حقوقه قضية مفصلية في التشريع والدستور

الطفل الجزائري تحميه ترسانة قانونية قوية

الطفل الجزائري تحميه ترسانة قانونية قوية
  • القراءات: 778 مرات
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

❊ مريم شرفي: خلية يقظة لحماية الأطفال من الجرائم السيبرانية

❊ عبد الرحمان عرعار: التقييم الجماعي لقانون حقوق الطفل لسنة 2015 ضرورة

❊ الطفل النابغة عبد الرحمان رضوان بقدي: معرفة تاريخ الأجداد يعيد الأمجاد

يحتفل الطفل الجزائري على غرار أطفال العالم، باليوم العالمي للطفولة الموافق للفاتح جوان من كل سنة، في أجواء يطبعها الحبور وسط الكم المعتبر من النشاطات والاهتمام الذي يحظى به؛ إذ تحظى الطفولة الجزائرية بالاهتمام والحماية القصوى من قبل الدولة؛ من خلال الكم المعتبر من الآليات والترسانة القانونية التي تحميها، إلى جانب استفادة 9 ملايين طفل من التمدرس بنوعية؛ أمّنت لهم الدولة كل الإمكانيات والظروف لتنمية مهاراتهم المعرفية. ولرصد واقع الطفولة في الجزائر استجوبت "المساء" مختصين في الميدان في هذا الملف.

* أحلام محي الدين

 


 

عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة "ندى"الجزائر قدوة في الدفاع عن حقوق الأطفال

أكد عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة "ندى" في تصريحه لـ"المساء"، أن هذا التنظيم مازال وفيا لمسيرته في المرافعة لقضايا الأطفال والدفاع عن حقوقهم، معتبرا أن الجزائر أصبحت نموذجا يُقتدى به في جعل صوت الأطفال مسموعا سياسيا واجتماعيا.

أشار محدث "المساء" إلى ضرورة إجراء تقييم جماعي تقوده السلطات والهيئات المعنية بحقوق الأطفال، لقانون حقوق الطفل الصادر سنة 2015 بعد مرور أكثر من 8 سنوات من صدوره، ووضع مخطط رسمي لتطوير حقوق الأطفال أكثر في الجزائر، والوقوف على ثغرات منظومة الحماية، خاصة في الجانب المتعلق بالعنف، ومرافقة الضحايا، وإعادة إدماجهم اجتماعيا ومهنيا وأسريا، وعلى رأسهم، كما أضاف، "الضحايا المولودون خارج إطار الزواج، وضحايا الطلاق والخلع، وسوء المعاملة التي يتعرض لها الأطفال في الفضاء المدرسي، أو الأسري، أو الأحياء". كما أكد على أهمية الحديث عن الانتهاكات الجنسية، والاستغلال الاقتصادي والاجتماعي للأطفال في السوق الموازية.

وأردف عرعار قائلا: "أنا على ثقة بأن للجزائر كل الإمكانيات والقدرة على تجاوز مختلف الوضعيات، ليصبح كل طفل في وضعه الطبيعي"، معتبرا أن بتوفر مختلف الآليات يتم إنصاف الأطفال والأولياء، وكل العاملين من أجل هذه الفئة الهشة".

وأوضح عرعار أن شبكة ندى لم تغفل عن دورها الإقليمي والدولي؛ إذ ربطت شراكات وتعاونا مع منظمات دولية في قضايا الأطفال مع هيئات أممية في 2012. وقال في هذا السياق: "قدّمنا تقريرا بديلا عن حقوق الأطفال. كما شاركنا في التقارير الرسمية مع وزارة الخارجية؛ من خلال التقارير الأممية. وعملنا على مناقشة الأوضاع مع الخبراء والهيئات الأممية المتخصصة بما فيها الاتحاد الإفريقي، وهذا يُعد رصيدا للمجتمع المدني والأطفال".

