❊ استحداث 7200 منصب شغل جديد

تتواصل في ولاية بومرداس، عملية تسليم رخص الاستغلال الاستثنائية لمستثمرين، حيث بلغ عددها إلى غاية 15 مارس الجاري، 72 رخصة، سمحت باستحداث أزيد من 7 آلاف منصب شغل. كما تغيرت المعادلة اليوم، بعد أن كان المستثمر في وقت سابق، يتنقل بين المصالح الإدارية في سبيل حصوله على الوثائق، لتصبح المصالح المختصة تنتقل بنفسها إلى مصنعه، في خطوة تحمل وراءها رسائل تشجيعية وتحفيزية.

مكنت الزيارات التي قادت السلطات الولائية لبومرداس، مؤخرا، إلى عدة مصانع ووحدات إنتاجية، بغية تسليم رخص استغلال استثنائية لأصحابها المستثمرين، بكل من بلديات حمادي، خميس الخشنة، أولاد هداج، بودواو وقورصو، من كسر الجليد ما بين الإدارة والمتعامل الاقتصادي، وإرساء الثقة المفقودة بينهما منذ زمن، بسبب البيروقراطية.

قرار أعاد الثقة للمستثمرين

تحدثت "المساء" في هذا الصدد، إلى بعض المستثمرين، إثر حصولهم على رخص استغلال استثنائية، قال بعضهم إنهم ينتظرونها منذ 4 سنوات، وهو نفس حال صاحب وحدة صناعة مواد التنظيف التابعة للشركة ذات الشخص الوحيد، وذات المسؤولية المحدودة المسماة "بولي ستار"، الكائنة بمنطقة أولاد إبراهيم في بلدية حمادي، حيث أكد لنا فور تسلمه رخصة الاستغلال الاستثنائية من قبل الوالي يحي يحياتن، أنها بمثابة دفع جديد لاستثماره، وقال: "صراحة، لم أكن أتوقع حصولي على هذه الرخصة، وأن ينتقل الوالي شخصيا لتسليمي إياها... أنا أنتظر ذلك منذ 2015، تاريخ إيداعي الملف، حتى فقدت الأمل..."، ويضيف: "هذه الرخصة ستمنح لنا فرصة توسيع نشاطنا واستحداث قرابة 30 منصب شغل إضافي، وتسمح بعقد اتفاقيات مع دول أجنبية، قصد تصدير منتجنا، على غرار فرنسا وإسبانيا"، يقول المستثمر، مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية لمصنعه تصل حاليا إلى 500 طن من مواد التنظيف سنويا، كما أكد أنها ستصبح بفضل الحصول على رخصة الاستغلال الاستثنائية في حدود 500 طن في الشهر.

من جهته، أوضح صاحب وحدة صناعة الأثاث "بي.في.سي"، للشركة ذات المسؤولية المحدودة المسماة "أوتاي ألجيري بيفيسي"، بنفس البلدية، أن الحصول على الرخصة الاستثنائية تمنح مرونة أكثر في مجال الاستثمار، وتشجع البحث على أسواق خارجية، حيث قال صاحب المصنع، عقب حصوله على الرخصة المسلمة له من قبل الوالي، أنه بقي في انتظار الفرج ـ حسب تعبيره- منذ 4 سنوات كاملة، لم يتمكن خلالها من تشغيل العدد المحدد في الملف المودع لدى الإدارة، وهو 174 شخص، من بينهم 55 أجنبيا من الصين، قائلا: "بحصولنا على الرخصة، نتوقع بلوغ هذا العدد من العمال وأكثر، حيث سنتمكن من توسيع مصنعنا، كما نتطلع لتصدير منتجنا نحو دول الشرق الأوسط، لاسيما مصر ولبنان"، يضيف محدثنا.

مبادرة تفتح الشهية للتصدير..

