الإعلامي الصغير سلام:
الجزائر سبّاقة في ميدان حرية التعبير وعلى الصحفيين التعلم باستمرار
- 1505
ذكر الإعلامي المقيم بدبي، الصغير سلام لـ«المساء" أن تجربة الإعلامية التعددية في بلادنا التي أبصرت النور منذ أكثر من ربع قرن، غيرت بالتأكيد المشهد الإعلامي الذي بات زاخرا بالعناوين والقنوات.. وفي خضم تلك السنوات، تخمرت التجربة التي وجب على الإعلاميين ألّا يفرطوا في مكتسباتها، لأنها سطرت بدماء الزملاء الذين قضوا نحبهم على أيدي الإرهاب المقيت. وبرأي السيد سلام الذي عمل كصحفي ثم مدير تحرير بـ«المساء"، فإن المشهد يعيش اليوم مخاضا جديدا مع فتح المجال السمعي البصري، وتكاد تكون بلادنا من الدول القليلة التي ولدت قنواتها التلفزية من رحم الجرائد.. صحيح أن هناك بعض الفراغات في التقنين لكن على المهنيين من نساء ورجال المهنة أن يعضوا بالنواجد على ما تحقق من مكاسب وألا يفرطوا فيها مع الحرص على ألا يسقطوا في التفريط.
وأفاد محدثنا "أن للجزائر حظا في حرية التعبير يختلف الإعلاميون والإعلاميات في تقدير مدى اتساع هوامشه، لكن بلادنا كانت السباقة منذ نهاية الثمانيات من القرن الماضي.. برأيي أنه على الإعلامي أن يصنع حريته وأن كثيرا من الحدود هي داخل الأذهان والعقول وفهم مهنة الصحفي في توفير المعلومة والرأي والتحليل يعفيه من الكثير من المطبات، قائلا: "نحن الإعلاميين من الطبيعي أن نطالب بالمزيد من الهوامش وحرية الوصول إلى المعلومة ومهما تحقق نطمح إلى فضاءات أرحب لكن في الجزائر الكثير من الأوكسجين".
أما بالنسبة لتميز وإبداع الصحفيين الجزائريين في الخارج، فأوضح السيد سلام أنه يعتقد بأن الإبداع ليس حكرا عليهم، بل هناك من يبدع ربما أكثر منهم داخل الجزائر..لا ننسى أن أغلبهم تكونوا في الجزائر وشخصيا أنا خريج مدرسة "المساء" العريقة قبل السفر إلى الخارج ومن قبل عناوين كثيرة كـ«الشروق" التي بدأت بها حياتي المهنية والتلفزيون الجزائري وغيرها من العناوين.. أما سر تميز الإعلاميين الجزائريين في الخارج حسب سؤالكم فربما يكمن في إمكانيات العمل والفضاءات المتنوعة والاستثمارات الضخمة التي ضخت في المؤسسات التي يعملون بها، مضيفا بالقول: "في رأيي أن مَن لم ينجح في بلده سيكون في الخارج من الفاشلين لأن الساحة في الخارج بها منافسة شرسة ولا ترحم بين إعلاميين من شتى البلدان والمدارس الإعلامية".
وبمناسبة اليوم الوطني للصحفيين، لا يسعني إلا أن أقف إجلالا لشهداء المهنة سواء الرعيل الأول (قبل الاستقلال وخلال الثورة) أو الذين ارتقوا في التسعينيات شهداء على يد الغدر الإرهابي..لا أرى نفسي في محل تقديم النصائح بالنسبة للجيل الجديد، لكن أعتقد أن أهم شيء في المهنة هو الإخلاص لها وثانيا الالتزام بأخلاقياتها وثالثا التعلم المستمر لأن الصحفي الذي لا يقرأ مجرم في حق نفسه.