تحذيرٌ من بلوغ الإدمان وهدر المال

الأولياء يطالبون بتفعيل أجراس اليقظة الدائمة

الأولياء يطالبون بتفعيل أجراس اليقظة الدائمة
  • القراءات: 676
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أعرب كمال يويو، رئيس فرع العاصمة لدى المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، عن تخوفه مما قد تحدثه الألعاب الإلكترونية "المطوّرة"، على عقول شباب وأطفال جيل اليوم، مشيرا إلى أنه يتم حياكة بعض ألعاب الفيديو التي تحدث نوعا من الإدمان الحقيقي على الطفل، الذي يصعب في مرحلة ما، قلب تلك التعويذة والتخلص منها لتحريره من ارتباطه بعالم افتراضي لا منفعة له فيه.

وقال كمال يويو في حديثه إلـى "المساء": "إن الطفل بفطرته نفسيا، يريد أن يكون، دائما، الأقوى، والأجمل، والأحسن. وإن مخترعي تلك الألعاب الإلكترونية يستغلون هذا الميول الطبيعي وتلك الفطرة، لخلق ألعاب جديدة تتطابق مع مواصفاته، وتشد تماما انتباهه، ويوفرون له ذلك على شاكلة ألعاب فيديو تشد انتباهه بشكل تام، وتُدخله عالما افتراضيا، قد يأسره، ويعشقه أكثر من واقعه، ليعيّشه في حلم قد يسلب وقته وشبابه، وكذلك ماله، ومدخراته الصغيرة".

وشدد المتحدث على أن المشكل الموازي لتلك الألعاب ليس الإدمان عليها فقط، وإنما غرس روح منافسة شرسة غير متزنة، تدفعه إلى الهوس بها، حتى إن لم يتوفر لديه المال يصبح يبحث عن جل الطرق لتوفيره، وإتمام مستويات اللعبة.

وأضاف: "إلى جانب ما تتسبب فيه تلك الألعاب من غرس العنف في الأطفال وجعل أحاديثهم وكل حياتهم مرتبطة باللعب فقط، فهي تجعل عقولهم فارغة، ولا هدف لهم في الواقع، وفي حياتهم اليومية".

وأكد: "منذ مدة انتشرت في العاصمة محلات كثيرة تبيع امتيازات للأطفال مستعملي الألعاب الإلكترونية، على شكل ألبسة افتراضية، وأسلحة وسيارات، وحتى أثاث، يبدأ سعرها من ألف دينار، ويصل إلى أسعار خيالية، يقبل على شرائها أطفال ومراهقون بدون تردد؛ وكأنه تم برمجة عقولهم على ذلك بطريقة أوتوماتيكية!".

وأشار المتحدث إلى أن الأمر أصبح خطيرا جدا، لا سيما على الطفل العربي بصفة خاصة، الذي تغيب عنه بدائل للترفيه خارج المنزل بشكل كبير، لهذا تبنت جامعة الدول العربية، الأسبوع العربي لحماية النشء من مخاطر الألعاب الإلكترونية، حملة تحسيسية ضد ذلك من 09 إلى 15 مارس الفارط؛ من أجل البحث عن سبل وقائية تحمي الأطفال والمراهقين وحتى الشباب، من مخاطر هذه الألعاب الحديثة، مضيفا: "الحملة ساهمت فيها منظمة حماية وإرشاد المستهلك ومحيطه عبر كل مكاتبنا الولائية، بالشراكة مع وزارة التجارة ومديرياتها الولائية، إضافة إلى كل المهتمين بحماية الطفولة؛ من هيئات ومنظمات المجتمع المدني، للحديث عن سبل حماية الطفل"

وفي الأخير دعا كمال يويو الأولياء إلى إعادة مسك زمام الأمور، ونهي الطفل عن الارتباط بالعالم الافتراضي إلى درجة الوقوع في فخه، إلى جانب توصيته عن قيمة ما يجنيه الوالدان من مال لبناء الأسرة، وأن هدر ذلك على ألعاب افتراضية ليس بالحكمة.

*نور الهدى بوطيبة

 


 

مختصون يؤكدونأضرار الألعاب الإلكترونية جسيمة

أكد المختصون أن أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال، جسيمة؛ لكونها تؤتر على الذاكرة، كما تتسبب في إصابة الأطفال بالانطواء والكآبة، لا سيما عند وصول الطفل إلى حد الإدمان، إلى جانب الإصابة بخمول الدماغ، وإجهاده، وضعف الذاكرة طويلة المدى، مع التأكيد على أن إصابة الطفل بالتوحد والعزلة وصعوبة التواصل مع المجتمع، قد تتسبب في الإصابة بالصداع، والإجهاد العصبي، والإحساس بالإرهاق، ومرض باركنسون (الرعاش)، وكذا الكسل والخمول، والهذيان الذهني، كما يميل الأطفال إلى العدوانية المفرطة.

وذكر العلماء أن انبعاث الأشعة الكهرومغناطيسية من الألعاب والأجهزة الإلكترونية، يؤثر بشكل كبير، على صحة الطفل، لا سيما أن معدل امتصاص الجسم الطاقة الكهرومغناطيسية يعتمد، بشكل كبير، على توجه المحور الأكبر لجسم الإنسان بالنسبة للمجال الكهربي، الذي يبلغ معدل امتصاصها أقصاه عندما يكون طول الجسم يساوي 0.4 من طول الموجة، وذات ذبذبات تتراوح بين 70 و80 ميغا هرتز، وذلك عندما يكون الإنسان معزولا عن التلامس الأرضي؛ حيث إن ملامسة الشخص الأرض تخفّض نسبة الذبذبات إلى النصف تقريبا؛ بحيث تصل إلى ما بين 35 و40 ميغاهرتز، مما يلفت النظر إلى أهمية العناية بإقامة نظم التوصيلات الأرضية في الشبكات الكهربائية بالمدن؛ تجنبا للآثار الضارة للإشعاعات الكهرومغناطيسية؛ مثل التوتر، والخوف غير المبرر، والانفعالات السلبية، وزيادة حساسية الجلد والصدر، والتهابات المفاصل، وهشاشة العظام.

* ق. م