شبكة "ندى" مسيرة وإنجازات

ذكر عبد الرحمان عرعار أن شبكة "ندى" منذ تأسيسها في 2004، قدّمت مسيرة حافلة؛ حيث تضع خطة عمل كل خمس سنوات، مشيرا إلى أن العمل الجاري يستند إلى "مخطط استراتيجي يمتد من 2024 إلى غاية 2028"، ومؤكدا أن الشبكة التي تضم حاليا 150 جمعية منتشرة عبر الوطن، لها دور محوري في طرح الكثير من المواضيع.

وقال المتحدث إن "ندى" قدّمت 22 مشروعا نُفذت على المستوى الوطني، لها صلة بحقوق الأطفال بما فيها وضع "الخط الأخضر" في متناول هذه الفئة للتبليغ عما تتعرض له من اعتداءات، إلى جانب المشاريع التي مست اللاجئين وطالبي اللجوء، ومشاريع تخص الحماية الذاتية للأطفال من الانتهاكات الجنسية، وكذا حقوق المواطنة، والتكفل بالأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم نتيجة الصراعات المختلفة، مردفا: "ترافق شبكة ندى اليوم، أيضا، العائلات والضحايا على مستوى المحاكم.

وأصبحت تتأسس كطرف مدني في مثل هذه القضايا، وتحرك الدعوى العمومية"، مضيفا أنها تقدم "استشارة قبلية وبعدية مع قضاة الأحداث بالتعاون مع رؤساء المحاكم في القضايا التي تم طرحها والتبليغ عنها". وأكد عرعار أن الوساطة الاجتماعية التي تقوم بها شبكة ندى، أعطت الكثير من النتائج الإيجابية.

آلية اليقظة والتحرير من الاختطاف

أعلن  المتحدث أن شبكة "ندى" ساهمت في إثراء التشريع الوطني الخاص بهذه الفئة الهشة، بداية من قانون حماية الطفل لسنة 2015، والتعديلات الأساسية في قانون العقوبات لسنة 2024، وقانون المحضون، مردفا: "تم، مؤخرا، تدعيم هذه المنظومة التشريعية بقانون الاختطاف الذي دعم آلية اليقظة والتحرير من الاختطافات، وكذا القانون الذي يمنع الاتجار بالبشر"، مؤكدا أن "كل هذا يتماشى مع القوانين الدولية والاتفاقية الدولية لحقوق الأطفال". وقال إن "ندى" لعبت دورا محوريا وأساسيا في المرافعة الاجتماعية والسياسية. وكان لها الفضل في رفع صوت الأطفال، والحديث عن الطابوهات المسكوت عنها في المجتمع؛ مثل الانتهاكات الجنسية التي يتعرض لها الأطفال، وسوء المعاملة.

وتطرق عبد الرحمان عرعار لمشاركة شبكة ندى، مؤخرا، في مؤتمر إفريقي نُظم بالسينغال، خُصص للانتهاكات الجنسية التي يتعرض لها الأطفال؛ حيث عرض تجربة "ندى" حول هذا الموضوع، وما قامت به في مجال تكوين المدربين، وإنتاج المواد البيداغوجية والتربوية التي يتم العمل عليها بالمدارس، وكذا نظام الحماية بالتعاون مع وزارة العدل في المجال التشريعي. كما عرض تجربة الجزائر في مجال الوقاية والتحسيس، وحماية ضحايا الاعتداءات الجنسية، وكيف يتم التعامل مع الشركاء، وكذا الاستماع إلى تجارب الدول الأخرى للاستفادة منها.

وقال محدث "المساء": "لقد سجلت الجزائر تطورا كبيرا في مجال حماية الطفولة مقارنة بدول المنطقة، وحتى دول أخرى".

وبالنسبة للتعليم والتعلم قال عرعار: هو حق أساسي، كرسته الاتفاقية الدولية، والدستور. والجزائر قطعت مشوارا كبيرا كمنظومة تربوية؛ فلدينا 9 ملايين طفل متمدرس؛ هي حلقة مهمة في الحماية، وكذلك الطفولة الصغرى الأقل من 5 سنوات، والتي تمثل 5 ملايين طفل موجود في الروضات. لقد شهدنا النوعية من حيث الرقمنة، وتعلم اللغات والتكنولوجيا. كما إننا في ندى نرافق الكثير من الحالات القادمة من الفضاء المدرسي، نتيجة النزاعات والعنف. وهي حلقة لا بد أن تحظى بالاهتمام من قبل السياسات العمومية".

