فضلا على كونه درع الأمة وحامي السيادة الوطنية

الجيش الوطني تطور، تلاحم وتساوق في القمة

الجيش الوطني تطور، تلاحم وتساوق في القمة
  • القراءات: 328 مرات
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

❊ الـرئـيس تبـون  الأكثر اهتماما بدعم قواتنا المسلحة

❊ حضور ميداني وإعلامي وجاهزية تامة لمواجهة أيّ تهديدات

❊ التخصيصات المالية للجيش الأضخم خلال السنوات الأخيرة

❊ توجّهات رشيدة و نوايا  حسنة لأبناء الوطن

❊ترقية الأداء لضمان الاستعداد الكامل والدائم لرفع مـختلف التحديات ومواجهة كافة التهديدات

منذ توليه لسدة الحكم، أولى الرئيس، عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني أهمية كبيرة للجيش الوطني الشعبي، وحرص على تسخير جميع الوسائل البشرية والمادية وتوفير كلّ الشروط المالية لتطوير وتعزيز قدرات النظام الوطني للدفاع، من خلال المحافظة على ميزانية مرتفعة، وبرز ذلك خلال السنوات الخمس الماضية، حيث ارتفعت التخصيصات المالية لقطاع الدفاع الوطني إلى قرابة 3186 مليار دينار، بما يعادل 22 مليار دولار، ما أعطى القطاع حركية كبيرة على كافة الأصعدة الأمنية، الاقتصادية، والإنسانية، وحضورا ميدانيا وإعلاميا مشهودا، في خضم وضع جيو- سياسي إقليمي ودولي متّسم بالتوتّرات والتحوّلات.
يظهر اهتمام الرئيس تبون بالجيش الوطني الشعبي من خلال تعليماته وتصريحاته، من موقعه كرئيس للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، حيث أكّد في كلّ مناسبة على دور مهام جيشنا الدستورية في تأمين الحدود والحفاظ على السيادة الترابية للبلاد، وحرصه على توفير كلّ الوسائل البشرية والمادية لهذا القطاع الحسّاس، وبات الشغل الشاغل للقيادة العليا هو تعزيز جاهزية الجيش وقدراته القتالية وترقية أدائه لضمان الاستعداد الكامل والدائم لرفع مـختلف التحديات ومواجهة كافة التهديدات.
وظهر اهتمام القيادة العليا للبلاد جليا من خلال النتائج النوعية المحقّقة لوحدات الجيش، سواء في الجانب العملياتي، أو في جانب التحضير القتالي، ما يعكس التطوّر الذي أحرزه جيشنا الوطني الشعبي لاسيما في السنوات الأخيرة، وقطع أشواطا معتبرة، بفضل مقاربة شاملة ومدروسة بعناية ترتكز على التجهيز بأحدث المعدات والتحضير القتالي الدائم والمستمر، مع تحديث وعصرنة المنشآت، وكذا الاعتماد أساسا على مورد بشري كفء.
ويمكن استشفاف حرص الرئيس على قطاع الدفاع الوطني، من عدّة مواقف، منها زيارته لمقر وزارة الدفاع الوطني، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للذاكرة المصادف للثامن ماي من السنة الجاري، التي أكد فيها “أنّ السيادة الوطنية تصان بالارتكاز على جيش قويّ مهاب واقتصاد متطوّر، وأنّ التطوّر الذي تشهده الجزائر أمر ملموس لا ينكره إلاّ جاحد وأنّ وتيرة النموّ، وباستكمال المشاريع الكبرى، ستعرف في آفاق 2027 إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة”.