كما اعتبر صاحب وحدة إنتاج المنتجات الموجهة للصناعات الغذائية، التابعة للشركة ذات المسؤولية المحدود، المسماة "أورا بروت"، أن الحصول على رخصة الاستغلال الاستثنائية بعد 3 سنوات من الانتظار، "يفتح الشهية نحو تصدير منتوجاتنا نحو إفريقيا عبر بوابة موريتانيا" -يقول محدثنا- إثر حصوله على الرخصة التي ينتظرها منذ 2019، قائلا إنه سيتمكن من توسيع نشاطه الاستثماري، الذي سيمكن من استحداث مزيد من مناصب الشغل، تصل إلى 150 منصب إضافي، بعدما كان في حدود 87 منصبا فقط، مبديا استحسانه للقفزة النوعية التي حققتها الإدارة، بفضل توجيهات رئيس الجمهورية بخصوص ملف الاستثمار، وهو نفس ما ذهب إليه صاحب وحدة صناعة أدوات صحية بمنطقة الخدمات في بلدية خميس الخشنة، فور استلامه رخصة بناء لإنجاز توسعة لمشروعه بالقطعتي 12 و13، لفائدة الشركة ذات المسؤولية المحدودة المسماة "ألياج روبينتري"، حيث قال؛ إن التوسعة ستسمح له باستحداث 570 منصب شغل إضافي، بعيدا عن 70 منصبا حاليا، كما عبر عن امتنانه الكبير للسلطات الولائية التي اهتمت بمنحه رخصة البناء التي ينتظرها منذ 3 سنوات، قائلا بأن هذا المسعى أمر مشجع وسيسمح له بالتكفير جديا في التصدير للدول الإفريقية من البوابة الموريتانية، خاصة مالي والنيجر وكذا موريتانيا وتونس.

...توسيع آفاق الاستثمار

ببلدية أولاد هداج، سلم الوالي يحياتن لصاحب وحدة صناعة العقاقير والخردوات، التابعة للشركة ذات المسؤولية المحدودة "صارل أندوستري حسين وأولاده"، رخصة استغلال استثنائية، مما سيسمح بتوفير مناصب شغل إضافية، تصل إجمالا لحوالي 455 منصب، في الوقت الذي لا تتعدى حاليا 12 منصبا فقط، حسب ما أكده لنا المستثمر، مؤكدا في المقابل، أن الحصول على الرخصة، سيمكن أيضا من توسيع آفاق الاستثمار، من خلال التوجه نحو صنع منتوجات أخرى جديدة.. كذلك اعتبر صاحب مصنع لإنتاج الحليب ومشتقاته "كوبرولي"، الكائن ببلدية بودواو، أن تنقل السلطات الولائية إلى مصنعه وتسليمه رخصة استغلال استثنائية، يعد تشجيعا معنويا كبيرا، يعطينا دفعا من أجل الشروع قريبا في الإنتاج"، يعقب المستثمر فور تسلمه الرخصة، موضحا أن الإرادة هي الدافع الحقيقي وراء كل استثمار.. وكل نجاح.

كانت آخر محطة في زيارة الوفد الرسمي؛ بلدية قورصو، حيث تم تسليم رخصة استغلال استثنائية لكل من وحدة صناعة المواد الحمراء "قورصو سيرام"، وكذا مطحنة الحبوب التابعة للشركة ذات الأسهم المسماة "أغروديف"، التي تنتج حاليا 2000 قنطار من دقيق "الفرينة" يوميا، وخلف الحصول على الرخصة ارتياحا كبيرا، تحسبا لتطوير برنامج هذا المجمع، ومنه إنتاج مختلف العجائن مستقبلا، إضافة إلى إنتاج دقيق "السميد"، مع العمل على فتح نقطة بيع لمختلف المنتوجات التابعة لـ"أغروديف"، المعروفة بجودتها العالية.

ربط 23 مستثمرة فلاحية بالكهرباء... دفع آخر

هذه عموما، الانطباعات التي خلفتها عملية منح رخص الاستغلال الاستثنائية لمستثمرين في مختلف الصناعات عبر ولاية بومرداس، وهي عملية متواصلة، حيث بلغت 72 رخصة ممنوحة، مكنت من استحداث 7200 منصب شغل، حسب تصريح الوالي يحي يحياتن، خلال إشرافه على عملية التوزيع بمقر الوحدات الصناعية والإنتاجية، متحدثا في المقابل، عن عملية ربط 23 مستثمرة فلاحية بالطاقة الكهربائية، مما سيعطي دفعا آخر للاستثمار الفلاحي والاستثمار بشكل عام، ضمن تعليمات وتوجيهات رئيس الجمهورية، قائلا بأن "هذه الخطوة عبارة عن سلوك يراد ترسيخه في الممارسة الإدارية، المطلوب منها لعب دورها المنوط في التنمية، عملا على جعل 2022 سنة الاقتصاد بامتياز". كما تحدث في المقابل، عن بعض الوحدات الصناعية التي توجد في مناطق نشاطات تلقائية ببعض البلديات، وقال إنه لابد أولا من أن تخضع للتسوية، على غرار الأحياء التلقائية، تحسبا لإطلاق عملية تهيئة تلك المناطق، خاصة ما تعلق بتهيئة الطرقات والربط بمختلف الشبكات الضرورية..