* أحلام محي الدين

 


 

بعد "أسود الظل في جبال الونشريس".. الطفل عبد الرحمن رضوان بقدي يروي سيرة العظماء

اختار الطفل عبد الرحمن رضوان بقدي، النابغة، المؤلف المبدع والمميز، أن يقتحم عالم العظماء بالحديث عن سيرهم للاقتداء بهم، والحث على معرفة تاريخهم وعطائهم. وشارك عبد الرحمان في العديد من المسابقات، من بينها مسابقة "أقلام بلادي"، و"خطيب المحروسة الصغير". كما شارك في مسابقة كتابة قصة قصيرة ملحمية،  نظمتها وزارة التربية الوطنية 2022 ـ 2023 إحياء للذكرى الستين لعيد الاستقلال. وتُوج بالمرتبة الأولى وطنيا عن مؤلَّفه "أسود الظل في جبال الونشريس". وها هو عبد الرحمان يواصل بثبات، خطواته نحو التألق والتميز؛ حيث اختار العلم رفيقا له، وهو الذي أكد أن الإرث العلمي العظيم للمسلمين وراء ازدهار الغرب؛ والذي يستوجب أن تعرفه الأجيال لاستعادة الأمجاد.

قال عبد الرحمان في تصريحه لـ"المساء": "ما لا يعرفه الكثير من أبناء المسلمين المنبهرين بالحضارات الغربية وعلمائها، أن أساس نظريات غاليلو وقاوس ونيوتن وأولير ومرادي، مستمَد كليا من العالم العربي العظيم؛ ثابت ابن قرة،، للأسف، لا يعرفه إلا القليلون. كما لا يعرفون أن شعوب أوروبا في ذلك الزمن، كانت تخرج إلى الشوارع صارخة ناحبة بخرافات وخزعبلات، معتقدة أنها السبب وراء الظواهر الفلكية".

وقال: "أعمل من خلال قراءاتي سير العظماء تحت إشراف المجلس الأعلى للطفل العربي ومن تقديمي، على التعريف بعظمائنا، بداية من قائدنا ورسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام؛ أعظم رجل على وجه الأرض، وفي الوجود. كما تطرقت لمسيرة الصدّيق أبي بكر، ورجل العدل عبر الأزمنة عمر بن الخطاب، وكذلك العلماء، ومن بينهم ثابت بن قرة، والعالم ابن خلدون".

وأردف قائلا: "العالم ابن قرة مثلا، هو العالم الذي أفاد علماء الغرب فيما بعد، في تطبيقاتهم وأبحاثهم الرياضية في القرن 16، والتي كانت أساس ظهور الحضارة الغربية المعاصرة.. نندهش لها، ولا نعلم أنه مجدنا الذي سُلب منا! لكن تحامُل وإجحاف الكثير من المؤخرين الغربيين على التراث العربي الإسلامي، كان سببا مهمّا في ضياع تاريخ علماء أمة الإسلام"، مضيفا: "إلا أن إهمال المسلمين تاريخهم وتراثهم كان السبب الرئيس والأول وراء ضياع عبقرية هذا العالِم الفذ، التي لا يعلمها كثير منا؛ ولهذا علينا أن نعلم أنه يستحيل أن تعيد هذه الأمة أمجادها وفيها أناس لا يعرفون تاريخهم".

ولدى تصفّحنا أعدادا من سيرة العظماء، وقفنا أمام هذا التقديم الرائع الذي فتح به الطفل عبد الرحمان بقدي، الحديث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ يقول فيه: "بحثت عن عظيم لنرحل سويا إلى زمنه، فوجدت الصفحات والأسرار تأبى أن نغادر الديار، وتعيدني إلى سيرة شخص أجبرتني عظمته على أن أصحبكم معه في الأسفار. نتقصّى عنه الأخبار، ونتعلم من سيرة الكبار، ومواقف الأخيار. عظيمنا، وهو أعظم رجل بعد الرسل والأنبياء، وأحب الناس للنبي محمد عليه أزكى الصلوات والتسليم، السابق إلى التصديق الملقب بالعتيق، والمؤيد من الله بالتوفيق، صاحَب النبي في الحضر والأسفار، ورفيقه الشفيع في كل الأطوار، وضجيعه بعد الموت في الروضة المحفوفة بالأنوار،  رفيقه الصاحب، التقى الأواه صاحب رسول الله، سيدنا أبا بكر رضي الله عنه".