”جيش- أمة”.. رابطة جزائرية مقدّسة تزداد متانة

 والملاحظ أنّ رابطة “جيش- أمة” التي تزداد نصاعة من يوم إلى آخر، لم تأت من العدم، بل جاءت نتاج روابط تاريخية وتراكمات سياسية واجتماعية وإنسانية، جسّدتها التوجّهات الرشيدة والنوايا الحسنة لأبناء الوطن، الذي لا يساومون في وطنيتهم وإخلاصهم للجزائر، رغم الفتن والمحن التي كانت تعصف بالبلاد خلال سنوات الجمر وبعدها، في محاولة لفكّ هذه “الرابطة المقدسة” بين الشعب وجيشه.
وقد تعزّزت وازدادت متانة وقوّة بفضل السياسة الرشيدة لرئيس الجمهوية، السيد عبد المجيد تبون، الذي كان منذ اعتلائه السلطة، قد أبدى عزمه على مواصلة تعزيز وتطوير القدرات العسكرية للجزائر تماشيا مع الرهانات والتحديات التي لا ترحم الضعيف.
وما يزيد في متانة هذه الرابطة ما صرح به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في إحدى مقابلاته الإعلامية، حيث أكّد أنّ منبت الجيش الوطني الشعبي ومكانته لدى الشعب معروفة، قائلا “فنحن الدولة الوحيدة التي نالت استقلالها بالسلاح، ولا شيء سواه، ولم يتصدّق عليها أحد بالاستقلال” و«الامتداد التاريخي والشعبي للجيش الوطني الشعبي، دائما ما كان السمة التي تميّزه عن باقي الجيوش، وأنّ الشعب الجزائري، أثبت مدى إدراكه لقيمة جيشه، ففي أحلك الظروف وأكثر المواقف صعوبة، لم يفوّت أدنى فرصة للاحتفاء به والتأكيد على الرابطة التي تجمعهم”.
وأكّد متانة هذه الرابطة القوية، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، الذي قال سابقا إنّ جيشنا الوطني ذا المنبت الشعبي، الذي يعمل في ظلّ توجيهات السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، يدرك تمام الإدراك حجم التحديات التي يجب رفعها والرهانات التي يتعيّن كسبها في ظلّ التطوّرات المستجدّة الحاصلة في محيطنا الإقليمي والدولي ويعي جيّدا انعكاساتها على أمن واستقرار بلادنا.

حرص على تأمين الحدود ومحاربة كلّ أشكال الجريمة المنظمة

ولعلّ المهمة الأساسية المنوطة بالجيش الوطني الشعبي تتمثّل في تأمين الحدود والحفاظ على السيادة الترابية للبلاد، وقد برزت أهمية هذه “المهمة النبيلة” ولفتت الأنظار في ظلّ الوضع الجيو- سياسي الإقليمي والدولي، خلال السنوات الأخيرة، حيث تعول السياسة العامة للحكومة على جيشنا الوطني وما يتّسم به من يقظة وعزم، في محاربة كافة أشكال الجريمة العابرة للحدود، وبدون هوادة، قصد ضمان الأمن الأمثل للحدود، حيث كثّفت وحدات الجيش الوطني من مراقبتها لحدودنا الشاسعة، وعملت دون هوادة، وأبرزت احترافية عالية ويقظة كبيرة من طرف أفراد الجيش، في تأمين الحدود ومحاربة كلّ أشكال التهريب، والضغط الممارس على بقايا الإرهاب عن طريق زيادة العمليات الهجومية النشيطة، ومكافحة الجريمة المنظّمة لاسيما العابرة للحدود.
وخلال السنوات الأخيرة سجّلت وحدات الجيش الوطني الشعبي العديد من العمليات العسكرية، والحفاظ على السيادة الترابية، من خلال تمتين أنظمة المراقبة والحماية المنتشرة على امتداد الحدود البرية والفضاء البحري والجويّ للسيادة ومكافحة الإرهاب ومختلف أنواع الجريمة المنظّمة من خلال تكثيف الضغط الممارس على بقايا الإرهاب عن طريق زيادة العمليات الهجومية النشيطة.
كما جاء في بيان الحكومة أيضا التأكيد على أنّ “القيادة العليا تواصل بذل المجهودات اللازمة لإضفاء فعالية ومهنية أكبر على جميع مكوّنات قوّاتنا المسلّحة بغية تحقيق جاهزية عالية تليق بجيش محترف شعاره الذود عن الشعب والوطن وطموحه الشرعي احتلال الصدارة من حيث التفوّق الإقليمي”.
ولا ينكر أحد نشاط الجيش في هذه الفترة، خاصة في مجال تأمين الحدود، إذ يسهر الجيش الوطني الشعبي بصرامة على الحفاظ على السيادة الوطنية وحماية الاقتصاد الوطني، من خلال تعزيز وتحديث أجهزة المراقبة والحماية على مستوى المناطق الحدودية البرية والمجالات البحرية والجوية ويعكس ذلك النتائج الملموسة المنشورة يوميا والمحقّقة من طرف المفارز العسكرية وبالتنسيق مع مصالح الأمن.

