صالونات التجميل ومراكز الحجامة باب آخر للعدوى
الوقاية تنطلق من الأسرة
- 162
لا يزال المجتمع بحاجة إلى التوعية حول داء فقدان المناعة المكتسبة، حسب الدكتورة بتول حرير، المختصة في الأمراض المعدية بمستشفى "إبراهيم تيريشين" بالبليدة، "لاسيما وأن الكثيرين يعتقدون بأن انتقال الفيروس تبعا لما هو شائع، يتم عن طريق إدمان المخدرات باستعمال الإبر وتداولها، أو عن طريق العلاقات الجنسية غير المحمية، فيما يهملون أو يتناسون بعض الطرق الأخرى، رغم خطورتها، ومنها الانتقال عن طريق الدم، خاصة في عمليات التبرع بالدم، أو عن طريق استعمال بعض الأجهزة في عيادات طب الأسنان".
أوضحت المختصة، في نفس السياق، أن عمليات التجميل واستعمال "البتوكس" و"الفيلر"، الذي يتم عن طريق الحقن، وأدمنته النساء بكثرة، إلى جانب الحجامة التي أصبح الطلب كبيرا عليها، وما يعرف كذلك "بالقطيع"، "كلها عوامل فتحت بابا جديدا لتفشي داء فقدان المناعة المكتسبة، وتحتاج إلى تفعيل الرقابة عليها"، مشيرة إلى أنه، رغم أن العدوى تنتقل بشكل كبير، عن طريق إدمان المخدرات والعلاقات الجنسية غير المحمية، التي تفشت في المجتمع، بسبب تراجع المنظومة الأخلاقية، إلا أن هذا لا يعني السكوت عن العوامل الأخرى. لافتة في السياق، إلى أن الآفات الاجتماعية لم تفتح باب الإصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة، وإنما أيضا تسببت في تفشي التهاب الكبد الفيروسي من نوع "س" و"ب"، الذي هو الآخر، أصبح يشكل تهديدا كبيرا للصحة العمومية.
الحد من تفشي داء فقدان المناعة المكتسبة، حسب الدكتورة حرير، يبدأ من الأسرة، خاصة مع التطور التكنولوجي الكبير والانفتاح على العالم، الذي جعل الكثير من الأشياء في المتناول، والوصول إليها متاح، مثل المخدرات والعلاقات الجنسية غير المحمية، تؤكد أن "الرهان اليوم يقع على عاتق الأسر، لكسر هاجس الخوف من الحديث عن هذا المرض المعدي". وحسبها، فإن توعية الأبناء أصبح أكثر من ضرورة لحمايتهم، بمجرد بلوغ سن المراهقة، خاصة وأن العلاج الموجود يطيل معدل العمر فقط، ويحد من الألم، ولكنه لا يقتل الفيروس، بالتالي المطلوب رفع الوعي".