ندرة زيت المائدة تتّسع والأسعارُ في مستويات قياسية

مختصون يعتبرونها أزمة مفتعَلة وآخرون يطالبون بكسر الاحتكار

مختصون يعتبرونها أزمة مفتعَلة وآخرون يطالبون بكسر الاحتكار
  • القراءات: 1556
زهية. ش زهية. ش

لاتزال أسعار زيت المائدة، تشهد ارتفاعا جنونيا، حيث سجلت أرقاما قياسية، في ظل عن ندرة هذه المادة في أسواق الجملة والتجزئة، لتتحول، هذه الأيام، إلى حديث العام والخاص، ومنهم التجار وممثلو المستهلكين، الذين يوجهون أصابع الاتهام إلى المنتجين، الذين يحتكرون السوق، مطالبين بكسر الاحتكار، وفتح المجال للمنافسة في مجال إنتاج هذه المادة، خاصة أن سعر عبوة بحجم 5 لترات، تعدى 980 دج؛ بارتفاع لم تشهده من قبل، إلى جانب ارتفاع أسعار بعض المواد الأخرى، منها اللحوم البيضاء التي عرفت، هي الأخرى، ارتفاعا هذه الأيام؛ ما جعل المواطنين يتخوفون من استمرار هذا الارتفاع مع بداية العد التنازلي لشهر رمضان. "المساء" اتصلت بالعديد من ممثلي التجار والمستهلكين، فكان ردهم في هذا الاستطلاع.

محمد خروبي، المدير العام للديوان المهني المشترك للخضر والفواكه واللحوممخزون هام من الدجاج المجمَّد لرمضان

أوضح المدير العام للديوان الوطني المهني المشترك للخضر والفواكه واللحوم، محمد خروبي، لـ "المساء"، أن ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء راجع إلى ارتفاع سعر إنتاج الكيلوغرام الواحد من هذه المادة، وارتفاع سعر الذرى والسوجا وأغذية الدواجن على المستوى العالمي، معتبرا أن سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم البيضاء والذي يتراوح من 330 دج إلى 350 للكلغ، هو سعر عادي بالنظر إلى ما يجنيه الفلاح، مشيرا إلى توفر المنتوج في السوق، واستقرار الأسعار في شهر رمضان القادم.

وفي هذا الصدد، كشف أن الديوان بصدد وضع مخزون من الدجاج المجمد لدعم السوق خلال الشهر الفضيل، وتجنب ارتفاع سعر اللحوم البيضاء التي يكثر عليها الطلب. كما أكد أن مصالحه بصدد وضع برنامج وطني في ما يخص إنتاج الذرى وتحويل السوجا للتقليل من استيراد هذه المواد. ومن جهة أخرى، أكد على أن سعر البطاطا عرف تراجعا خلال الأيام الأخيرة بفضل تدخّل الجهات المعنية والفلاحين والمخزّنين، حيث تم وضع كمية من مخزون البطاطا في السوق لمواجهة ارتفاع الأسعار.

زهية. ش

 


 

حسان منوار، رئيس جمعية "الأمان" لحماية المستهلكفرصة لتقليل استعمال زيت المائدة

أما رئيس جمعية "الأمان" لحماية المستهلك حسان منوار، فدعا في تصريح لـ "المساء"، المواطنين إلى تخفيض استهلاك مادة الزيت التي شهدت ارتفاعا محسوسا في السعر، إلى جانب عدة مواد أخرى مصنّعة، واستغلال هذه الفرصة لمراجعة نمط الاستهلاك، والكف عن الاستهلاك غير المسؤول للحفاظ على الصحة.

زهية. ش

 


 

الحاج بولنوار، رئيس جمعية التجار والحرفيّينهناك اضطراب في توزيع زيت المائدة وليس ندرة

اعتبر الحاج بولنوار، رئيس جمعية التجار والحرفيين، أن هناك اضطرابا في توزيع زيت المائدة في بعض الولايات وليس ندرة، مشيرا إلى أن مخزون الزيت سواء في أسواق الجملة أو عند المنتجين، متوفر، ويكفي لشهر رمضان وحتى بعد رمضان، مرجعا هذا الاضطراب في التوزيع، إلى عاملين، هما انخفاض قيمة الدينار، وإلزامية التعامل بالفواتير، التي جعلت بعض المتعاملين لا يوزعون الزيت في بعض المناطق.

ومن جهة أخرى أشار إلى أن الارتفاع النسبي في بعض الخضر والفواكه، راجع إلى نهاية المنتوجات الشتوية، وعدم الشروع في جني المنتوجات الصيفية، والتي ستكون في بداية أفريل، الذي سيشهد انخفاضا في أسعار المنتوجات الموسمية.

