”المساء” تزور المقاطعة وتقف على مناطق الظل

سكان الشراقة يطالبون بنصيبهم من التنمية

سكان الشراقة يطالبون بنصيبهم من التنمية
  • القراءات: 1757
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تُعد بلدية الشراقة من أغنى البلديات بولاية الجزائر العاصمة؛ نظرا لما تحتويه من مصانع تحويل، ومراكز تجارية وفنادق ضخمة، لكن رغم التطور العمراني الكبير الذي عرفته في السنوات الأخيرة، إلا أن ثروتها لم تمكنها من حل جميع المشاكل والنقائص المطروحة؛ إذ يطالب السكان بالتفاتة من المسؤولين للنظر إلى العديد من الانشغالات التي ظلت تؤرقهم وتنغّص عيشتهم.

خلال زيارة "المساء" البلدية، تمكنا من الحديث مع بعض كبارها وسكانها الأصليين، الذين تحدثوا عن المشاكل والنقائص التي يعانون منها، والتي لازالت مطروحة بحدة رغم الوعود التي يقطعها عليهم ممثلو وأعضاء المجالس المحلية المنتخبة في كل مرة، والتي لم تر النور، حسبهم.

مركز بريد حي الزواوي لا يكفي

تحدّث سكان حي الزواوي إلـى "المساء"، عن وجود مركز بريد وحيد بهذه المنطقة، مشتكين من تدني الخدمات به؛ إذ بات لا يلبي حاجياتهم نظرا للفوضى العارمة التي تميز جميع أكشاك البريد، وسط طوابير لا متناهية من المواطنين.

ويبحث المشتكون عن حل لانشغالاتهم بسبب سوء الخدمات المقدمة، متحملين عبء الكثير من الجهد والوقت. كما تحدّث أصحاب البطاقة الذهبية عن استيائهم من تعطل الموزع الآلي في كل مرة؛ ما يحرمهم من سحب رواتبهم بأريحية، متكبدين عناء انتظار، لساعات طويلة، طابور لا ينتهي.

الملاعب الجوارية مطلب مهمٌّ

تحدّث بعض الشباب عن غياب الملاعب الجوارية؛ إذ يطالب سكان حي "عمارة" مصالح البلدية، بإنجاز ملعب جواري، يكون متنفسا للعديد من الشباب والمتمدرسين خلال فترات راحتهم وعطلهم.

وأكد المتحدثون في هذا الصدد، أن حيهم يفتقر للنقاط الشبابية والرياضية، التي بالإمكان أن تكون مقصدا للسكان في أوقات فراغهم، كاشفين أنهم طالبوا مرارا، بإنجاز ملعب جواري معشوشب لإجراء مباريات أسبوعية تعوّدوا على لعبها بإحدى المساحات الترابية بحيهم، داعين إلى إعادة تهيئتها، وتحويلها إلى ملعب تتوفر فيه شروط ممارسة الرياضة. وعبّر العديد من الشباب عن تذمرهم من النقص الكبير المسجل على مستوى المنطقة، سيما أنهم لا يجدون أماكن يتوجهون إليها للترفيه، مطالبين بتوفير مرافق ترفيهية وثقافية لشباب الأحياء، والتي تبقى المتنفـس الوحيد لهم.

الأسواق التجارية مشكلٌ قائمٌ

من جهة أخرى، يؤكد سكان المنطقة أن انعدام الأسواق التجارية والمرافق الرياضية الجوارية والترفيهية... أضحى مشكلا، وانشغالا مطروحا، وقائما في حد ذاته، مطالبين السلطات الولائية بإنجاز هذه المرافق على مستوى بلديتهم في القريب العاجل.

