قدم سعيد عليق، رئيس النادي الهاوي لاتحاد الجزائر، عدة تفسيرات بشأن الاتفاق الذي حصل بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، تطبيقا لأحكام المرسوم رقم 16.152 الصادر في 23 ماي 2016، والذي يحدد أساس ونسبة الاشتراك والأداءات التي يقدمها نفس الصندوق لفائدة التأطير التقني والرياضي وأعضاء النادي الرياضي المحترف. 

قال عليق في تصريح لـ«المساء»: «يعد هذا الاتفاق من جهة،  سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية لأنه يغيّر نحو الإيجاب المسار المستقبلي لممارسي ومسيري هذه الرياضة الأكثر شعبية في بلادنا، من حيث أنه يتيح لهم فرصة تأمين مستقبلهم المعيشي  لهم ولذويهم».

لكن الرئيس السابق لفريق سوسطارة، أوضح من جهة أخرى أن الاتفاق ذاته المبرم بين الطرفين المذكورين أعلاه، فيه كثير من الخروقات القانونية عند الشروع في تطبيقه، وتابع محدثنا: «أظن أن هذا الاتفاق سيؤسس في المستقبل لوقوع اختلاسات مفضوحة من حيث أن قيمة الاشتراك لكل لاعب ينتمي إلى ناد  محترف وهي 270.000 دج ليست حقيقية ولا هي مدروسة، بل لا تستند لأي منطق يمكن التفكير في صلاحيته، كون هذا المبلغ يساوي خمس مرات الأجر الأدنى المضمون المطبق على المنضويين في الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، أي أن المبلغ المصرح به لدى الصندوق لا يعكس نسبة الراتب الحقيقي الذي تقدمه الأندية الاحترافية للاعبيها ومؤطريها الرياضيين، وهنا تكمن الفضيحة التي ستحدث لا محالة. وأتساءل في هذا الباب؛ على أي أساس مالي ستقوم الأندية الاحترافية عند ضبط حصيلتها المالية في نهاية الموسم؟ هل على أساس القيمة المالية المصرح بها في اشتراكات لاعبيها في الصندوق أم على أساس الرواتب الحقيقية التي يقبضها اللاعبون ولا نعرف قيمتها؟ بل وكيف ستتعامل هذه الأندية مع مصالح الضرائب ؟«.

بالنسبة لسعيد عليق، كان من الأجدر على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والرابطة الوطنية الاحترافية، التوجه قبل إبرام الاتفاق مع الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء نحو تسقيف رواتب اللاعبين المنتمين لهذه الأندية، التي لن يكون أمامها أي مجال للمناورة مع الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء. وعبر محدثنا عن خيبة أمله من هذا الاتفاق الذي لا يمثل بالنسبة إليه سوى استهزاء بالرأي العام الوطني، الذي سيدرك بالنسبة لعليق بسرعة الخروقات التي يتضمنها هذا القانون.

ذهب رئيس النادي الهاوي لاتحاد الجزائر إلى حد الاعتقاد بأن الاتفاق كانت له نوايا خفية بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، من حيث أن هذا الأخير، حسب اعتقاد محدثنا، وفي مثل هذا الظرف بحاجة ماسة إلى تلقي أموال كثيرة والدليل على ذلك، كما أضاف، أن «الفاف» سارعت إلى إهدائه مبلغا رمزيا قيمته 32 مليار سنتيم.

❊ع . اسماعيل