زهية. ش

 


 

زكي حريز، رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكينفتح المجال للمنافسة وإنتاج مادة "الترنسول"

أما رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز، فأرجع مشكل ندرة زيت المائدة، إلى تدني قيمة الدينار، الذي فقد 40 ٪ من قيمته خلال ثلاث سنوات الأخيرة مقارنة بالعملات الأجنبية، فضلا عن ارتفاع المواد الغذائية في البورصة العالمية بسبب جائحة كورونا، خاصة المواد الأولية كالقمح والسوجا، وتأثر المنتجين بهذه الزيادات، مشيرا إلى ضرورة التخلي عن دعم الدولة لهذه المواد، وتوجيه دعم مباشر للعائلات، ومساعدة الفئة الهشة بعد القيام بإحصاء وتحديد هذه العائلات وفق معايير مضبوطة، مؤكدا على ضرورة الذهاب نحو الإنتاج المحلي، والتخلص من التبعية الغذائية، والوفرة، وفتح المنافسة لمتعاملين ومنتجين آخرين، وعدم اقتصار إنتاج مادة الترنسول على متعامل واحد؛ الأمر الذي انعكس على سعر الزيت الذي قارب 1000 دج لقنينة خمس لترات.

زهية. ش

 


 

السعيد قبلي، رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الجملة للمواد الغذائيةأزمة الزيت افتعلها منتجون

من جهته، أرجع رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الجملة للمواد الغذائية قبلي السعيد في تصريح لـ "المساء"، الندرة في مادة الزيت هذه الأيام، إلى وجود منتج واحد في السوق ومحتكرها عوضا عن وجود ثلاثة أو أربعة منتجين، حتى تكون هناك منافسة، مشيرا إلى أن هذه الأزمة تعود إلى عدم توزيع هذه المادة بكمية كافية من قبل المنتجين، والتي تباع في لحظات.

وفي هذا الصدد أكد أن هناك احتكارا كبيرا لزيت المائدة، والذي يستدعي تدخل السلطات المعنية لحل المشكل، وتوفيرها للمواطن، مع فتح المجال لأكثر من منتج لكسر الاحتكار. كما وجّه نداء للمنتجين من أجل عرض المواد، والكف عن تخزينها وافتعال الأزمات. أما في ما يتعلق بارتفاع أسعار اللحوم البيضاء، فأرجعه المتحدث إلى المخاوف التي انتابت المنتجين بعد تسجيل حالات لأنفلونزا الطيور بالشرق الجزائري، والتي أدت إلى نقص العرض مقارنة بالطلب؛ ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، التي توقّع انخفاضها في رمضان، الذي سيتم خلاله إخراج مخزون يناسب الطلب المتزايد على اللحوم البيضاء.

زهية. ش

 


 

سعيدي اعمر، رئيس لجنة المالية بالمجلس الولائي للعاصمةالندرة مفتعَلة

من جهته، أرجع رئيس لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الولائي سعيدي اعمر الزبير في تصريحه لـ "المساء"، ندرة مادة الزيت وارتفاع سعرها، إلى المضاربة، وارتفاع الطلب الذي تزايد عليها، داعيا المواطنين إلى التحلي بالوعي، واقتناء ما يحتاجونه فقط من زيت المائدة، وتجنّب اللهفة، وكذا تحمّل كل طرف مسؤوليته تجاه هذه الأزمة والندرة المفتعلة.

وحسب سعيدي، فإن هذه الندرة تعود إلى توقف العديد من تجار الجملة، عن اقتناء هذه المادة، بسبب شروط تعجيزية فرضها المنتج الوحيد الذي يحتكر هذه المادة، والذي يستعمل أسلوب الضغط للاستفادة من تخفيض في الضرائب على مادة الترنسول الأساسية في صناعة زيت المائدة، مشيرا إلى أن إجراءات فُرضت مؤخرا للتعامل بالفاتورة، والتي انجرّ عنها رسم على القيمة المضافة، التي أثرت، أيضا، على أسعار مواد غذائية أخرى.

زهية. ش

 


 

مديرية التجارة لبجاية ... اضطراب في التوزيع وراء ندرة زيت المائدة

أرجعت مديرية التجارة لولاية بجاية، سبب ندرة زيت المائدة على مستوى المحلات التجارية المتواجدة بالولاية، إلى اضطرابات في التوزيع، ورفض بعض أصحاب المحلات شراء هذا المنتوج بالمبلغ الذي يقترحه أصحاب المصانع، على غرار مجمع "سفيتال"، و"لابيل"... وغيرهما، وهو ما جعل هامش الربح يتراجع مقارنة بالأسابيع الماضية؛ حيث إن ارتفاع سعر بعض المواد الأولية والنقل، دفع بأصحاب المصانع إلى زيادة في ثمن زيت المائدة، مثلما أكد مجمع "سفيتال" في بيان له الأربعاء الماضي.

وأدت ندرة زيت المائدة إلى ارتفاع ثمنه بعد أن تم بيعه بالسوق السوداء بثمن يفوق ثمنه القانوني المقدر بـ 600 دج لسعة خمس لترات. كما عبّر العديد من المواطنين عن استيائهم للثمن الذي وصل إليه زيت المادة (5 لترات)؛ 800 دج في السوق السوداء خلال الأيام الأخيرة بسبب ندرته على مستوى المحلات التجارية، علما أن هذه المادة من بين المواد الأساسية التي يتم استعمالها من قبل العائلات، في الوقت الذي أكدت مصالح مديرية التجارة، عودة المياه إلى مجاريها خلال الأيام القادمة.

الحسن حامة