وأضاف البعض أن بلديتهم من أغنى البلديات بولاية الجزائر، خاصة أنه يتواجد على مستواها مصانع تحويـل ومراكز تجارية وفنادق ضخمة، إلا أن ثروتها الجبائية لم تمكنها من حل جميع المشاكل التي يتخبط فيها المواطنون. كما أوضح السكان أنهم يعانون من غياب تام للأسواق التجارية التي وعدتهم البلدية بإنجازها منذ وقــت طويل؛ إذ يضطرون للتنقل إلى البلديات المجاورة للتبضع واقتناء مختلف المستلزمات اليومية الخاصة بهم، لا سيما أنهم في كل مرة، يتساءلون عن مصير المشاريع التنموية التي وعدتهم بها البلدية، والتي بقيت ـ حسبهم ـ مجرد حبر على ورق لا أكثر ولا أقل. وأضافوا أنهم يقتنون في العديد من المناسبات، حاجياتهم مـــن الأسواق الفوضوية رغم ما يترتب عن ذلك من أخطار على صحتهم؛ لشرائهم مواد استهلاكية معرضة لأشعة الشمس أو منتهية الصلاحية.

سكان الأحواش يطالبون بتسوية العقود

يأخذ مشكل عدم تسوية ملفات وعقود أراضي الأحواش التي مازالت تنتشر بالبلدية، حصة الأسد من مشاكل المنطقة، حيث تم إحصاء حوالي 25 حوشا يعود للحقبة الاستعمارية، لا يملك قاطنوها أي وثيقة رسمية أو سند، يسمح لهم بالبناء الذاتي، أو إدخال ترميمات على الجدران البالية والأسقف المتصدعة، لمساكن يقطنونها منذ أكثر من 50 سنة، على غرار حي بوشاوي والقرية الفلاحية.

ويجدد السكان مطالبهم الملحّة بتسوية وضعيتهم القانونية، وضرورة الإسراع في التسوية النهائية لهذه الأحواش، التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم؛ بسبب اهتراء جدرانها، التي أصبحت في حاجة ماسة إلى الترميم والصيانة.

الاختناق المروري يؤرق السكان

أول ما يلفت نظر زائر بلدية الشراقة، الازدحام المروري الخانق الذي تشهده المنطقة، والذي يُعد من أبرز المشاكل التي تؤرق المواطن؛ حيث تشهد الطرق الرئيسة للبلدية اكتظاظا، خاصة في أوقات الذروة الصباحية والمسائية، ناهيك عن الركن العشوائي للسيارات، وتُعد كلها من الأسباب الرئيسة لهذا الاختناق المروري، الذي أصبح هاجسا يوميا؛ إذ أكد بعض المواطنين أنهم يقضون ساعات طويلة في الطريق لقطع مسافة قصيرة.

مقاطعة الشراقة تستفيد من عدة مشاريع

وتواصل المقاطعة الإدارية للشراقة، حسبما أكد مصدر من البلدية، عمليات التكفل بمناطق الظل. وتدخل هذه الاستراتيجية في إطار تحسين الحياة المعيشية للمواطن. وتهدف إلى استحداث وإنشاء البنى التحتية لوضع توازن بمختلف المناطق العمرانية بإقليم المقاطعة.

وشهدت سنة 2020 حلقة متميزة من حلقات المسار التنموي بالمقاطعة الإدارية الشراقة، حسب مصدرنا لنشاط المقاطعة خلال السداسي الأول من سنة 2020. واستفادت المقاطعة الإدارية للشراقة من 54 مشروعا، مقسمة إلى 18 عملية تنموية لتهيئة وتزفيت الطرقات والأرصفة، و21 مشروعا لإنجاز شبكات الإنارة العمومية، و4 مشاريع لإنجاز شبكات التطهير، ومشروعين لإنجاز شبكات المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى 9 مشاريع لإنجاز شبكات الغاز. وشُرع في تجسيد جميع هذه المشاريع التي تعرف وتيرة إنجاز متقدمة جدا، وهي مقسمة على قطاع التهيئة وتزفيت الطرقات والأرصفة، بتسجيل 18 مشروعا مقسمة على بلدية الحمّامات بـ 3 مشاريع، وتتمثل في مشروع تهيئة الأرصفة بحي "بوكيكاز" بنسبة أشغال تقدر بـ 80 بالمائة، ومشروع تزفيت الطريق بحي "تماراس" بنسبة أشغال وصلت إلى 40 بالمائة، ناهيك عن مشروع لتهيئة وتزفيت طريق حي العربي بن مهيدي، الذي بلغت نسبة أشغاله 60 بالمائة.

