أجينور" توكل غرفة الصناعات التقليدية توزيع المرجان

كشف السيد بركي عن أنه ونظرا لجملة المشاكل التي يواجهها الحرفيون للتزود بمادة المرجان، وسعيا إلى تطوير هذه الحرفة، قامت غرفة الصناعات التقليدية والحرف بتقديم اقتراح لـ«أجينور"، والمتمثل في منح الغرفة حصة الولاية من المرجان ليتكفل مسؤولوها بتوزيعها على الحرفيين، حيث أبدت "أجينور" موافقتها على الاقتراح.

وقال السيد بركي في سياق متصل، بأن هذا الاقتراح يضمن توزيع المرجان بحصص تلبي حاجيات الحرفي، حسبما ينتجه، مؤكدا على أن الغرفة تضم معلومات حول الكمية التي ينتجها كل حرفي والكمية التي يحتاجها من الفضة والمرجان، مشيرا إلى أن منحها "أجينور" الصلاحية في توزيع المرجان سيحل مشكلة النقص الذي يشتكي منه الحرفيون، والذي غالبا ما تتحكم فيها المضاربة بسبب تنقلها من يد ليد حتى تصل الحرفي الذي يقتنيها بثمن غال، حيث أنه بدأ من شهر أكتوبر المقبل الذي يكون الشهر الذي يتم فيه صيد المرجان، سيتم عند تقديم حصة تيزي وزو للغرفة، توزيعها على الحرفيين بشكل يحصل فيه كل صانع الحلي على الحصة التي يحتاجها، وفقا للمنتوج الذي يقدمه.

ونوه السيد بركي بأن هذا الإجراء الجديد الذي ستعمل به الغرفة لأول مرة، سيساهم في تخفيض أسعار الحلي، على اعتبار أن الحلي الذي تحويه مختلف المجوهرات هو السبب الأول وراء غلائها، نتيجة قلته.

 توزيع عتاد بقيمة 780 مليون سنتيم على 92 حرفيا

تم توزيع عتاد بقيمة 780 مليون سنتيم على 92 حرفيا، سجلت منهم 60 حرفية بغرفة الصناعات التقليدية للولاية، يمارسون نشاطات تقليدية مختلفة، حيث مست عملية الدعم ممارسي الصناعات التقليدية دون قطاع الخدمات وغيرها، وترمي إلى تطوير وترقية نشاطات الصناعات التقليدية لفتح مجال خلق مناصب شغل وتطوير الاقتصاد، حسبما أكده السيد بركي عبد الكريم.

أوضح المتحدث أنه تم عقب إعادة فتح الصندوق الوطني لترقية نشاطات الصناعة التقليدية، توجيه نداء للحرفيين بالولاية بغية إعلامهم بالدعم الذي قدمه هذا الصندوق لمساعدة الحرفين على تطوير وترقية نشاطهم الحرفي، إذ أنه تم عقد عدة لقاءات لتوضيح مختلف الإجراءات ومحتوى الملف الذي يجب إيداعه للحصول على هذا الدعم.

وأضاف المتحدث أن الصندوق منح عتادا بمبلغ مالي قدره 60 مليون سنتيم لكل حرفي، حيث استفاد من بين 92 حرفيا مستهم عملية الدعم، 13 حرفيا من صانعي الحلي الفضية، وتسهر غرفة الصناعات التقليدية والحرف للولاية على متابعة عملية حصول الحرفيين على الدعم المالي على شكل عتاد لاستغلاله في ممارسة النشاطات.

ذكر المتحدث أن الوزارة الوصية حريصة على دعم الحرفيين من ممارسي الصناعات التقليدية بغية ترقية نشاطاتهم وخلق يد عاملة، مشيرا إلى أن القطاع سجل بفضل نشاط الحرفيين المقدر عددهم حاليا بأزيد من 10 آلاف حرفي مسجل بغرفة الصناعات التقليدية والحرف، تمكنوا بفضل مختلف الورشات التي فتحوها لممارسة حرفهم التقليدية من خلق أزيد من 17 ألف منصب شغل إلى حد الآن في مختلف نشاطات الصناعات التقليدية.