الإمام الخطيب أول محمد عبد الرحمان بسكر لـ"المساء":

المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم

المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم
  • 293
 أحـلام محي الدين أحـلام محي الدين

❊ الإدمان وراء القتل والزنا والسرقة

أكد الأستاذ محمد عبد الرحمان بسكر، إمام خطيب أول، أن الإنسان مسؤول عن حماية نفسه من كل ما يضر بها، مصداقا لقوله تعالى في محكم تنزيله: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" الآية 195 من سورة البقرة، مؤكدا أن أعداء الإسلام لا يزالون يحاربون هذا الدين، ويفتنون أهله، لإبعادهم عنه بشتى الوسائل والطرق، مصداقا لقوله تعالى: "ولا يزال يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"، ويؤكد الإمام، أنهم لا يزالون يزرعون بذور الفتنة والتفرقة بين الأمة الإسلامية، ويعملون على تفكيك الأسرة وإفساد عقول الشباب، من خلال نشر الانحلال الخلقي بأسلحة متعددة، وأكثرها خطرا؛ المخدرات. مردفا بقوله: "نسعى بدورنا دوما إلى تحذير الشباب من خطرها الكبير، فقد قدمنا الكثير من خطب الجمعة، التي يحضرها الكبير والصغير، من أجل توعية الشباب بخطورة هذا السلاح الفتاك".

أكد الإمام، أن من مفاسد المخدرات، الصد عن سبيل الله تعالى والابتعاد عن الصلاة، إذ تجعل العبد في صف المحرومين وأسير الهوى والشيطان، كما قال الله تعالى: "إِنَمَا يُرِيدُ الشَيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون". كما تتسبب المخدرات، في ارتكاب أبشع الجرائم، كما أنها مذهبة للحياء وتوقع في الكذب والنفاق وعقوق الوالدين، وأبشع الجرائم، كالقتل والزنا والسرقة، وقد يؤذي بها المدمن أحب الناس إليه.

وأضاف الإمام، أن تعاطي المخدرات يؤدي إلى الدياثة، وفقدان الغيرة على الشرف وإقرار الخبث في الأهل، إذ قال رسول الله: "لا يدخل الجنة ديوث"، كما تتسبب في تفكك الأسر وتضيع حقوق الأبناء، ومضيعة للمال، إذ أن المرء يسأل عن ماله يوم القيامة فيما أنفقه.
وأشار الإمام، إلى أن الإدمان يؤدي إلى ضياع الوقت والعمر، والمرء يسأل يوم القيامة عن عمره وشبابه فيما قضاه، كما يتسبب الإدمان في الفشل الدراسي وضعف التحصيل العلمي والعجز عن العمل، والركن إلى البطالة، وفي ذلك ضرر على الأفراد، وقال: "المؤمن القوي أحب لله من المؤمن الضعيف".

وأضاف الإمام، أن متعاطي المخدرات معرض للإصابة بالأمراض الفتاكة، والإنسان مستأمن عن هذه النعم، قال الله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما". وقال: "كشف الطب عن قائمة الأمراض الخبيثة التي يتسبب فيها تعاطي المخدرات، مثل الاضطرابات العقلية التي تصل لحد الجنون، الموت المفاجئ، السكتة القلبية، الذبحة الصدرية، تسمم الدم، التليف الكبدي، الارتفاع الدائم للضغط، حدوث الإغماء والغثيان والقرحة المعدية، جفاف الفم، احتقان العينين، ضيق التنفس، السل الرئوي، قرحة الحلق المزمنة، شلل المراكز المخية المسؤولة عن التنفس، قصور الذاكرة والمخ، ضعف المناعة وضعف الجهاز التناسلي، وعدم قدرته على القيام بمهامه".

أسباب وعلاج الآفة

أكد الإمام، أن من أهم أسباب فقدان السعادة، انقطاع الصلة بالله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانتِ الآخرةُ هَمَهُ جعلَ اللَهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُنيا وَهيَ راغمةٌ، ومن كانتِ الدُنيا همَهُ جعلَ اللَهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُنيا إلَا ما قُدِرَ لَهُ" . وكذا رفقاء السوء ومخالطتهم، يقول: "وهو أمر حذر منه النبي، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" وعلى من أراد السلامة وسلوك طريقة التوبة أن يختار الرفقة الطيبة التي تعينه على ذلك، مع الابتعاد عن الفضول والحذر من ضعف الشخصية وتقليد الغير. وكذا إهمال تربية الأولاد، يقول: "جزء كبير من العلاج يقع على عاتق الأولياء والمعلمين، وهو واجب التربية الدينية الأخلاقية والتوجيه والتنبيه والتحليل والتحذير من آفة المخدرات والتدخين".
وأشار الإمام إلى أن تجار المخدرات، حكم الله فيهم، كقطاع الطرق المفسدين في الأرض، موضحا أنه يجب التبليغ عمن أراد نشر الفساد بين أبنائنا وبناتنا، إلى جانب توسيع حملات التوعية على مستوى المدارس والمتوسطات وعرض أخطار التدخين والمخدرات".