لعدم احترامهن سبل الوقاية قبل وخلال وبعد الحمل
90 بالمائة من المصابات بـ"الإيدز" ينقلن العدوى للرضع
- 333
يعاني بعض الأطفال منذ ولادتهم من عدوى فيروس النقص المناعي البشري، الذي انتقل من الأم للرضيع، نظرا لعدم الأخذ بتدابير الوقائية اللازمة، إذ هو واقع تعيشه العديد من النساء المصابات بـ"الايدز"، واللواتي يجهلن كيفية تعاملهن مع الحمل والولادة، وفق ما أشار إليه موسى عابيدي، رئيس مصلحة طب الأطفال، بالمؤسسة الاستشفائية العمومية "علي مغراوي" بعين طاية، الذي أكد أن حالات كثيرة يتم تسجيلها لأطفال مصابين بـ"الإيدز" منذ ولادتهم حول العالم، وهو واقع تعيشه كذلك بعض النساء في الجزائر، اللواتي يعانين فور اكتشافهن الأمر، بسبب جهلهن سبل الوقاية وحماية الرضيع من انتقال العدوى قبل وبعد الولادة.
أكد الدكتور في تصريح لـ"المساء"، أن عدوى نقص المناعة البشرية تنتقل من الأم إلى الرضيع في ـ تقريباـ 90 بالمائة من الحالات، أي أن جميع الأطفال المصابين بالعدوى الفيروسية، اكتسبوها من أمهاتهم اللواتي لم يتخذن تدابير الوقائية لمنع العدوى، إما قبل الولادة أو في فترة الحمل وحتى بعد الولادة.
وأضاف المختص، أن نسبة قليلة فقط من الأطفال المراهقين المصابين بـ"الإيدز"، هي حالات لانتقال العدوى من النشاط الجنسي، والعلاقات غير المحمية، أو الاعتداءات الجنسية، أو حتى بسبب حالات الشذوذ الجنسي، بحالات نادرة.
وأضاف المتحدث، أن فيروس نقص المناعة المكتسبة، يعتدي على كريات الدم البيضاء، ويجعل مناعة الجسم ضعيفة وحساسة للإصابة بمختلف الفيروسات الأخرى، ويسهل الإصابة بالعدوى، وإصابة الطفل تكون مثل إصابة البالغ، وتأثير الفيروس ومضاعفاته هي نفسها بين الشريحتين.
حذار من العدوى الفيروسية
قال الدكتور عابيدي، إن العدوى تبرز في مرحلة أولى عند الرضيع أو الطفل، بتراجع النمو أو وقفه تماما، أو توقف نمو أعضاء الطفل ظاهرا، كما تعرضه لعدوى فيروسية متكررة، وهو الأمر الذي يدفع الأم إلى إجراء التحاليل والأخذ بعين الاعتبار العدوى الفيروسية، إذا كانت مصابة بـ"الإيدز".
وأضاف أن التدابير الوقائية، يمكن أن تقي الرضيع من الإصابة بالفيروس، خاصة إذا أصيبت الأم بالعدوى بعد الولادة، أي خلال الحمل كانت سليمة، وتكون تلك العدوى من خلال الرضاعة الطبيعية، أي عند الرضاعة بالثدي، لهذا تحذر المرأة المصابة بضعف المناعة المكتسبة من الرضاعة الطبيعية، واستبدالها بالحليب الاصطناعي المخصص للرضع.
أوضح محدث "المساء"، أن على الطبيب المعالج أن يحسس الأمهات، بسبل التعامل مع هذه الإصابات، لحماية الطفل، خاصة السبل الوقائية منها، لتخفيف احتمالية العدوى من جهة، إلى جانب سبل تفادي المضاعفات عند الرضيع، من جهة أخرى ، حيث قال: "أحيانا ليس الفيروس في حد ذاته هو الخطير، وإنما سهولة انتقال عدوى الفيروسات الأخرى يكون أخطر، لذلك يعد من الضروري إعطاء الرضع والطفل العلاج الضروري، لتجاوز تلك التعقيدات الصحية، وتفادي حالات الوفاة التي يكون الطفل عرضة لها أكثر، بسبب حساسيته وضعف مناعته".
ونبه الطبيب إلى أن الأطفال المصابين بالعدوى وغير المعالجين، سوف تتأخر عمليات النمو الطبيعية لديهم، كالمشي والكلام وضعف في القدرات الاستيعابية والذكاء، أو قد يصابون بحالات شلل العضلات، تمنعهم من المشي أو تأدية مختلف الحركات.
وأكد الطبيب، أن التكفل الجيد والفعال بالأم المصابة بـ"الإيدز"، يكون قبل وأثناء الحمل، وبالشكل اللازم، وباحترام العلاج والأدوية سيمنع انتقال العدوى للجنين، مشيرا إلى أن علاج الرضع والأطفال المصابين بالعدوى، هو نفس علاج الشخص البالغ، ويتعامل الطبيب المعالج مع تلك الحالات، مثل تعامله مع الشخص البالغ، بأدوية تمنع العدوى وتقلل احتمالية المضاعفات والإصابة بالفيروسات الأخرى، لتسهيل التعايش مع المرض ونقص المناعة البشرية المكتسبة.