خديجة محمصاجي مديرة "رواق الكنوز "
الإبداع عطاء يشعّ بالشغف
- 1348
استطاعت الحرفية خديجة محمصاجي، مديرة "رواق الكنوز"، المبدعة في صنع الحلي الفضية المزيّنة بالصدف والقواقع البحرية، أن تبدع في دمج روائع البحر والبر لـ 12 سنة، وتصبح قِبلة كل باحث وباحثة عن التميز بارتداء قطع في منتهى الدقة والجمال، مؤكدة أن الرواق الذي افتتحته والذي يشكل دارا لاحتضان الحرفيين المعروفين وغير المعروفين، يمنح فرصة للتعريف بالإرث الجزائري والإبداع في مجالات عدة يمارسها الحرفي بكلّ حب.
اختارت محمصاجي التي تمارس مهنة صناعة الحلي الفضية بالأصداف والقواقع البحرية رفقة شريك حياتها لسنوات طوال، أن تبدع في عرض قطع متناهية في الجمال؛ إذ ترى أن الشغف وحب المهنة محرك أساسي للرقي بها، وإسعاد الزبون بقطع فريدة، مؤكدة على دور زوجها الفعال في تعليمها أبجديات هذه الحرفة التي وصفتها بالرائعة والمميزة. وتقول: "شخصيا، أدخلت اللمسة الأنثوية في هذه الحرفة، التي أعطتني القوة والشجاعة. كما وجدت راحة كبيرة فيها؛ فهي تُبحر بي إلى عوالم من الهدوء والراحة والجمال؛ فمع كل قطعة حلي أجد نفسي أذهب بعيدا، وأرتاح نفسيا أكثر. والشكر لله على هذه الأصداف التي وجدت فيها الراحة التامة، والهدوء، والوسيلة لإسعاد الآخرين أيضا".
وفي ما يخص ارتباطها الوثيق بهذه الحرفة قالت: "عندي شغف كبير، وكل يوم يزداد أكثر، والأفكار تتدفق، وأجد الرغبة الكاملة للتقدّم إلى الأمام، والتي أتمناها لكل الحرفيين؛ إذ لا بد أن يكون هناك تطور وإبداع يلقى الإعجاب، ففي كل مرة أتعلم كي لا أكرر الخطأ، حتى في ما يتعلق بالإقبال على الأصداف، ففي السابق كان هناك تخوف من ارتداء القواقع البحرية للزينة، لكن بعد التأكد من أن حلي الأصداف لديها همّة وقيمة، أصبح هناك عليها طلب كبير".
وعن انشغالات الحرفي قالت: "المادة الأولية تشكل عائقا، والممثلة في الفضة؛ إذ نجدها بثمن غال أو هي مفقودة، وحتى الأصداف أكثرها يقوم الزوج بالغطس لاستخراجها. كما أساعده في عملية الجمع، لكن هناك أصدافا غير موجودة بالبحر المتوسط، ولا تصلنا الآن".
وقالت عن مركز الكنوز: "أنا أفتخر بحرفتي؛ فبفضلها استطعت تحقيق حلم الطفولة، وهو رواق الكنوز، وهو مركز يستقبل كل حرفي يكون معروفا أو غير معروف؛ فالباب مفتوح لكل الحرفيين لتقديم المنتوج. والكل يساعد الآخر حتى يتعاون الجميع؛ من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي، علما أنّ لدينا معرضا من 8 مارس إلى 11 مارس يحمل اسم "كنوز بلادي"، تحضر فيه عدة حرف؛ منها الخياطة، والسيراميك، والطرز، والرسم على الزجاج، واللوحات الزيتية. وسيكون هناك حضور لمناطق مختلفة من الوطن، وهذا بمناسبة 8 مارس عيد المرأة، واحتفالا بالسنة الأولى لمركز الكنوز. وسنواصل، إن شاء الله، المشوار. وخصصنا يوم 11 مارس للأطفال مرضى السرطان".