* أحلام محي الدين

 


 

تحت إشراف المفوضية الوطنية لحماية الطفولة.. إطلاق خلية وطنية لليقظة لحماية الطفولة من مخاطر الأنترنت

كشفت مريم شرفي، المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، عن وضع آخر الروتوشات لإطلاق الخلية الوطنية لليقظة؛ لحماية الطفولة من مخاطر الأنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي، مشيرة في حديثها مع "المساء"، إلى أن توسع الجريمة الإلكترونية وبلوغها البراءة، بات يستدعي وضع برنامج وقائي فعال لحماية الأطفال من مخاطر العالم السيبراني، وتدخّل السلطات الأمنية لردع كل محاولات المس والمساس بسلامة الأطفال.

تتولى الخلية، حسب مريم شرفي، مهمة حماية الأطفال من مخاطر العالم الافتراضي، خاصة بعدما بات الطفل ضحية سهلة يتم بلوغها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؛ ليحدق به بذلك عدد من الجرائم المرتبطة بالأنترنت؛ على غرار التحرش الجنسي، والاختطاف، والاحتيال، والابتزاز والتهديد، وغيرها من الجرائم التي تنطلق من تلك الوسائل، أو يستعملها المجرمون لبلوغ ضحاياهم من الأطفال.

وتعمل الخلية، وفق شرفي، على ردع كل محاولة للمساس بحقوق الطفل وسلامته، وتهدد صحته النفسية أو الجسدية، وكل محاولة استغلال البراءة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

ولتعدد المواضيع المتعلقة بالطفل، أوضحت شرفي أن الخلية ستتشكل من أفواج عمل مختلفة. وفي إطار وضع الأسس القانونية للخلية، ذكرت المفوضة أن فوجا خاصا سيتشكل على مستوى وزارة العدل، يتكون من مختصين تابعين للهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، إلى جانب ممثلي الأسلاك الأمنية من مديرية الأمن الوطني والدرك الوطني، وخبراء في تكنولوجيات الإعلام والتكنولوجيات الحديثة، إلى جانب مديريات من وزارتي الصحة والتربية.

وأكدت شرفي أن المفوضية لن تدّخر أي مجهود في إطار حماية وترقية الطفولة، وخلق الدرع الواقي من أي تهديد أو خطر يمس بسلامة البراءة وأمنها، أو محاولة هضم حقوقها . وسوف تعمل الخلية بنظام 24 ساعة على 24 ساعة، تسهر خلالها على تلقي كل قضية تمس بالطفل، وتسهر على مراقبة كل ما يُنشر عبر منصات ووسائط التواصل الاجتماعي؛ للتدخل عند ملاحظة أي تهديد يمس فئة الطفولة.

وأشارت مريم شرفي إلى مساهمتها في اليوم التحسيسي بحديقة الحامة، بمناسبة اليوم العالمي للطفولة الموافق للفاتح جوان، تحت شعار "أطفالنا مستقبلنا وحمايتهم"، في إطار توعية وتحسيس الأطفال وأوليائهم بمختلف حقوقهم وطرق حفظها؛ حيث تم توزيع مطويات تحمل مختلف النصوص القانونية والتشريعية التي تضمن سلامة الطفل، وحقه في العيش السليم.

وفي الأخير، أكدت المفوضة أن الجزائر خطت إلى حد اليوم، خطوات مهمة في مجال حماية الطفولة؛ من خلال النصوص التشريعية التي ضبطتها في هذا الإطار، فضلا عن مختلف الخلايا والهيئات التي تم تنصيبها لحماية حقوق الطفل، والسهر على ترقية هذه الفئة من المجتمع.

* نور الهدى بوطيبة