الجاهزية لكسب الرهانات التنموية والتصدي للمخططات المعادية

وتجد خطابات وتوجيهات الرئيس عبد المجيد تبون ترجمتها من خلال حرص قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي، برئاسة الفريق أوّل السعيد شنقريحة، الذي ما فتئ يشدّد على جاهزية الجيش بكلّ أسلحته لمواجهة أيّ تهديدات تمسّ أمن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية، ولطالما أوصى بضرورة تضافر جهود كافة الفاعلين الوطنيين من مؤسّسات الدولة والمجتمع المدني والنخب والمواطنين بكلّ فئاتهم، لتعزيز الاستقرار النسقي للدولة، والتصدي للمخططات المعادية وكسب الرهانات التنموية التي باشرتها البلاد تحت قيادة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلّحة وزير الدفاع الوطني.

تعزيز القدرات للدفاع السيبراني 

تولي الجزائر أهمية كبيرة لأمن الأنظمة المعلوماتية، باعتبارها أنظمة حسّاسة وحيوية للدولة، حيث يواصل الجيش الوطني وأمام التهديدات الصادرة عن الفضاء السيبراني الموجّهة ضدّ الأمن الوطني، على ضوء التطوّر الجديد المسجّل في المجال الرقمي، مجهوداته لتطوير قدراته في مجال الدفاع السيبراني ويساهم بشكل تام في وضع استراتيجية وطنية متكاملة في المجال الرقمي.
ويعكف الجيش الوطني الشعبي على تعزيز قدراته في مجال الدفاع أو الأمن السيبراني ومكافحة جميع أشكال الجريمة الإلكترونية، لاسيما من خلال إنشاء الوكالة الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية وكذا تكثيف التعاون العسكري، لاسيما مع بلدان الساحل، حول مسائل مكافحة الإرهاب والتخريب والجريمة المنظّمة العابرة للحدود مع مختلف المنظمات الحكومية الدولية والإقليمية”، ناهيك عن “تطوير الصناعة العسكرية عن طريق دعم النسيج الاقتصادي من خلال الشراكة المتعدّدة وإنشاء مؤسّسات جديدة”.