إنجازات كبيرة بالمقاطعة

استفادت بلدية أولاد فايت، بدورها، من 4 مشاريع متمثلة في تهيئة طريق شرايطية - سويدانية الذي وصلت نسبة أشغاله إلى 90 ٪، ومشروع تهيئة الطريق حي جاعوتي الذي تقدر نسبة أشغاله بـ 5 ٪، وتهيئة طريق حي طريق الدويرة، نسبة تقدم أشغاله وصلت إلى 70 ٪، ومشروع تهيئة وتزفيت الطرقات والأرصفة في إطار "شطر ثان من العملية".

أما بلدية عين البنيان، فسجلت 10 مشاريع تنموية، هي مشروع تهيئة الطريق بحوش حاميو بنسبة تقدم الأشغال وصلت إلى حدود 70٪، وتهيئة طريق بحوش قاسمي بنسبة أشغال قدرت بـ 70 ٪، بالإضافة إلى مشروع تهيئة طريق بحوش الجيران 2 بنسبة تقدم للأشغال قاربت 30 ٪، مع تهيئة طريق حوش روندو بنسبة تقدم للأشغال بلغت 30 ٪، ومشروع تهيئة الطريق بحوش توري حميدة مقراني بنسبة تقدم للأشغال قدرت بـ 30 ٪، بالإضافة إلى مشروع تهيئة طريق بحوش توري - حميدة كعبوش، الذي تعرف أشغاله نسبة تقدم قدرت بـ 30 ٪، ناهيك عن مشروع تهيئة طريق بحوش بلحناشي بنسبة تقدم للأشغال بلغت حدود 80 ٪. ويضاف إلى كل ذلك 3 مشاريع لتهيئة وتزفيت الطرقات والأرصفة "ممولة على عاتق البلدية" "في إطار شطر ثان من هذه العمليات التنموية". واستفادت بلدية دالي براهيم، هي الأخرى، من مشروع تهيئة طريق بحي سطاوالي الصغرى، الذي قاربت نسبة تقدم أشغاله 30 ٪. أما عن قطاع شبكات الإنارة العمومية، فاستفادت البلدية من 21 مشروعا تنمويا.

وسُجلت ببلدية الحمّامات 4 مشاريع، تخص مشروع شبكة الإنارة العمومية بحي بوكيكاز، نسبة تقدم أشغاله بلغت 90 ٪، ومشروع شبكة الإنارة العمومية بحي تماراس بنسبة تقدم أشغال وصلت إلى حدود 80 بالمائة، إلى جانب مشروع شبكة الإنارة العمومية بحي سكوتو بنسبة تقدم أشغال في حدود 20 ٪، ومشروع شبكة الإنارة العمومية بحي العربي بن مهيدي، بنسبة تقدم للأشغال بلغت 80 ٪. وبأولاد فايت، جسدت السلطات المحلية المعنية مشروع شبكة الإنارة العمومية بحي طريق السويدانية، نسبة تقدم الأشغال قاربت 100 ٪، ومشروع شبكة الإنارة العمومية بحي قاوي نسبة تقدم الأشغال وصلت هي الأخرى إلى 100 ٪. كما يضاف إلى ذلك مشروع إنجاز شبكة الإنارة العمومية في إطار شطر ثان. وسُجلت ببلدية عين البنيان، 9 مشاريع، متمثلة في مشروع إنجاز شبكة الإنارة العمومية بحوش حاميو نسبة تقدم الأشغال 70 ٪، ومشروع مماثل بحوش قاسمي، ومشروع آخر بحوش الجيران2، بنسبة تقدم للأشغال قدرت بـ 80٪، هذا بالإضافة إلى مشاريع أخرى تخص الإنارة العمومية بأحواش روندو، وتوري حميدة، وبلحناشي، بنسب متفاوتة في تقدم أشغال الإنجاز بين 20، و70، و80 ٪.