استشراف واستعداد لحروب الجيل الخامس

ويستشرف الجيش الوطني الشعبي التحديات والتهديدات التي يواجهها العالم، من خلال الاستعداد لمواجهة الحروب الجديدة، التي صارت تستهدف العقول قبل الحقول، وتستغل التكنولوجيات الحديثة للتواصل، ما يضع أمن الدول على المحكّ، ولعلّ جيشنا، الذي ازداد وعيا بكلّ هذه التحديات، يدرك مدى خطورة الوضع الدولي والإقليمي، ويستعد بكلّ ما أوتي من وسائل للتصدي للارتدادات الحاصلة، وما عقد ملتقى وطني في جوان الفارط، بعنوان “الدفاع الوطني في مواجهة حرب العقول”، إلاّ دليل على السياسة الرشيدة التي ينتهجها الجيش الوطني الشعبي بقيادة الرئيس تبون.
وقال رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أوّل السعيد شنقريحة، إنّ الملتقي يعقد في وضع جيوسياسي دولي وإقليمي يتّسم بالتحوّل وتعقّد الأزمات وتشكّل التهديدات وتشابك المخاطر، ما يجعل استشراف تطوّرها المستقبلي صعبا للغاية، خصوصا مع احتدام التنافس بين القوى الحالية والصاعدة من أجل بسط نفوذها وإحكام سيطرتها على موارد وثروات دول الجنوب، في تجاهل تام للتداعيات الوخيمة المحتملة على الأمن الدولي والإقليمي، ودون الاكتراث بالانعكاسات السلبية لذلك على حقّ الشعوب النامية في التمتّع بالأمن والسلم والعيش الكريم.
وأوضح الفريق الأوّل أنّ الملتقى يتناول بالدراسة والتحليل أحد أخطر أشكال الحروب على وعي الشعوب واستقرار الأوطان، ويهدف إلى إبراز وإدراك الخطورة الاستراتيجية لما قد يحاك ضدّ بلدنا باستعمال التقنيات المرتبطة بالحروب من الجيل الخامس، على غرار الممارسات الخبيثة التي تعتمدها في الآونة الأخيرة الأطراف الحاقدة على الجزائر، بسبب ثباتها على مواقفها وقرارها السيّد ومساندتها للقضايا العادلة في العالم.

الإسهام الاقتصادي والنشاط الإنساني تزيد جيشنا قوّة

في ميدان التكوين، تولي القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، مثلما تضمّنه بيان السياسة العامة، اهتماما كبيرا لجهاز التكوين العسكري الذي تعمل على تحسينه وتكييفه باستمرار مع التطوّرات الجديدة، ودعمه لمواصلة الإسهام في دعم الاقتصاد من خلال الصناعة العسكرية، التي تعرف توسّعا كبيرا منذ السنوات الخمس الأخيرة، حيث تعمل وزارة الدفاع الوطني على تطوير الصناعات العسكرية الوطنية بالاستناد إلى توطين وتحويل التكنولوجيات وتنويع مجالات الأنشطة والمنتجات المعروضة في السوق الوطنية وجعلها تحقّق تكاملا اقتصاديا، من خلال وضع قاعدة صناعية ميكانيكية تستند على تطوير المناولة والمساهمة في رفع نسبة الإدماج.
وبغض النظر عن المهام الدفاعية الكبرى، والجاهزية والاستعداد لمواجهة أيّ تهديدات أمنية خارجية أو داخلية، لا يغفل الجيش الوطني الشعبي عن المهام الإنسانية، وإسهامه القويّ في دعم الاقتصاد الوطني، فقد أكّد الميدان أنّ الجيش يثبت في كلّ مرة من خلالها أنّه جيش وطني شعبي بأتم معنى الكلمة، كونه سليل جيش التحرير الوطني، ومولود من رحم الشعب، ويظهر ذلك في مساهمته في تقديم المساعدات والتدخّل في الكوارث والأخطار الكبرى، كالزلازل، الفيضانات، الحرائق وغيرها كفكّ العزلة عن المواطنين في حالات تساقط الثلوج.
ولم يتخلّف الجيش في تجنيد كلّ الطاقات البشرية والمادية لدعم المساعي الوطنية لمساعدة ومساندة سكان المناطق الغابية والقرى المتضرّرة في السنوات الأخيرة، والمشاركة على نحو مستمر في عمليات مكافحة الحرائق بها، ناهيك عن مساهمته في جميع عمليات إنقاذ ومساعدة السكان أثناء الكوارث الطبيعية والاضطرابات المناخية التي عرفتها بلادنا، خلال الصائفتين الأخيرتين، لا سيما حرائق الغابات.